إحصائيات وأرقام الدوري الإيطالي لموسم 2021/2022 … نابولي شرس وأتلانتا مؤثر وروما والفيولا لا يعرفان الحلول الوسط .. البطل يتصدر المشهد وميلان على الطريق واليوفي مريض
| خالد عرنوس
ثمانية عشر أسبوعاً مرت على السييراA وضمن في نهايتها إنتر ميلانو لقب بطل الخريف أو بطل الشتاء كما العرف الأوروبي لنصف الموسم بعدما رفع الفارق مع أقرب منافسيه إلى أربع نقاط مؤكداً حسن استعداده للاحتفاظ بالسكوديتو موسماً ثانياً على الرغم من التغيير الذي طرأ على جهازه الفني ورحيل بعض النجوم، وأكد القطب الآخر في ميلانو عزمه على العودة إلى المنافسة على اللقب بعد السنوات العشر العجاف التي مرّ بها منذ تتويجه الأخير عام 2011، وهاهو يزاحم جاره على الصدارة إلى جانب نابولي الذي قدم بداية تاريخية لم يسجلها قبل أن يقع في فخ الهزيمة الأولى ومعها بدأ بالترنح لكنه عاد في الوقت والمكان المناسبين وواصل أتلانتا ما بدأه قبل خمسة مواسم كفريق مؤثر على مستوى القمة حاجزاً مقعده بين الكبار وسط تراجع الزعيم التوريني يوفنتوس مجدداً في مرحلة يعتبرها المراقبون إعادة بناء، في السطور التالية نقدم ملخصاً لهذه الأمور وبعض الملاحظات والأرقام الأخرى على ما حدث في ملاعب الكالشيو هذا الموسم.
شهية مفتوحة
بعد سنوات عجاف انخفضت فيها أسهم الدوري الإيطالي حتى بات دوري البطل الأوحد والبقية كومبارس، عاد الألق إلى ملاعب الكالشيو وأصبحت المنافسة على اللقب أكثر إثارة وأكثر ندية ومعها عادت البهجة إلى سائر الملاعب بمباريات قوية تجذب الأنظار بما تقدمه من متعة وأداء كروي رفيع، الشيء الذي انعكس على أداء النجوم والأندية وكذلك المنتخب الإيطالي الذي توج بطلاً لكأس أوروبا في الصيف الماضي، ولم تتأثر الأمور كثيراً على الرغم من أن الآتزوري عاد وخسر لقب دوري الأمم فأكمل السييرا على المنوال ذاته فيما مضى من الموسم الحالي، منافسة شرسة على الصدارة وحتى على المقاعد الأوروبية بكل مسابقاتها على الرغم من الفارق الكبير نوعاً ما بين ثلاثي الصدارة والبقية.
وأول ما يلحظه المتابع للدوريات الأوروبية الكبيرة هو شهية اللاعبين المفتوحة أمام المرمى والطرق الهجومية (إلى حدّ كبير) لكثير من الأندية، فجاءت نسبة الأهداف عالية ولا يضاهيها سوى البوندسليغا الألمانية، فقد شهدت 180 مباراة تسجيل 553 هدفاً أي بمعدل 3.07 في المباراة مقابل 3.09 للدوري الألماني و2.88 في المباراة بالدوري الفرنسي و2.68 في البريميرليغ الذي يضعه كثيرون في مقدمة الدوريات من حيث جودة المباريات والإثارة والمنافسة، على حين لم يشهد الدوري الإسباني أكثر من 2.5 في المباراة الواحدة، وكان الدوري الإيطالي شهد النسبة ذاتها تقريباً خلال الموسمين الماضيين بواقع 3.06 في موسم 2020/2021 و3.04 أهداف في الموسم السابق مقابل 2.68 في موسم 2018/2019.
