سورية

مناورات روسية ضخمة بمطار القامشلي وضباطها رفضوا استقبال ممثلين عن الميليشيات … استياء موسكو على أشده من متزعمي «قسد» لتنصلهم من الحوار مع دمشق

| حلب - خالد زنكلو

بعد أيام قليلة من الانتقادات التي وجهها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الموالية لواشنطن بضرورة اتخاذ «موقف مبدئي» فيما يخص الحوار مع دمشق، بعد اختفاء اهتمامهم بالمسعى الروسي لإطلاقه، على خلفية تصريح البنتاغون بإبقاء عسكرييه في مناطق هيمنتها، ظهرت مؤشرات على أرض الواقع تدل على مدى استياء موسكو من توجهات وممارسات «قسد» المصرة على السير في ركب وإملاءات الإدارة الأميركية.

مصادر مطلعة كشفت لـ«الوطن»، أن بوادر انزعاج الكرملين من مواقف متزعميها، الذين أطاحوا بالجهود الروسية لإطلاق حوار مع دمشق، راحت تظهر للعيان، بدليل رفض موسكو عقد أي اجتماع مع ممثلين لهم، على الأقل في المرحلة الحالية، وهو ما حدث أمس في بلدة تل السمن حيث القاعدة الروسية شمال الرقة.

وبينت المصادر أن «قسد» أوفدت متزعمين عسكريين وسياسيين «كبار» إلى تل السمن لمقابلة الضباط الروس في قاعدتهم العسكرية للتباحث في أمور عسكرية وسياسية تخص مناطق هيمنة الوحدات الكردية، وآخر مستجدات الوضع الأمني فيها في ظل عودة تنامي تهديدات النظام التركي بشن عدوان باتجاهها، لكن حرس القاعدة العسكرية الروسية منعهم من الدخول بأمر من قاعدة حميميم، قبل أن يسلكوا طريق العودة إلى بلدة عين عيسى بريف المحافظة الشمالي، وهو مؤشر بالغ الأهمية على اتساع الفجوة بين الطرفين وعدم رغبة موسكو بلعب دور الوسيط مع حلفاء واشنطن ما لم تصدر عنهم مواقف تؤكد مجدداً رغبتهم الحقيقية بتحقيق تقارب مع دمشق.

ولفتت المصادر إلى أن الغارة الجوية بمسيّرة تابعة لجيش الاحتلال التركي أول من أمس على مدينة عين العرب الواقعة تحت سيطرة «قسد»، أخافت متزعميها من استمرار استهدافهم لتصفيتهم ولشن عدوان نحو مناطق نفوذهم، ما دفعهم إلى توجيه أنظارهم من جديد صوب موسكو.

في السياق ذاته، كشفت مصادر محلية في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة لـ«الوطن»، أن القوات الجوية الروسية نفّذت أمس أكبر مناوراتها العسكرية في مطار القامشلي وبمشاركة

أربع طائرات حربية من نوع «سوخوي 35»، وست طائرات من نوع «سوخوي 34»، وست طائرات من طراز «Mi 8»، وأربع مروحيات من نوع «كا 58» التي توصف بطائرات «الشبح الأسود».

كما شاركت في المناورات لأول مرة طائرة الإنذار المبكر «A 50» التي تتحكم بمنطقة الطيران ونقل الطائرات من وإلى مطار القامشلي.

ولفتت المصادر إلى أن هذه المناورات تحمل دلالة مزدوجة إلى كل من «قسد» وجيش الاحتلال الأميركي بأن لروسيا وجود عسكري مهم شمال وشمال شرق سورية، بعد أن عززت قواتها في مطاري القامشلي والطبقة في الرقة، وأجرت مناورات عسكرية مهمة في ريف تل تمر شمال الحسكة إلى جانب الجيش العربي السوري، إبان تهديدات النظام التركي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن