رياضة

أهم أحداث كرة القدم في العالم خلال عام 2021 … هيمنة إنكليزية بدوري أبطال أوروبا والبايرن أكمل السداسية … المحاربون توجوا بكأس العرب والسيليساو احتفظ بالذهب… الآتزوري والألبيسيليستي استعادا زعامة أوروبا وأميركا

| خالد عرنوس

نودع عاماً ونستقبل آخر كما عهد السنين التي تمر كلمح البصر على أمل أن يكون القادم أحلى، وجرياً على عادتنا في «الوطن» ونحن نودع العام 2021 نتذكر أهم أحداثه الكروية وقد كانت حافلة بسبب التأجيلات من العام 2020 بسبب جائحة كورونا والتي مازالت آثارها قائمة حتى اللحظة وربما دخلنا العام 2022 ونحن نتذوق لوعتها على أمل نسيانها أو التخلص منها خلاله، ولعل إقامة الدورة الأولمبية وكأس الأمم الأوروبية في العام الحالي أهم الأحداث على اعتبار أنها كانت مقررة في 2020 وفي أولها استطاع المنتخب البرازيلي الاحتفاظ بذهبية كرة القدم فيها على حين نجح الإيطالي في ثانيهما في استعادة التاج الأوروبي بعد عقود طويلة وهو ما فعله المنتخب الأرجنتيني على مستوى كوبا أميركا عندما توج بلقبها بعد قرابة ثلاثة عقود على الأراضي البرازيلية للمرة الأولى.

وفي القارة العجوز كانت الحكاية إنكليزية خالصة على مستوى دوري أبطال أوروبا البطولة الأقوى على صعيد الأندية عندما جمع النهائي فريقين من البريميرليغ، على حين أكمل بايرن ميونيخ سطوته التي بدأها في موسم 2019/2020 ليكمل السداسية بلقب مونديال الأندية الذي أقيمت نسخة 2020 منها مطلع العام 2021 مثلهما حقق بالنسبة لليورو والأولمبياد، وعادت كأس العرب إلى الوجود فأقيمت النسخة العاشرة منها بثوب جديد ومشاركة قياسية وجاء تتويج الجزائريين بلقبها منطقياً.

الآتزوري الجميل

لطالما رفعت الكرة الإيطالية شعار الدفاع أولاً وكذلك «المهم ألا يسجل بمرماك هدف» وهذا الأمر تأكد في الستينيات مع اختراع (الكاتناشيو) أشهر طرق الدفاع في العالم ويومها عرف الآتزوري تتويجه الوحيد وسط ظروف الاستضافة والقرعة ومباراة الإعادة وحاول الطليان إعادة الكرّة غير مرة لكنهم أخفقوا رغم الاستضافة عام 1980 وعلى الرغم من بلوغ النهائي مرتين 2000 و2012، ولا يمكن نكران أن الآتزوري صاحب الصولات والجولات المونديالية قدم عدد من النسخ ذات الطابع الهجومي أو (أقل ميلاً للدفاع) لكن النسخة التي قدمها في الآونة الأخيرة تحت قيادة المدرب كارلو أنشيلوتي كانت أكثر ميلاً للهجوم فقدم سلسلة من النتائج المتميزة حتى أنه كسر الرقم القياسي لعدد المباريات المتتالية دون هزيمة (37 مباراة) عندما خسر أمام اللاروخا في نصف نهائي دوري الأمم مطلع الشهر العاشر من 2021.