صدارة زرقاء
منذ الجولات الأولى بدا أن المنافسة ستكون بين قطبي ميلانو وأتلانتا وربما اليوفي وهي التي احتلت المراكز الأربعة الأولى بالموسم الماضي وتوقع البعض دخول روما على الخط مع المدرب مورينو وكذلك نابولي الذي خسر المركز الرابع في الأسبوع الأخير، وبالفعل صدقت التوقعات بالنسبة للنييرازوري والروزنييري ودخل نابولي معهما كمنافس شرس وخاصة بعد الانطلاقة الأفضل في تاريخه، فلم يخسر في أول 12 جولة، ففي الجولة الثالثة عشرة تلقى هزيمته الأولى على أرض إنتر بعد مباراة مثيرة بنتيجة 2/3، وفي الأسبوع ذاته وقبلها بيوم واحد تلقى ميلان كذلك خسارته الأولى بطريقة دراماتيكية أمام فيورنتينا 3/4، وكان الإنتر سبقهما إلى الخسارة عندما سقط في الأسبوع الثامن على أرض لازيو بنتيجة 1/3، إلا أنه لم يخسر بعدها بل أكمل سلسلة 10 مباريات من دون هزيمة مقابل تلقي ميلان ونابولي هزيمتين أخريين فكان من الطبيعي أن يصعد النييرازوري إلى القمة جامعاً 43 نقطة من خلال 13 انتصاراً و4 تعادلات وهزيمة واحدة، وسجل لاعبوه 48 هدفاً كأفضل هجوم، في حين اهتزت شباكه 15 مرة كثاني أفضل دفاع والملاحظة التي تؤخذ بعين الاعتبار أنه جمع 20 نقطة على أرضه مقابل 23 خارجها علماً أنه الوحيد الذي لم يخسر على أرضه، في الموسم الماضي جمع الفريق 40 نقطة في مثل هذا الوقت وقد أنهى الموسم بطلاً برصيد 91 نقطة.
منافسة مزدوجة
بين الجولتين الخامسة والسادسة عشرة اعتلى نابولي الصدارة وكانت في معظمها بفارق الأهداف عن ميلان فتبادلا الأدوار في لعبة كراسي موسيقية حسب برنامج مبارياتهما، وهاهما قد عادا إلى الشراكة لكن في وصافة الترتيب وبرصيد 39 نقطة بعدما حققا النتائج ذاتها (12 فوزاً و3 تعادلات ومثلها هزائم)، وكان نابولي تلقى هزيمتين في الجولتين 16 و17 فتراجع من الصدارة إلى المركز الثالث وفي الجولة الأخيرة انتزع فوزاً بنقاط مضاعفة من ميلان في سان سيرو بهدف فعادله وتقدم عليه بفارق الأهداف رغم أن الروزنييري سجل 36 هدفاً مقابل 35 لسماوي الجنوب إلا أن دفاع الأخير كان الأقوى بتلقيه 13 هدفاً فقط على حين اهتزت شباك ميلان 20 مرة مقابل 20 بمرمى روما الخامس و18 بمرمى تورينو عاشر الجدول، ولم يكتف الفريقان بالتساوي نقاطاً فسجلا النتائج ذاتها داخل وخارج الأرض بواقع (6 انتصارات وتعادل وهزيمتين داخل أرضهما) مقابل 6 انتصارات وتعادلين وهزيمة واحدة خارج ملعبيهما.
أتلانتا البطل الصغير
شكل أتلانتا حالة خاصة في الكالشيو منذ مجيء مدربه غاسبريني عام 2016 فقد أصبح الفريق الذي لم يسبق له التتويج سوى بلقب كأس إيطاليا مرة واحدة لاعباً رئيساً ومؤثراً في السييرا A وحجز مقعداً بدوري الأبطال للمرة الأولى بتاريخه في هذه الفترة وهاهو يواصل ظهوره في هذه المسابقة للموسم الثالث على التوالي، وقد يكون الوضع مناسباً لمرة رابعة بعد احتلاله المركز الرابع بفارق 6 نقاط عن المتصدر ومثلها أمام روما الخامس، وسجل نييرازوري برغامو 11 انتصاراً و4 تعادلات و3 هزائم، وقضى 10 جولات كاملة بين هزيمته الثانية على أرضه أمام ميلان 2/3 وهزيمته الكبيرة كذلك على ملعبه أمام روما 1/4 في الجولة 18، ويعتبر أتلانتا ثاني أقوى هجوم بـ38 هدفاً، لكنه تلقى 24 هدفاً وهو السجل الأسوأ بين الخمسة الأوائل، ومع ذلك فهو الأفضل خارج أرضه برصيد 25 نقطة جمعها عبر 8 انتصارات وتعادل من دون خسارة.
كبوة اليوفي
«الفرق الكبيرة تمرض ولا تموت» هذا عرف في عالم كرة القدم، فالأندية العملاقة تمر بفترات تجديد مع انتهاء جيل مميز وتواجه تراجعاً كما حدث ليوفنتوس زعيم الكالشيو في الموسم الماضي وكذلك الحالي، ففريق السيدة العجوز ظهر منذ البداية عاجزاً عن المنافسة على اللقب على الرغم من عودة مدربه أليغري صاحب الإنجازات الكبيرة بين عامي 2015 و2019 في فترته الأولى في تورينو، واستقر به الحال في المركز السابع حالياً بفارق 12 نقطة كاملة عن المتصدر وهو فارق كبير في مثل هذا الوقت من الموسم حتى إن أنصاره باتوا يأملون باحتلال أحد المراكز الأربعة الأولى لمواصلة الظهور بدوري الأبطال، وحقق اليوفي 9 انتصارات و4 تعادلات و5 هزائم وهو الذي خسر 7 مباريات خلال موسم كامل يوم أحرز آخر ألقابه موسم 2019/2020 على حين خسر 6 مرات فقط خلال الموسم الماضي.
