السفير الصيني يزور مقر الأمانة السورية للتنمية ويقدم 40 ألف دولار منحة لدعم عملها … بياو لـ«الوطن»: الوضع الميداني يشهد تحسناً ملحوظاً ومستقبل علاقاتنا سيصبح أجمل
| سيلفا رزوق
قدم سفير جمهورية الصين الشعبية في سورية، فنغ بياو، أمس، منحة مالية قيمتها40 ألف دولار للأمانة السورية للتنمية، خلال زيارة قام بها إلى مقرها في حي باب شرقي بدمشق، حيث التقى رئيس الأمانة التنفيذي شادي الألشي، وذلك بعد يوم واحد من تقديم السفارة منحة مالية لمشفى الأطفال والمركز الخاص بزرع نقي العظام والخلايا الجذعية للأطفال.
وخلال اللقاء، استمع بياو إلى شرح عن دور الأمانة وبرامجها الوطنية وركائزها في دعم المجتمعات المحلية في مختلف المحافظات السورية.
كما استمع بياو إلى شرح عن المشاريع والمبادرات المجتمعية التي تعتزم الأمانة إطلاقها خلال الفترة المقبلة.
واطلع سفير الصين على ما يقوم به برنامج الاستجابة القانونية الأولية الذي تقدّم الأمانة من خلاله الخدمات القانونية للمتضررين من الحرب ومن الظروف الطارئة على المجتمعات التي تستلزم استجابة مدروسة عن طريق جلسات التوعية والاستشارات القانونية، ثم التدخلات التي تتنوع بين إدارية وقضائية وعقارية بالتنسيق مع القطاعين الحكومي والأممي والمنظمات المدنية، ما يسهم بالنتيجة في جعل عملية تنمية المجتمعات المتضررة وأفرادها متكاملة.
كما تم الاطلاع على ما يقدمه برنامج المنارات الذي يندرج ضمن رسالة الأمانة، نحو مجتمعات محلية حيّة وقوية، وخلق مشاريع اقتصادية، وتطوير مهارات التعليم وتطوير الذات، والتي تستهدف جمهوراً من فئات هشة بحاجة إلى تنمية وتمكين ولاسيما في الأرياف والمناطق المتضررة، وتتسم أنشطتها بالواقعية وارتباطاتها المباشرة بحياة المستفيدين، إضافة لارتباط برنامج المنارات الوثيق بمفهوم الأمانة ودورها الحقيقي في التنمية وتحفيز المجتمعات المحيطة على المبادرة، وتنوع المجتمعات المستهدفة والفئات المستفيدة.
وقدم بياو منحة مالية مقدمة من الصين بقيمة 40 ألف دولار كتبرع لدعم عمل الأمانة، ستتم الاستفادة منها لتطوير مخابر وقاعات المنارات التابعة للأمانة، بهدف تمكين هذه المنارات من أداء مهامها بشكل أفضل، لاسيما لجهة دعم فئات الشباب واليافعين من خلال الأنشطة المبنية على أساس احتياجاتهم وإكسابهم المهارات المناسبة لدخول سوق العمل، وستستفيد من هذه المنحة بالدرجة الأولى منارة الفاخورة في ريف اللاذقية ومنارة برزة في دمشق.
وفي رده على سؤال لـ«الوطن»، اعتبر بياو أن العلاقات الثنائية بين سورية والصين شهدت خلال هذا العام تطوراً كبيراً، حيث احتفل البلدان بالذكرى الـ65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، إضافة للزيارة الناجحة التي قام بها مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، إلى سورية تزامناً مع أداء الرئيس بشار الأسد اليمين الدستورية لولاية رئاسيّة جديدة، في حين جرت الشهر الماضي مكالمة تاريخية ناجحة بين رئيسي البلدين، وتم الاتفاق على كيفية تطوير علاقات الصداقة والتعاون بينهما في المرحلة القادمة، معبراً عن ثقته بأنه تحت رعاية قيادتي البلدين وبجهود الشعبين، فإن مستقبل العلاقات الثنائية سيصبح أجمل.
ولفت بياو إلى أنه خلال هذه الفترة وخاصة في ظل الولاية الثانية للرئيس بشار الأسد، شهد الوضع في سورية تحسناً ملحوظاً، لاسيما في الميدان، فهناك المصالحات في محافظة درعا وفي مدن دير الزور والميادين والبوكمال، كما بدأ التعاون الاقتصادي بين سورية وعدد من دول المنطقة، في حين أصبحت الدبلوماسية السورية أكثر نشاطاً وهناك دعوات لعودة سورية إلى الجامعة العربية، لافتاً إلى أن الصين وكصديق حميم لسورية تشعر بالسعادة إزاء كل هذه التطورات.
السفير بياو، أشار إلى زيارته لمقر الأمانة السورية للتنمية، معتبراً أن الأمانة تخدم سورية في كل المجالات، وهي تلعب دوراً إصلاحياً في المجتمع السوري، معبراً عن سعادته بتقديم السفارة المساعدة لهذه الأمانة التي تترأسها السيدة أسماء الأسد.
ولفت إلى المنحة المالية التي قدمتها السفارة الصينية، أول من أمس، لتمويل توريدات ومشتريات أدوية ومعدات طبية ومستلزمات علاجية لمشفى الأطفال والمركز الخاص بزرع نقي العظام والخلايا الجذعية للأطفال، مبيناً أن السفارة بصدد تنفيذ عدة مشروعات من بينها صيانة المدارس، إضافة لتقديم مساعدات لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
وفي تصريح مماثل لـ«الوطن»، اعتبر مدير برنامج المنارات المجتمعية بمحافظة دمشق وريفها في الأمانة السورية للتنمية، طارق جيرودي، أن المنحة هي بداية تعاون مشترك بين السفارة الصينية والأمانة السورية للتنمية وأهميتها أنها ستنعكس على أنشطة الأمانة، وقال: «الاتفاقية مستمرة مثل أي علاقة بين الأمانة وأي شريك، حيث تكون مستمرة بشكل إستراتيجي وعلى المدى الطويل».
ولفت إلى أن كل منارة من منارات الأمانة تنفرد بنوعية من الأنشطة تصب في احتياجات المجتمع، مبيناً أن نشاطات المنارات جميعها مجانية، والوصول للمستفيدين يتم عبر معايير محددة، لافتاً إلى قسم الدعم المجتمعي، حيث يقوم موظفوه بالوصول للفئة المطلوبة من المستفيدين، وكل نشاط له معاييره الخاصة.