وعليه فإن اللقب الأوروبي الذي توج به أولاد مانشيني جاء مستحقاً وعن جدارة على الرغم من أنهم احتاجوا إلى ركلات الترجيح في الدوريين الأخيرين من البطولة، فقد قدم الآتزوري بطولة للذكرى ونجح بتحقيق خمسة انتصارات متتالية للمرة الأولى بتاريخ مشاركاته في بطولة كبرى، ففاز بالدور الأول على تركيا وسويسرا بالنتيجة ذاتها (3/صفر) وعلى ويلز بهدف وتلقى الهدف الأول في دور الـ16 أمام النمسا يوم فاز 2/1 بعد وقتين إضافيين، وأبعد المنافس القوي البلجيكي من ربع النهائي بالنتيجة ذاتها ليصطدم باللاروخا الإسباني فتعادلا 1/1 بعد 120 دقيقة لتبتسم ركلات الترجيح للأزرق (4/2) وفي النهائي واجه أسود إنكلترا الثلاثة اللذين سجلوا بدورهم إنجازاً غير مسبوق بالوصول إلى مباراة التتويج تحت قيادة المدرب ساوثغيت الذي أعاد الهيبة لمنتخب أم الكرة ولذلك جاء النهائي مثالياً وانتهى كذلك بالتعادل 1/1 واستمر بعد التمديد وابتسمت ركلات الترجيح مرة أخرى للآتزوري الذي كسب ركلات الأعصاب 3/2 بعد تألق الحارس العملاق قولاً وفعلاً جيان لويجي دوناروما الذي كان أحد العناصر الأساسية في استعادة العرش الأوروبي بعد قرابة 53 عاماً وبالطبع فقد تألق عدد من النجوم أمامه ومنهم قائد خط الوسط جورجينيو وإلى جانبه دي لورينو ونيكولو باريللا ولورينزو إينسيني وبرناردسكي والمهاجمون فرديريكو كييزا وشيرو إيموبيلي ودومينكو بيراردي وأندريا بيلوتي ولا ننسى المدافعين أمثال ليوناردو بونوتشي وجورجيو كيليني ولوكاتيللي وإيمرسون وسبينزولا وسواهم.

نجوم وأضواء

وإذا كان تتويج الآتزوري باللقب هو الحدث الأهم فإن أحداثاً أخرى جذبت الأضواء في البطولة المؤجلة أصلاً من العام الماضي، فالمنتخب الإنكليزي قدم نفسه كفريق مهاب الجانب وأنه عائد لكتابة تاريخ جديد لآباء اللعبة وقد بلغ النهائي للمرة الأولى بتاريخه بعد نتائج رائعة وأداء أكثر من جيد فلم تهتز شباكه إلا مع المباراة السادسة ففي نصف النهائي احتاج إلى التمديد لتجاوز المنتخب الدانماركي بهدفين لهدف وقبلها فاز رفاق هاري كين على كرواتيا وتشيكيا بهدف وبينهما تعادل مع جاره الاسكتلندي سلباً وقهر المانشافت الألماني في دور الـ16 بهدفين وسحق الأوكراني بالأربعة في ربع النهائي، وكما أسلفنا فإن الفضل كله يعود للمدرب ساوثغيت الذي صنع جيلاً رائعاً من اللاعبين جلّه من الشباب القادرين على إعادة كتابة التاريخ.

وإذا كان بلوغ اللاروخا الإسباني نصف النهائي متوقعاً فإن وصول المنتخب الدانماركي إلى هذا الدور جاء مفاجئاً خاصة أنه خسر أول مباراتين أمام فنلندا صفر/1 وبلجيكا 1/2 قبل أن ينتفض بوجه الروسي ويفوز برباعية وضعته بالدور الثاني وهناك أبعد الويلزي بالأربعة ثم تخطى التشيكي في دور الثمانية 2/1 قبل أن يخسر نصف النهائي بالتمديد، ولعل ما حدث مع اللاعب كريستيان أريكسن في المباراة الأولى عندما سقط مغشياً عليه جراء تعب في القلب شكّل حافزاً كبيراً لرفاقه الذين أنقذوه مع الطاقم الطبي الحاضر على أرض الملعب وهي الحادثة التي أخذت حيزاً كبيراً من الأضواء علماً أن اللاعب المحترف في إنتر ميلانو الإيطالي لم يعد إلى الملاعب حتى الآن.