وعانى الفريق من رحيل رونالدو الذي سجل له 29 هدفاً بالموسم الفائت في حين اكتفى الفريق بتسجيل 25 هدفاً في 18 مباراة مقابل 17 هدفاً هزّت شباكه كثالث أفضل دفاع على الرغم من الغيابات العديدة المؤثرة، وبالتالي أخفق موراتا وديبالا بتسجيل أكثر من 5 أهداف مقابل 4 أهداف لكوادرادو وهم الأفضل على هذا الصعيد في اليوفي.
ولم يثبت روما أنه أفضل مع مدربه الجديد جوزيه مورينو على الرغم من احتلاله المركز الخامس، وقد أنهى الموسم الماضي سابعاً فحقق 10 انتصارات مقابل 7 هزائم وكان الأقل تعادلاً مع شريكه بالنقاط فيورنتينا حيث سجل كل منهما تعادلاً يتيماً.
هدافون
كما جرت العادة منذ الثمانينيات فإن صدارة الهدافين ذهبت للأجانب في معظمها، فضمن العشرة الأوائل على لائحة هدافي الموسم الحالي ثلاثة طليان فقط، وهم شيور إيموبيلي الذي سجل 13 هدفاً يليه دومينيكو بيراردي لاعب ساسولو الذي سجل 8 أهداف، أما الثالث فهو ماتيا ديسترو لاعب جنوا بـ7 أهداف، أما الصدارة فذهبت إلى الصربي دوشان فلاهوفيتش الذي سجل 16 هدفاً ثلثها من علامة الجزاء مقابل 3 لإيموبيلي وفي المركز الثالث الأرجنتيني جيوفاني سيميوني الذي سجل 12 هدفاً جميعها من اللعب المفتوح، على حين سجل موطنه لاوتارو مارتينيز لاعب الإنتر 11 هدفاً بالمركز الرابع منها 3 عبر نقطة الجزاء، واحتل المركز الخامس جواو بيدرو غلفاو (كالياري) والكولومبي دوفان زاباتا وقد سجل كل منهما 9 أهداف ومنها 3 من علامة الجزاء، ولم يكن غريباً تصدر فلاهوفيتش اللائحة وخاصة أنه سجل 21 هدفاً بالموسم الماضي.
على الهامش
– الفوز الأعلى سجله لازيو على سيبيزيا وإنتر على بولونيا بنتيجة 6/1، أما الفوز الأعلى خارج الأرض فسجله إنتر على ساليرنتانا بنتيجة 5/صفر، التعادل الأعلى كان بين لازيو وأودينيزي بنتيجة 4/4 وهي المباراة الأغزر أهدافاً، وانتهت 6 مباريات فقط من دون أهداف من 39 مباراة انتهت بالتعادل.
– يتقدم ميلان الأندية من خلال الحضور الجماهيري بمعدل 42 ألف متفرج بالمباراة الواحدة على أرضه مقابل 40500 متفرج لجاره إنتر و39967 متفرجاً لروما وقرابة 24 ألفاً لنابولي و21 ألفاً لليوفي.
– تصدر ثنائي إنتر ميلانو (الإيطالي) نيكولو باريللا و(التركي) كالهان أوغلو لائحة صناع الأهداف بواقع 7 تمريرات حاسمة لكل منهما مقابل 6 بدومينيكو بيراردي (ساسولو) ولويس البرتو (لازيو).
– حافظ الكولومبي ديفيد أوسبينا حارس مرمى نابولي على نظافة شباكه في 9 مباريات مقابل 8 مباريات للسلوفيني سمير هاندانوفيتش حارس إنتر و7 مباريات للبرتغالي روي باتريسيو (روما).
– 4 حالات هاتريك شهدتها الجولات الـ18 سجلها إيموبيلي للازيو بمرمى سيبيزيا وجيوفاني سيميوني لهيلاس فيرونا بمرمى لازيو وفلاهوفيتش لفيورنتينا بمرمى سيبيزيا وبازاليتش لأتلانتا بمرمى فينيسيا.