ستولتنبرغ دعا لعقد جلسة «روسيا- الناتو» في 12 الشهر القادم … بوتين: دفعونا إلى الخط الذي لم يعد بوسعنا فيه مواصلة التحرك إلى الوراء
| وكالات
حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن موسكو أصبحت في موقع لم يعد فيه أمامها مجالاً للتراجع، فيما يخص مباعث قلقها إزاء تمدد حلف شمال الأطلسي «الناتو» شرقاً، معلناً أن رد موسكو، في حال رفض الولايات المتحدة وحلف الناتو تقديم ضمانات أمنية لروسيا، قد يكون مختلفاً تماماً، بينما دعا الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ إلى عقد جلسة لمجلس روسيا- الناتو في 12 الشهر القادم.
يأتي ذلك على حين قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أمس، إن روسيا تدرك أن الرئيس الأميركي جو بايدن لن يلغي العقوبات المفروضة على روسيا، بل من المرجح أن تظل سارية لفترة طويلة.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن بوتين قوله في حوار بثته قناة «روسيا 1» أمس الأحد، رداً على سؤال عن «الخطوط الحمراء» التي تحددها روسيا أمام الغرب: «أود أن يتضح داخل بلدنا وفي الخارج أن المشكلة لا تكمن في وضعنا خطاً لا نريد أن يتجاوزه أحد، بل في أنه لم يعد هناك مجال للتراجع لدينا، دفعونا إلى الخط الذي لم يعد بوسعنا فيه مواصلة التحرك إلى الوراء».
وحذر بوتين من أن نصب الناتو منظومات صاروخية في أوكرانيا سيعني أنه سيكون قادراً على استهداف العاصمة الروسية موسكو في غضون أربع- خمس دقائق فقط، متسائلاً: «إلى أين ينبغي لنا التحرك في هذه الظروف؟»، مضيفاً: «وضعونا في حال نضطر فيها إلى القول لهم «قفوا!»، وهذا ما يكمن فيه الأمر».
وأقر بوتين بأن نشر روسيا علناً اقتراحاتها إلى الولايات المتحدة وحلف الناتو بخصوص «الضمانات الأمنية» لم يكن أسلوباً عادياً للنقاش، موضحاً أن «هناك مخاوف لدى موسكو من أن الغرب سيستغل أي مبادرة من جانبها لمواصلة أنشطة تخريبية رامية لخلق تهديدات على روسيا في أراضي الدول المجاورة لها».
وقال: «سوف يدردشون إلى ما لا نهاية وسيتحدثون عن ضرورة التفاوض من دون فعل أي شيء على أرض الواقع، سوى ضخ منظومات أسلحة حديثة إلى دولة مجاورة لنا، وتصعيد الأخطار على روسيا وهو الأمر الذي يتعين علينا التعامل والتعايش معه بطريقة ما».
وشدد على أن مبادرة الضمانات الأمنية الروسية تمثل «اقتراحاً علنياً وواضحاً»، وقال رداً على سؤال عن ماهية رد موسكو «العسكري التقني» إذا لم يصغ الأميركيون والناتو إلى مباعث قلقها: «ردنا قد يكون مختلفاً تماماً، وسيتوقف على التوصيات التي سيقدمها إليَّ خبراؤنا العسكريون».
في الوقت نفسه، أعرب بوتين عن سعي روسيا إلى «إحراز نتيجة دبلوماسية تفاوضية سيتم تثبيتها قانونياً في الوثائق التي اقترحناها»، في إشارة إلى مسودتي الاتفاقيتين اللتين عرضت موسكو على الولايات المتحدة والناتو توقيعهما، بغية وضع نظام ضمانات أمنية لخفض التوترات العسكرية في أوروبا.
في غضون ذلك أعلن حلف الناتو أن أمينه العام ينس ستولتنبرغ دعا إلى عقد جلسة لمجلس روسيا- الناتو في 12 كانون الثاني القادم.
وذكر المكتب الإعلامي للحلف لوكالة «نوفوستي» الروسية أمس: «قرر الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ بصفته رئيس مجلس روسيا- الناتو عقد المجلس في 12 كانون الثاني 2022، ونحن على تواصل مع موسكو بشأن هذا الاجتماع».
وستأتي هذه الجلسة، إن عقدت، بالتزامن مع اجتماع اللجنة العسكرية للناتو على مستوى رؤساء الأركان في بروكسل.
وكانت روسيا قد اقترحت في وقت سابق من الشهر الجاري على الولايات المتحدة وحلف الناتو توقيع اتفاقيتين لوضع نظام ضمانات أمنية بغية تخفيف التوترات العسكرية في أوروبا.
وتقضي هذه الاقتراحات بتكثيف التنسيق بين الطرفين بهدف تفادي حوادث عسكرية خطرة، والحد من نشر أسلحة إستراتيجية مثل القاذفات الثقيلة والصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، في مناطق محددة، مع تعهد الناتو بعدم مواصلة تمدده شرقاً، وعدم منح أوكرانيا العضوية فيه.
على خط موازٍ قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أمس إن روسيا تدرك أن الرئيس الأميركي جو بايدن لن يلغي العقوبات المفروضة على روسيا، بل من المرجح أن تظل سارية لفترة طويلة.
وحسب وكالة «سبوتنيك» قال بيسكوف في تصريحات لقناة «روسيا 1» إن هناك «العديد من الإجراءات المقننة، ما يعني أن الرئيس الأميركي لا يمكنه التصرف إلا في حدود القوانين والأفعال التي أقرها الكونغرس، وربما ترجع هذه العقوبات إلى المواجهة السياسية بين الجمهوريين والديمقراطيين، لذلك لا يمكن للرئيس الأميركي أن يقرر إلغاءها جميعاً».
وأشار بيسكوف إلى أن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي جو بايدن طورا حواراً جيداً وطرحا أفكارهما بطريقة بناءة».