عربي ودولي

أكدت أن رد أميركا على مبادراتها بشأن الضمانات الأمنية مهني والمباحثات تبدأ الشهر المقبل … لافروف: لا نريد حرباً ونحذر الرؤوس الساخنة في أوكرانيا من المواجهة العسكرية

| وكالات

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن رد أميركا على مبادرة بلاده بشأن الضمانات الأمنية كان مهنياً، وأن المباحثات بشأنها ستبدأ أوائل العام القادم، مشيراً إلى أن روسيا لا تريد حرباً، مؤكداً في الوقت نفسه أن بلاده ستضمن أمنها بصرامة، وتحذر «الرؤوس الساخنة» في أوكرانيا من المواجهة العسكرية، في حين أوضح المتحدث باسم الرئاسة دميتري بيسكوف، أن موسكو صاغت مقترحات واضحة جداً بشأن الضمانات، وتأمل بأن تقدم واشنطن مواقف واضحة في المفاوضات.

ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن لافروف تأكيده أمس الأربعاء أن الادعاءات القاضية بأن المبادرات الروسية بشأن وضع نظام ضمانات أمنية مع حلف شمال الأطلسي «الناتو» وواشنطن لخفض التوترات في أوروبا لم تلق إلا التجاهل من الغرب غير صحيحة بالرغم من التصريحات غير المناسبة التي تأتي على لسان أمين عام «الناتو» ينس ستولتنبرغ.

ووصف لافروف رد الأميركيين على المبادرات الروسية الجديدة بأنه مهني، قائلاً: «جرت سلسلة اتصالات على مستوى المساعدين المعنيين بالشؤون الخارجية لرئيسي روسيا والولايات المتحدة، وخلال الاتصال الأخير تم تنسيق النواحي التنظيمية للعمل المستقبلي، وتم الاتفاق على أن الجولة الأولى من المباحثات ستجري أوائل العام القادم بين مفاوضين روس وأميركيين وقد تم تحديد أسمائهم وهي مقبولة لكلا الطرفين».

وأوضح لافروف أن الأميركيين أبدوا استعدادهم لمناقشة مجموعة من مباعث القلق المطروحة في الاقتراحات الروسية ووصفوا نقاطاً أخرى بأنها غير مقبولة، كما قالوا إن لديهم مباعث قلق خاصة بهم.

وتابع: «نحن مستعدون للنظر فيها «مباعث القلق الأميركية»، لكن لم يتم إطلاعنا عليها بعد. ورغم التفاهم بشأن النواحي التنظيمية، هناك الكثير مما يتعين القيام به فيما يخص مضمون المباحثات، وسبق أن ذكر الرئيس بوتين أن هذا العمل لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، لأن التهديدات تتصاعد حولنا باستمرار خلال العقود الأخيرة، وتقترب البنى التحتية الخاصة بـ”الناتو» من حدودنا بشكل مباشر، وتعرضنا للخداع مراراً ابتداء من وعود شفهية وصولاً إلى التزامات سياسية مطروحة في اتفاقية روسيا-الناتو الأساسية، ولذلك نصر هذه المرة، كما قال الرئيس بوتين، على ضرورة تقديم ضمانات قانونية إلزامية».

من جهتها نقلت وكالة «سبوتنيك» عن لافروف قوله:«فلسفتنا معروفة منذ أمد طويل، وتعبر عنها سطور الأغنية الشهيرة «هل يريد الروس حرباً»، نحن لا نريد حرباً، وقد تحدث الرئيس بوتين عن ذلك، نحن لسنا بحاجة إلى النزاعات، ونأمل ألا تبدو النزاعات لأي شخص آخر على أنها مسار عمل مرغوب فيه، سوف نضمن أمننا بشكل صارم بالوسائل التي نراها ضرورية».

وأضاف: «نحن نحذر الرؤوس الساخنة، وما أكثرهم في أوكرانيا، وهناك أيضاً بعض السياسيين في الغرب الذين يحاولون تأجيج هذا النوع من المشاعر العدوانية في أوكرانيا، المسألة بسيطة للغاية – فكلما زاد المستفزون على حدودنا، كلما زادت الآمال بإخراج روسيا من التوازن، حتى لا تعوقهم روسيا في الاستحواذ على مناطق معينة».

وفي السياق أوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن موسكو صاغت مقترحات واضحة جداً بشأن الضمانات الأمنية، وتأمل بأن تقدم واشنطن مواقف واضحة في المفاوضات.

ونقلت وكالة «تاس» عن بيسكوف قوله، أمس الأربعاء: «نحن معنيون بالمفاوضات حول الضمانات الأمنية، ونريد قيام هذه المفاوضات، وهي تجري طبعاً، من أجل مناقشة مواقف بعضها البعض».

وبيّن أن المقترحات الروسية تمت صياغتها بشكل دقيق وواضح للغاية، وتم نقلها إلى واشنطن وعواصم أوروبية أخرى، معربا عن أمله بأن يقدم الطرف الآخر مواقف محددة بوضوح إلى المفاوضات المقبلة.

من جهتها دعت السفارة الروسية في واشنطن الولايات المتحدة إلى عدم تشويه الحقيقة، واتخاذ خطوات من شأنها في الواقع خفض التصعيد حول أوكرانيا.

ونقلت «روسيا اليوم» قول السفارة في بيان نشرته على حسابها في «تويتر» أمس الأربعاء،

رداً على تغريدة ذكر فيها المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس أن «روسيا ووكلاءها وليس أوكرانيا أو الولايات المتحدة مسؤولون عن تصعيد التوترات». «ندعو الخارجية الأميركية إلى عدم تشويه الحقيقة، ومن أجل خفض التصعيد يتعين على الولايات المتحدة الامتناع عن إنشاء مواقع عسكرية موجهة ضد روسيا عند حدودنا».

وطلبت السفارة الروسية خصوصاً من الولايات المتحدة التعهد بوقف امتداد حلف الناتو شرقاً وعدم منح أي من الدول المنتمية سابقاً إلى الاتحاد السوفييتي العضوية فيه وعدم استخدام البنى التحتية الخاصة بها لممارسة أي أنشطة عسكرية وعدم تطوير التعاون العسكري الثنائي معها.

ولفتت السفارة إلى أن هذه الخطوات ستتيح خفض التوترات الخطيرة في أوروبا وإبرام اتفاقات بخصوص ضمانات تتعلق بـ«أمن متساو لا يتجزأ».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن