في ريف القرداحة 6 قرى جميلة.. لا صحة ولا نقل ولا طرق.. تحتاج إلى عمليات خدمية إسعافية! … رئيس البلدية لـ«الوطن»: نعمل وفق الإمكانيات وطالبنا بمستوصف متنقل
| اللاذقية – عبير سمير محمود
لم تشفع لها طبيعتها الخضراء الساحرة بأن تكون قرى مخدّمة بشكل يليق بجمال الساحل الذي يتغنى به بعض المسؤولين حينما يزورون بعض مناطقه ذات النجوم الخمس بقصد الاصطياف، ويغيبون عن ريفه شتاء لكونه يفضح سوء الخدمات وربما عدم وجودها في قرى كثيرة منه.
وفي شكاوى وصلت إلى «الوطن»، من بعض أهالي قرى بلدية دير حنا بريف القرداحة، تبيّن نقص كبير بالخدمات الأساسية للقرى ومنها عدم وجود أي نقطة طبية أو مركز صحي، في القرى السبع التابعة للبلدية وهي «المريجات، القطربية، رويسة بدرية، القرامة، مرج موسى، حورايا»، إضافة لدير حنا.
ويقول عدد من الأهالي لـ«الوطن» إن الخدمات في قريتهم تكاد تكون معدومة، فلا وسائل نقل تخدم الأهالي للذهاب والإياب من عملهم ما يضطرهم للمشي عشرات الكيلومترات للوصول إلى أقرب نقطة يمر بها أحد سرافيس القرى البعيدة التابعة لخطوط جبلة أو القرداحة، إضافة إلى عدم وجود صيدلية أو نقطة طبية في المريجات والقرى المحيطة بها، الأمر الذي يعاني منه المرضى عند الحاجة لشراء أي نوع من الأدوية أو لعلاج الحالات الإسعافية.
كما يشكو الأهالي -ومنهم ذوو شهداء وجرحى- عدم وجود مدارس ثانوية في القرى الست المذكورة، ما عدا دير حنا، مشيرين إلى عناء الطلاب في المرحلة الثانوية من التنقل بين القرى ومركز البلدية لاستكمال تعليمهم سيراً عدة كيلومترات يومياً، كما يشير الأهالي إلى ضرورة استكمال مشاريع الصرف الصحي في عدد كبير من الأحياء، إضافة لتحسين خدمات الاتصالات وإيصال خدمات الإنترنت إليها.
اعتماد أهالي القرى المذكورة على الزراعة لا يعني أنهم مخدّمون زراعياً، مطالبين بإدراج قراهم ضمن القرى المستفيدة من المنح الزراعية والقروض التنموية للمشاريع الصغيرة وتسوية الطرق الزراعية من جهة، وتعبيد الطرق الفرعية لمعظم القرى التي تعاني سوء أحوال الشوارع وخاصة في فصل الشتاء وما ينتج عنه من مستنقعات وأوحال تعوق «المشي» الذي يعد وسيلة النقل الوحيدة للأهالي.
بالعودة إلى رئيس بلدية دير حنا فواز الشندي بيّن لـ«الوطن»، أنه تتم متابعة جميع الخدمات في القرى التابعة للبلدية والعمل على تحسين ما يمكن وفق الإمكانيات المحدودة، مطالباً بدعم أكبر للبلديات التي كما ذكر تتحمل مسؤوليات كل القطاعات الخدمية.
وأشار إلى ضرورة تجاوب مديري المؤسسات الخدمية بشكل أكبر مع مطالب البلديات بما يحسن الخدمات بشكل حقيقي، قائلاً إن موقع المسؤولية أمانة وعلينا تخديم الناس بكل استطاعتنا وإمكانياتنا مع زيادة الدعم والإيرادات للريف الجبلي بشكل عام.