وعلى الرغم من سقوط منتخب البرتغال منذ الدور الثاني في البطولة إلا أن نجمه كريستيانو رونالدو دخل التاريخ من أوسع أبوابه بعدما سجل للنسخة الخامسة على التوالي واصلاً إلى14 هدفاً كهداف تاريخي فيها علماً أنه توج هدافاً للبطولة برصيد 5 أهداف بالمشاركة مع التشيكي باتريك تشيك الذي لعب دقائق أكثر وتلاهما أربعة لاعبين سجل كل منهم 4 أهداف وهم: الإنكليزي هاري كين والبلجيكي روميلو لوكاكو والفرنسي كريم بنزيمة والسويدي إيميل فورسبرغ، واختير الإيطالي دوناروما أفضل لاعب في البطولة واختير اللاعب الإسباني بيدري كأفضل لاعب صاعد.

اللقب الخامس عشر

بالانتقال إلى القسم اللاتيني من قارة أميركا نجد أن البطولة الخاصة بمنتخبات الكونيميبول (كوبا أميركا) أقيمت في الصيف الفائت على الأراضي البرازيلية بعدما كانت مقررة أن تقام في الأرجنتين وكولومبيا لكن بسبب كورونا تم جمعها في بلاد السامبا وبنظام غريب عجيب بسبب انسحاب قطر وأستراليا فأقيمت للمرة الأولى منذ 1993 بمشاركة 10 منتخبات فقسمت إلى مجموعتين تأهل منها ثمانية إلى ربع النهائي، وبالنهاية جاء النهائي مثالياً وجمع البرازيل مع الأرجنتين وللمرة الأولى بتاريخهم خسر السيليساو على أرضهم ضمن البطولة بهدف يتيم سجله جوزيه ديي ماريا ليتوج بفضله أبناء التانغو باللقب للمرة الخامسة عشرة بتاريخهم ليتساووا مع الأورغواي بعدد الألقاب في مقدمة المتوجين، وجاء التتويج مستحقاً بعد غياب 28 عاماً عانى خلالها الأرجنتينيون الكثير وقد خسروا النهائي في أربع مناسبات قبل أن يأتي اللقب الأثير في المكان والتوقيت المناسبين وعلى المنافس الأقوى الذي لم يخسر سوى هذه المباراة خلال ثلاثة أعوام كاملة، وبدأ البطل مشواره في البطولة بالتعادل مع تشيلي 1/1 ثم سجل فوزين شحيحين على الأورغواي والباراغواي بهدف واختتم الدور الأول بفوز كبير على بوليفيا 4/1، وتجاوز الإكوادوري في ربع النهائي بثلاثية دون ردّ، وفي نصف النهائي كان الامتحان الأقسى أمام كولومبيا وساده التعادل قبل أن تضحك ركلات الأعصاب لميسي ورفاقه بنتيجة 3/2، وفي النهائي عانى الأرجنتينيون كثيراً أمام أصحاب الدار لكن هدف رائع من دي ماريا كان كافياً للخروج من موقعة السيليساو بالكأس.

البطل «ليو»

وجاء اللقب ليتوج قائد الألبيسيليستي ليونيل ميسي باللقب القاري الذي وضعه قبل رونالدو على مستوى الألقاب التي يزخر بها سجل كل منهما، والغريب أن البرغوث الأرجنتيني توج بطلاً للعام لفئة الشباب وكذلك بطلاً للذهب الأولمبي إلا أن كأس أميركا كان غصة وقد استطاع الفوز بها ويبقى أمام اللاعب اللقب المونديالي، وعلى الرغم من أن ليونيل ميسي لم يظهر كما عهده في مناسبات كبيرة إلا أنه توج هدافاً للبطولة بالمشاركة مع الكولومبي لويس دياز برصيد 4 أهداف لكل منهما، ولم يكتف بذلك بل اختير أفضل لاعب في البطولة.

وعلى العكس كان مشوار البرازيلي سهلاً في بدايته بفوزين كبيرين على فنزويلا 3/صفر وبيرو 4/صفر قبل أن يفوز بصعوبة على كولومبيا 2/1 ثم تعادل مع الأكوادور 1/1 في مباراة هامشية واكتفى بهدف بمرمى تشيلي في ربع النهائي ومثله بمرمى البيرو في نصف النهائي قبل أن يخسر النهائي للمرة الأولى عندما يستضيف البطولة ليفشل بالاحتفاظ باللقب ليتوقف رصيده عند 9 ألقاب، وحل المنتخب الكولومبي ثالثاً بفوزه على البيرو 3/2.

