اقتصاد

مياه «الجفت» وتفل الزيتون للتدفئة بمداجن السويداء

| عبير صيموعة

استعان أصحاب المداجن على ساحة المحافظة بمقولة الحاجة أم الاختراع، حيث أدى عدم توافر مادة الفحم الحجري في السوق المحلية إضافة لارتفاع أسعاره إلى قيام أصحاب المداجن في السويداء بالبحث عن البدائل فكانت وجهتهم معاصر الزيتون ليستفيدوا من مخلفات عصر الزيتون من مادتي ماء الجفت وتفل الزيتون على وجه التحديد من خلال خلطهما والسعي إلى تجفيف الخليط وتصنيعه على شكل مكعبات ليصار إلى استخدامها لتدفئة الطيور ضمن مداجنهم.

حيث أكد أصحاب المداجن لـ«الوطن» أن التوجه إلى مياه «الجفت» وتفل الزيتون يعود إلى عدم توافر مادة الفحم الحجري بالشكل المطلوب عدا ارتفاع أسعارها في حال وجدت لدى السوق المحلية بعد أن وصل سعر الكيلو الواحد من مادة الفحم إلى 2000 ليرة وهو الأمر الذي ترافق بدوره مع ارتفاع أسعار المادة العلفية والأدوية البيطرية٫

وأوضح بعضهم أن استخدام مياه «الجفت» المخلوط بتفل الزيتون أثبت جدواه وفعاليته فضلاً عن انخفاض تكلفته مقارنة مع أسعار الفحم الحجري حيث يبلغ سعر الكيلو الواحد من مادة التفل 350 ليرة فضلاً عن توافره لدى معاصر السويداء وبكميات جيدة إضافة إلى أن تصريف مياه الجفت كان من أهم الصعوبات التي تواجه المعاصر وبالتالي فإن الاستفادة منها جاءت بالمجان.

مدير شؤون البيئة في المحافظة رفعت خضر أكد لـ«الوطن» أن مياه «الجفت» كانت تُشكل في السنوات الماضية عقبة أمام أصحاب المعاصر ولاسيما تفريغ الأحواض وتصريف المياه، بسبب رفض أصحاب الأراضي الزراعية وخاصة القريبة من هذه المعاصر تفريغ هذه المياه ضمن أراضيهم نتيجة تخوفهم من أن تلحق هذه المياه أضراراً بأراضيهم الزراعية وأشجارهم المثمرة.

وأوضح خضر: إن مياه الجفت عكس ما يراه المزارعون تحقق فائدة للأراضي الزراعية شرط توزيعها ضمن المواصفات المحددة، وحالياً هناك إقبال من أصحاب المداجن على استثمار هذه المياه من خلال خلطها مع مادة تفل الزيتون وبالتالي تجفيفها ومن ثم استخدامها لتدفئة المداجن.

بدوره الطبيب البيطري المشرف على عدد من مداجن المحافظة شادي صبح أكد لـ«الوطن» أن تجربة خلط ماء الجفت بتفل الزيتون وتجفيفه وتحويله إلى مكعبات أثبتت فعاليتها لجميع المداجن التي اعتمد أصحابها على هذا الخليط في تأمين التدفئة للطيور فضلاً عما حققته من وفر مقارنة بشراء الفحم الحجري، لافتاً إلى أن كثيراً من أصحاب المداجن قاموا بخلط كميات الفحم القديمة لديهم التي لحقتها الرطوبة بمياه الجفت وتجفيفها من دون خلطها بتفل الزيتون وكانت نتيجتها فعالة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن