من اللافت للنظر ما يفعله شباب جبلة هذه الأيام، فصعودهم الصاروخي من المركز الأخير في الدوري إلى المراكز الثلاثة الأولى، وذلك حتى قبل انتهاء مرحلة الذهاب بجولةٍ واحدة يعد معجزةً بكل المقاييس، ليجمع النقاد أنه بات الحصان الأسود لدوري الشباب، ويأتي هذا الإنجاز بعد أن عانى الفريق في الجولات الثلاث الأولى وتلقى مرماه 14 هدفاً من ثلاث خساراتٍ، قبل أن يستلم الكابتن عماد حجوز وطاقمه الفني دفة التدريب، لينتفض اللاعبون ويحرزوا 7 انتصاراتٍ (منها 6 متتالية) وتعادلين اثنين، ليحتل الفريق الآن المركز الثالث في الدوري بعد فوزه الأخير على شباب الجهاد في دمشق بهدفٍ نظيفٍ يوم الجمعة الماضي، ويبتعد عن الاتحاد المتصدر بفارق 5 نقاطٍ، وتصبح الطريق سالكة أمامه للمنافسة على اللقب بين الكبار.
وعلى النقيض من هذا المشهد نرى تراجع فريق رجال جبلة المحبط من المركز الثالث (بعد الجولة الرابعة) إلى المركز السابع (بعد الجولة التاسعة مع وجود مباراةٍ مؤجلةٍ مع تشرين في اللاذقية)، فلم يعد رجال جبلة ذلك الفريق المخيف الذي عادل الوثبة والوحدة وانتصر على الحرجلة وحطين، فتعادل في الجولات الأربع الماضية مع فرق الوسط والمؤخرة (عفرين والكرامة والطليعة والفتوة)، وحتى دفاع جبلة لم يعد ذلك الدفاع الحصين الذي يحار اللاعبون أمامه، فتلقى في الجولات الأربع الماضية خمسة أهدافٍ، أربعةٌ منها في الشوط الثاني، وثلاثةٌ في الوقت بدل الضائع، وهذا يدل بالطبع على سوء الجاهزية البدنية للاعبين، وهي السبب الأساسي لفقدانهم النقاط، على الرغم من أن الشق الهجومي للفريق نسبياً لا يبخل بالأهداف، وبخاصة مهاجمه مصطفى الشيخ يوسف الذي بات هداف الفريق برصيد خمسة أهدافٍ.
النقطة المضيئة في سجل جبلة في الدوري هو عدم تلقيه لأي خسارة حتى الآن، ليتشارك بهذا الإنجاز مع تشرين الذي سيلتقيه في ملعب الباسل في اللاذقية في أول أيام العام القادم في المباراة المؤجلة بين الفريقين، فهل سيتعادل الفريقان ويكملان السجل النظيف لعدم الخسارة أم إن أحدهما سيحقق الخسارة الأولى لمنافسه؟ المنطق يقول: إن الكفة ترجح لتشرين للقيام بهذا ولكن عالم الكرة ليس فيه ثباتٌ.