أيها المخلّص

ها هم الذين ابتهلوا لقدومك يذوقون العذاب

مريم العذراء ما تكلمت
تكلمت
ها هي تصرخ.. تستنجد بك
منحتها الطهر حين تكلمت في المهد
منحتها البراءة حين لاذت بك
لم يمسسها بشر وما علموا … لم تكُ بغياً وما فهموا
وأنت وحدك كنت طهرها
كيف نكلم من كان في المهد صبيا؟
حاروا.. استنكروا… لكنك كلمتهم
أعطيتهم كلمة الله
أيا طفل المغارة… أيها المخلّص
مريم التي صارت مريمات تستصرخ
لم يعد هناك من يسمع
أشارت إليه أن كلموه
لم ينظر أحد إلى الوليد… كان يتكلم وحده
والمريمات يصرخن ولا من يسمع
الخراف حولك لم تعد خرافاً … تحولت
ربما صارت ذئاباً
ربما صارت شيئاً آخر لا نعرفه
لكنها لم تعد تسمع كلمة الله
كلمة الله التي تخرج من مغارة الروح
أما من واحد ينتظر كلمة الله؟
تلوب مريم عمّن يسمع نداء يسوع
وتعود كسيرة النفس
لا من يسمع… لا من يرى
ترقب رسمها يزين الجدران
والمعجزة على صدرها
تحول الرسم إلى زينة وطقوس… ولا أحد يسمع
الأعمى يبحث عمن يعيد له بصره
وحين التقى بيسوع أشاح الوجه
لم يصدق أنه سيرى
لم يستمع لنداء يسوع الذي يقصد الفؤاد
في القلب يهبط… وبالروح يسمو
المحتاجون لبرء يسوع كثر
الجياع الذين ينتظرون المناولة كثر
يسوع يمدّ خبزه ونبيذه … لا من يلتقم!
يريدونه آخر
والمجدلية عظتها الحجارة… رجمها الآبقون
انهالوا بالحجارة عليها
قالوا: نفر دمها إلى السماء… قالوا: غار دمها في الأرض
لكن المجدلية لم تتكلم
آثرت أن تغمرها الحجارة الملونة بالحقد
لم تبعد رأسها … لم تهرب بجسدها
المجدلية التي كانت تميس في العشب
تقفز في السهول… رآها جبران ورسم حياءها
صوّر حمرة خديها… وصل جوهر طهرها
توقفت المجدلية عن مراقبة يسوع… عن متابعة نوره
عن دعوته لمباركة دارها
عاد زوّار المجدلية إليها… صار بيتها.. لا تدري ما صار
هصرت التراب بيديها وهي ترقبه
حين غادر غادرت الحياة
وحين ودّعها استندت للعذراء
عذراء ومجدلية وفاجعة امرأة
أيها المخلّص أقبل علينا
نحتاج معجزتك
لا تكفينا أيقونة بلا إيمان
لا يؤنسنا رسم بلا روح
التمس لنا حياة… التمس لنا طهراً
قدّم لنا عشاء ولو كان أخيراً
انهمر في صلواتنا… أقبل في آلامنا
نرقبك في السمو ولا نراك
نستشعرك في الروح ولا نفهم
أما انتهت العجاف؟
لعلك تولد من جديد!… لعلك تخرج إلينا!
من أي مكان شئت اظهر في حياتنا
في أي وقت تجلّ علينا… ارسم آلامنا وآمالنا
بمعجزتك وروح القُدس فيك
اطمر سيل الآبقين
أعداء الروح والإنسان في صورته
تجلّ اليوم وكل يوم
نلوذ بقداسة اسمك
لنخرج من عجز ودعاء لعمل وحياة وروح.