في مقابلة مع «الوطن».. عبر عن ثقته بالانتصار المشترك والمستقبل الرائع لعلاقات البلدين … سابلين: زيارتنا لسورية كانت بناءة ونعمل على إيجاد آليات للتغلب على العقوبات
| سيلفا رزوق
وصف رئيس لجنة الصداقة الروسية – السورية نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي، ديمتري سابلين، زيارة الوفد البرلماني الروسي إلى سورية، بأنها «بناءة وفعالة جداً»، حيث جرى خلالها إنجاز الكثير، مبيناً أن العمل لم يبدأ اليوم، وأن ما جرى هو استمرار للعمل في المشاريع التي بدأت في وقت سابق.
وفي مقابلة خاصة مع «الوطن»، أكد سابلين أن الوفود الروسية ومن خلال المسؤولين السوريين يعرفون ما هي احتياجات الشعب السوري، حيث يجري العمل على تلبيتها، مبيناً أن العمل قائم اليوم لتنمية العلاقات بين الأقاليم الروسية والمحافظات في سورية، ومتوقعاً أن يتم التوقيع على الاتفاق بين محافظتي موسكو ودمشق خلال الفترة القادمة.
وقال: «رغم عدم إتمام مراسم التوقيع إلا أن الكثير من المحافظات الروسية بدأت بالفعل العمل في سورية».
ولفت سابلين إلى أنه من الضروري إقامة علاقات تواصل بين المدارس والمشافي في كلا البلدين، واليوم يمكن التواصل عبر تقنية الفيديو، ويجري الترتيب حالياً لهذه الاتصالات وأضاف: «هذه العناوين ناقشناها مع سيادة الرئيس بشار الأسد الذي دعم بصورة فعالة مواقفنا في هذا المجال».
وأشار إلى سعي الوفود الروسية للقدوم إلى سورية في هذه الفترة من السنة، ليقدموا المحبة للأطفال السوريين، وقال: «عندما نقول نقدم المحبة نقصد أيضاً الأطفال الروس الذين شاركوا في تحضير الهدايا لنظرائهم السوريين، حيث شارك الأطفال في موسكو بتقديم هذه الهدايا، وهذه الهدايا المقدمة من القلب هي بمثابة جزء من المحبة والحفاوة الروسية وهذا أمر مهم جداً».
ولفت سابلين إلى تأثير العقوبات الجائرة على سورية وشعبها، معتبراً أن أكثر من يعاني من هذه العقوبات هم النساء والأطفال والشيوخ، مؤكداً أن بلاده تعمل لإيجاد طرق وآليات للتغلب على هذه العقوبات، موضحاً أنه نتيجة هذه العقوبات لا يمكن تصور الصعوبات التي يعانيها السوريون في الحصول على المستلزمات الضرورية حتى مستلزمات الأطفال.
وأكد، أن العلاقة السورية – الروسية تتقدم دائماً إلى الأمام، وقال: «ربما الخطوات أقل مما نسعى إليه، ولكن هذه الخطوات مستمرة وهي إلى الأمام، وأنا أثق بالانتصار المشترك والمستقبل الرائع بين البلدين».
وفيما يلي نص المقابلة كاملة:
• زيارتكم لسورية جاءت هذه المرة لنحو ستة أيام أجريتم فيها العديد من اللقاءات والنشاطات، كيف تصفون نتائجها؟
هذه أول زيارة للدورة الجديدة للجنة الصداقة البرلمانية من الجانب الروسي بين مجلس الدوما ومجلس الشعب السوري إلى سورية، وبالنسبة لي هذه الزيارة 37 لسورية خلال ثماني سنوات، أما بالنسبة لكثير من أعضاء لجنة الصداقة فهذه أول زيارة لهم، وأول زيارة للجنة صداقة روسية في دورتها الأولى خصصت لسورية، ما يدل على مستوى الصداقة العالية السورية – الروسية.
أعتقد أن هذه اللجنة هي أكبر اللجان الموجودة في مجلس الدوما، وهي تشمل 32 من نواب المجلس، وهناك قسم من هذه اللجنة في مجلس الاتحاد الروسي ويشمل خمسة أعضاء من المجلس، إضافة إلى أن اثنين من أعضاء لجنة الصداقة البرلمانية السورية – الروسية هم نائبان لرئيس مجلس الدوما، ومن هؤلاء النواب نائب رئيس المجلس السيد شولبان كارا ول، الموجود أيضاً ضمن هذا الوفد.
طبعا نحن لم نبدأ العمل اليوم، وإنما عملنا هو الاستمرار بالمشاريع التي بدأت في وقت سابق، لذلك نحن لا نبدأ بالتعرف إلى المسؤولين في سورية، هم أصدقاؤنا ونحن نعرف من خلالهم اليوم ما هي احتياجات الشعب السوري ونسعى للعمل على تلبيتها، ويمكنني القول: إن هذه الزيارة كانت بناءة جداً وفعالة جداً وأنجزنا الكثير.
• ما الذي أنجزتموه خلال هذه الزيارة؟
الموضوع الأول والمهم خلال هذه الزيارة، هو تنمية العلاقات بين الأقاليم الروسية والمحافظات في سورية، وسابقاً جرى التوقيع على اتفاقيات للتعاون الإقليمي ما بين حمص ومدينة خانتي مانسيسك الروسية، وما بين طرطوس ومدينة سيفاستوفول الروسية، ونتوقع خلال الفترة القادمة أن يتم التوقيع على الاتفاق الثالث بين محافظة موسكو ومحافظة دمشق. ورغم عدم إتمام مراسم التوقيع إلا أن الكثير من المحافظات الروسية بدأت بالفعل العمل في سورية.
