توفى ديسموند توتو بعد مسيرة كفاح طويلة ضد الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، قادته للحصول على جائزة نوبل للسلام في عام 1984.
وحسب موقع «سكاي نيوز» أعلنت الرئاسة في جنوب إفريقيا، أمس الأحد، وفاة توتو كبير أساقفة جنوب إفريقيا السابق وأحد أبرز رموز الكفاح ضد نظام الفصل العنصري في هذا البلد عن عمر ناهز الـ 90 عاماً.
وفي 1984، حصل توتو على جائزة نوبل للسلام لمعارضته السلمية لنظام الفصل العنصري، وبعد 10 سنوات شهد نهاية ذلك النظام وترأس لجنة للبحث عن الحقيقة والمصالحة تشكلت للكشف عن الفظائع التي ارتكبت في ذلك العهد.
وكان الأطباء قد اكتشفوا إصابة توتو بسرطان البروستاتا في أواخر التسعينيات ودخل المستشفى عدة مرات في السنوات الأخيرة للعلاج من التهابات تتصل بعلاجه من السرطان.
وقال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوسا: «يفتح رحيل كبير الأساقفة الفخري ديسموند توتو فصلاً آخر من فصول الحزن في وداع أمتنا لجيل من العظماء الذين تركوا لنا جنوب إفريقيا محررة»، مضيفاً: «توتو كان وطنيا لا مثيل له».
وكان لتوتو دور كبير في مناهضة نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا على مدى عقود وقد انتخب رئيساً للأساقفة في كيب تاون عام 1986 وحصل على جائزة نوبل للسلام عام 1984 وعلى جائزة ألبرت شويزير الإنسانية جائزة الحرية عام 1986، كما حصل على جائزة غاندي للسلام عام 2007.
وأبدى توتو أسفه في سنواته الأخيرة لعدم تحقق حلمه بأن تصبح جنوب إفريقيا «أمة قوس قزح»، في إشارة إلى تعدد الألوان والأجناس.
وفي تشرين الأول، ظهر توتو على كرسي متحرك وقد بدا عليه الوهن أثناء دخوله كاتدرائية سانت جورج في كيب تاون التي كانت ملاذاً آمناً لنشطاء الكفاح ضد الفصل العنصري لحضور قداس خاص بمناسبة بلوغه التسعين.
ولُقب توتو بأنه «البوصلة الأخلاقية للشعب» وظلت شجاعته في الدفاع عن العدالة الاجتماعية حتى على حساب نفسه متواصلة على الدوام وليس خلال الحكم العنصري فحسب. وكثيراً ما اختلف مع حلفائه القدامى في حزب المؤتمر الوطني الحاكم بسبب تقاعسهم عن معالجة الفقر والتفاوتات التي وعدوا بالقضاء عليها.
وساعد توتو، الذي اشتهر بضحكته المعدية، في إطلاق حملات شعبية في مختلف أنحاء العالم لإنهاء الفصل العنصري من خلال العقوبات الاقتصادية والثقافية.
وأصبح خلال خطبه وسفرياته من دون كلل في الثمانينيات وجه الحركة المناهضة للفصل العنصري في الخارج، في الوقت الذي كان فيه زعماء حزب المؤتمر الوطني، من أمثال نيلسون مانديلا خلف القضبان.
وكان توتو صديقاً قديماً للمناضل وأول رئيس ذي بشرة سمراء لجنوب إفريقيا نيلسون مانديلا، حيث عاش الاثنان في فترة من الفترات في شارع واحد في بلدة سويتو ليصبح شارع فيلاكازي هو الشارع الوحيد في العالم الذي فاز اثنان من سكانه بجائزة نوبل للسلام.
وقال مانديلا ذات مرة عن توتو: «أبرز صفاته استعداده لأخذ مواقف لا تحظى بالتأييد الشعبي دونما خوف. ومثل هذا الاستقلال الفكري أمر حيوي لديمقراطية مزدهرة».