الديوك يعودون إلى الصياح

وأقيم الدور النهائي للنسخة الثانية لدوري الأمم الأوروبية في خريف العام بعد استحالة خوضه في حزيران بسبب بطولة اليورو وقد شهد وجوها جديدة تماماً غير تلك التي لعبت في الدور ذاته خلال النسخة الأولى، فقد تصدرت منتخبات فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وبلجيكا المجموعات الأربع في الدور الأول، ولم يشفع للطليان خوضهم مباراة نصف النهائي على ملعب سان سيرو فخسروا أمام اللاروخا الإسباني بهدف لاثنين فكانت الهزيمة الأولى للآتزوري بعد 37 مباراة ليتوقف الرقم القياسي العالمي عند هذا الرقم وتأهل الإسبان تحت قيادة المدرب لويس إنريكه لمواجهة ديوك فرنسا الزرق الذين قلبوا الطاولة على شياطين بلجيكا الحمر بثلاثة لهدفين تقدم بهما رفاق لوكاكو ولعب الثنائي بنزيمة ومبابي دور البطولة في هذا الفوز المثير ثم تابعا التألق في النهائي أمام اللاروخا وصنعوا الفارق مرة أخرى عندما فازو بهدفين لهدف تقدم به الإسبان منتصف الشوط الثاني لكن مخضرم ريال مدريد وموهبة سان جيرمان قلبا الطاولة مجدداً ليتوج الزرق بكأس المسابقة الجديدة واستعاد الديوك بهذا التتويج بعضاً من السمعة العطرة لأبطال العالم الذين سقطوا بالدور الثاني لليورو أمام سويسرا بركلات الترجيح.

ولم يكن فوز الفرنسيين باللقب مفاجئاً بقدر ما كان مثيراً خاصة أنهم أنهوا الدور الأول بأعلى رصيد من النقاط بفضل فوزهم على السويد 1/صفر و4/2 وكذلك كرواتيا 4/2 و2/1 وتعادلوا فقط مع البرتغال في باريس قبل أن يفوزوا عليهم في لشبونة بهدف كان كافياً لفقدان اللقب بالنسبة لرفاق كريستيانو رونالدو.

ولعل الفضل بالفوز يعود إلى المدرب ديديه ديشان الذي استطاع تجديد الفريق فحافظ على أعمدته الأساسية أمثال: أنتوني غريزمان وبول بوغبا والحارس المتألق هوغو لوريس وكانتي وفاران وبافار، وأعاد كريم بنزيمة الذي لم يشارك بالدور الأول لكنه كان حاسماً في الدور النهائي وكذلك ضخ دماءً جديدة مثل المدافع يوليوس كوندي وكينغسلي كومان وأوباميانكو، وأعاد الثقة إلى بعض اللاعبين أمثال لوكاس وثيو فيرنانديز وكيمبيبي نزونزي ولوكاس ديني وأدريان رابيو.

كأس العرب

بعد غياب تسع سنوات عادت مسابقة كأس العرب إلى الحياة بفضل المونديال، فقد اقترح القطريون على الفيفا تنظيم هذه البطولة بدلاً عن كأس القارات التي كانت بروفة مثالية لبطولة كأس العالم، وهكذا كان فألزمت الفيفا جميع المنتخبات العربية بالمشاركة بالتصفيات على أن تكون النهائيات بمشاركة 16 منتخباً؟، وبالفعل اجتمع العرب كما لم يجتمعوا من قبل في بطولة استثنائية (بمعية الاتحاد الدولي) وعلى الرغم من أن عدداً من المنتخبات شارك بالصف الثاني ورغم غياب اللاعبين العرب المحترفين بالقارة الأوروبية إلا أنها بالنهاية كانت بطولة عالية المستوى وأظهرت تطوراً كبيراً لدى بعض المنتخبات وخاصة التابعة للقسم الإفريقي من الوطن العربي، وليس أدل على ذلك سوى وصول ثلاثة مصر والجزائر وتونس إلى نصف نهائي إلى جانب قطر التي يعد بلوغها هذا الدور طبيعياً، فالعنابي هو بطل آسيا ويستعد بصورة شبه مثالية للظهور بشكل مغاير في النهائيات العالمية على أرضه.