وأوضح الشندي أنه خلال الفترات السابقة تم تنفيذ مشروع الصرف الصحي بنسبة 90 بالمئة لقرى دير حنا وحورايا ورويسة بدرية، و80 بالمئة لقرى مرج موسى والقطربية، و50 بالمئة لقرية المريجات، على أن يتم استكمال التنفيذ خلال الفترة المقبلة.
وذكر أنه في بلدية دير حنا يوجد مستوصف واحد، وباقي القرى لا يوجد فيها أي مركز صحي ولا صيدلية، والبلدية طالبت سابقاً بإحداث نقطة طبية متنقلة لتخديم قرى المريجات والقطربية والقرامة ومرج موسى، أو إرسال سيارة صحية يتم وضعها بالمستوصف في دير حنا ويتم إرسالها لتخديم القرى الست التابعة لها، ورغم الوعود الكثيرة إلا أنه لم يتم تنفيذ أي منها حتى تاريخه.
تعليمياً، قال الشندي إن كل قرية في نطاق البلدية فيها مدرسة ابتدائية وإعدادية، على حين لا توجد مدرسة ثانوية إلا في دير حنا، علماً أن المدارس بالمرحلة الأولى تعمل وفق نظام دوامين، منوهاً بأن الأهالي كانوا قد قدموا قطعة أرض بشكل رسمي للجهات المعنية لإحداث ثانوية منذ عام تقريباً وينتظرون التنفيذ.
وأشار إلى وجود وحدة إرشادية في دير حنا مع إحداث مركز للمؤسسة السورية للتجارة في البلدية، بما يؤمن توزيع المواد المقننة لحوالي 800 بطاقة مسجلة رغم تأخر السورية بإيصال المواد في بعض الأحيان، إضافة للانتهاء من توزيع مازوت التدفئة منذ نحو 15 يوماً.
فيما يخص شكاوى وسائل النقل، أكد الشندي أنه لا توجد وسائل نقل تخدم القرى التابعة للبلدية، وتم التواصل مرات عدة مع مديرية منطقة القرداحة ومديري النواحي والمرور وتم تقديم عدة مقترحات لتأمين نقل المواطنين في القرى ومنها التنسيق مع سائقي الخطوط القريبة من جبلة والقرداحة لفرز مركبة إلى خطوط القرى بالتعاون بين المرور والمنطقة وبالتراضي مع أحد السائقين وتحديد ساعات عمل معينة لتعرف الناس خط السير، وتم التنسيق مع أحد سرافيس خط عرمتي جبلة وكتب تعهداً بأن يلتزم بتأمين الأهالي في المريجات وطالبنا حين التزامه بأن تتم زيادة مخصصاته من المحروقات إلا أنه لم يلتزم، حسب شكاوى الأهالي، مطالباً بحل المشكلة عبر إحداث خط لقرية المريجات ومنها يتم تأمين القرى المجاورة.
ولفت الشندي إلى تخديم القرى بالشبكة الهاتفية الهوائية ونطالب بأن تكون أرضية منعاً لحدوث أعطال، إضافة لوجود قسم منها خط ضوئي جيد بنسبة 80 بالمئة، كما أن المياه جيدة في القرى وتتبع بعضها لوحدة مياه جبلة وأخرى لوحدة مياه القرداحة.
وأشار رئيس البلدية إلى تخديم القرى بفرن خاص ومعتمد خبز جوّال يستجر المادة من مخبز القرداحة بمعدل 250 ربطة كل يوم، بما يغطي حاجة الأهالي من الخبز، ووجود 9 رخص غاز، منوهاً بأن المواد والخدمات متوافرة دائماً وفق الإمكانيات وكبنى تحتية لا يوجد تقصير.
وأشار إلى الحاجة إلى شق وتسوية طرق زراعية في عدد من القرى، مضيفاً إن الأهالي يتوجهون لزراعة القمح على أثر الدعم الذي توليه الحكومة للمحصول، إضافة لزراعة الزيتون والتبغ اللذين تشتهر بهما القرى التابعة للبلدية ومعدل سكانها يصل إلى نحو 6800 نسمة.