وشمل برنامج هذه الزيارة أيضاً خمساً من الفعاليات الإنسانية، وذلك بالتعاون ما بيننا وبين حكومة موسكو وحكومة فلاديمير وحكومة الفولغا، ونحن نتعامل في هذا الشأن مع وزير الإدارة المحلية والبيئة، حسين مخلوف، وأعتقد أننا وخلال السنة القادمة سنحدد الشركاء لكل محافظة سورية من الأقاليـم والمحافظات الروسية.
ونحن نعمل على أن تكون فعاليات تقديم المساعدات الإنسانية هادفة لتلبية الاحتياجات الموجودة في كل محافظة بسورية، ودائماً نسأل أيها الأفضل أن نقدم السمك أم التجهيزات لصيده، ونحن نفضل الخيار الثاني ليكون الشعب السوري أقوى في المرحلة القادمة وهذا مبدأ أساسي في عملنا.
ومن الضروري إقامة علاقات تواصل بين المدارس والمشافي في كلا البلدين ونحن اليوم نعيش في القرن الحادي والعشرين، حيث تتوفر تقنيات التواصل عبر الفيديو، ونحن نرتب هذه الاتصالات حالياً، وعلى سبيل المثال ما يجري على صعيد المشافي والأطباء، حيث يقدم الأطباء الروس استشارات لزملائهم السوريين فيما يخص علاج الأمراض المختلفة وهذا الأمر مهم جداً لاسيما مع انتشار وباء «كورونا» عالمياً، وهذه العناوين ناقشناها مع سيادة الرئيس بشار الأسد الذي دعم بصورة فاعلة مواقفنا في هذا المجال.
• بعيداً عن موضوع التشبيك بين الأقاليم الروسية والمحافظات السورية، هل هناك مشاريع أخرى كان بدأ العمل بها واليوم يجري العمل على متابعتها؟
طبعاً هناك مشاريع تشمل التربية والثقافة والتعليم والمساعدات الإنسانية، ولا شك في أن هناك الموضوع التجاري الذي سيتطور في ظل هذه المشاريع الإنسانية، ونحن جئنا بثلاثين جهاز مكثف للأوكسجين إلى مشفى الأطفال، وهذه المكثفات مطلوبة للأطفال المصابين بـ«كورونا»، أيضاً من المشاريع المهمة تقديم الفعاليات الإنسانية وهناك فعالية جرت خلال هذه الزيارة دخلت في قلبي وهي الحفل الذي أقيم لحفل رأس السنة وأعياد الميلاد، حيث أقيم هذا الحفل في دار الأوبرا بدمشق ووجهت الدعوة لحضور الحفل لـ700 طفل، من أبناء شهداء الجيش العربي السوري، ولكن هذا ليس كل شيء فقبل الحفل نظمنا بمشاركة مع الأصدقاء السوريين العديد من الدورات للأطفال السوريين خاصة بالإبداع والرسم وأقمنا مهرجاناً صغيراً في الكنيسة الروسية لعرض إبداعات وإنتاجات الأطفال السوريين، والحفل كان رائعاً جداً لاسيما أن أغلبية الممثلين كانوا من الأطفال السوريين الذين قدموا الأغاني الروسية والرقصات الروسية، وحتى بعد مغادرتنا يمكن لهؤلاء الأطفال تقديم هذه الفعاليات في المحافظات السورية، ونحن نرى أن هذا المشروع مهم ونسعى لتوسيعه ليشمل كل أنحاء سورية.
ونحن نسعى دائماً للقدوم لسورية في هذه الفترة لنقدم المحبة للأطفال السوريين، وعندما نقول نقدم المحبة نقصد أيضاً الأطفال الروس الذين شاركوا في تحضير الهدايا لنظرائهم السوريين، حيث شارك الأطفال في موسكو بتقديم هذه الهدايا المقدمة من القلب وهي بمثابة جزء من المحبة والحفاوة الروسية وهذا أمر مهم جداً.
• خلال تجولكم في دمشق والمدن السورية التي زرتموها، ألم تلاحظوا تأثير العقوبات الأميركية الغربية الظالمة على الشعب السوري؟
طبعاً رأينا كيف يعاني الشعب السوري من هذه العقوبات، ومن يعاني أكثر هم النساء والأطفال والشيوخ السوريون، ونحن نعمل في هذا الاتجاه لإيجاد طرق وآليات للتغلب على هذه العقوبات وطبعاً هناك مثل هذه الآليات والطرق، ونتيجة هذه العقوبات لا يمكن تصور الصعوبات التي يعانيها السوريون في الحصول على المستلزمات الضرورية حتى مستلزمات الأطفال.
• كيف ترون مستقبل علاقات البلدين بعيداً عن التحالف السياسي والعسكري؟
نحن دائماً نتقدم إلى الأمام وربما الخطوات أقل مما نسعى إليه، ولكن هذه الخطوات مستمرة وهي إلى الأمام، وأنا أثق بالانتصار المشترك والمستقبل الرائع بين البلدين.