السيليساو يشع أولمبياً

في مسابقة كرة القدم الخاصة بأولمبياد طوكيو 2020 والذي أقيمت فعاليته في صيف 2021 استطاع منتخب البرازيل حامل ذهبية ريو 2016 الحفاظ على لقبه بفوزه بالنهائي على نظيره الإسباني بهدفين لهدف وكان السيليساو أبعد مصر من ربع النهائي بهدف والمكسيك من نصف النهائي بوساطة ركلات الترجيح 6/5 بعد التعادل صفر/صفر، وكان الفريق هزم نظيره الألماني بالدور الأول 4/2 وفاز على السعودي 3/1 وبينهما تعادل مع ساحل العاج سلباُ، وقاد الفريق البرازيلي المدرب أندريه جاردين وتألق في صفوفه ريتشارلسون الذي توج هدافاً للمسابقة برصيد 5 أهداف وكذلك المدافع دييغو كارلوس وكونيا ودوغلاس لويز وبرونو غيماريش ولم يكن قائد الفريق سوى المدافع الشهير داني ألفيس الذي عزز رقمه القياسي كأكثر اللاعبين في العالم تحقيقاً للألقاب الجماعية مع الأندية ومنتخب بلاده، ونال المنتخب المكسيكي الميدالية البرونزية بفوزه على صاحب الأرض الياباني بنتيجة 3/1.

المحاربون المحليون

وشهدت البطولة التي حملت الرقم 10 تاريخياً نهائياً «مغاربياً» خالصاً ومثالياً بين نسور قرطاج التوانسة ومحاربي الصحراء الجزائريين وحسمه المحاربون بهدفين دون مقابل وقد مثل البطل نخبة من اللاعبين المحليين إضافة لبعض المحترفين في دول الخليج تحت قيادة مدرب المنتخب المحلي مجيد بوقرة وقد برز منه يوسف البلايلي وياسين إبراهيمي وسفيان فيغولي وبغداد بونجاح والحارس المخضرم رايس مبولحي وبن العمري والهلال سوداني وأمير سعيود، ونجح الفريق بالتتويج بالكأس للمرة الأولى في تاريخ الجزائر وبسجل نظيف، فبدأ البطولة بفوز عريض على السوداني 4/صفر وتبعه بلبنان 2/صفر وتعادل في نهاية الدور الأول مع مصر 1/1 وفي ربع النهائي احتاج إلى ركلات الترجيح لتجاوز المنتخب المغربي بنتيجة 5/3 بعد التعادل 2/2 وفي نصف النهائي تخطى المضيف القطري بهدفين لهدف بعد مباراة امتد في نهايتها من الوقت البديل إلى 19 دقيقة.

ولم يكن المنتخب التونسي بأقل جدارة بالوصول إلى النهائي من جاره على الرغم من تلقيه هزيمة مفاجئة أمام نسور قاسيون بهدفين دون ردّ، فقد فاز بالدور الأول على موريتانيا 5/1 وعلى الإمارات 1/صفر وفي دور الثمانية فاز على عمان 2/1 وعلى مصر في شبه النهائي بهدف، وحل المنتخب القطري ثالثاً عقب فوزه بالترجيح على المصري 5/4 إثر التعادل السلبي.

ولم يكتف الجزائريون بالكأس فاختير ياسين إبراهيمي لجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب ونال زميله يوسف البلايلي الكرة الفضية في حين ذهبت البرونزية للقطري أكرم عفيف، وتوج رايس مبولحي بجائزة أفضل حارس مرمى، وتوج التونسي صفي الدين الجزيري هدافاً للبطولة برصيد 4 أهداف تلاه الجزائري إبراهيمي والأردني يزن النعيمات بـ3 أهداف لكل منهما.

سداسية متأخرة

خمسة ألقاب حققها بايرن ميونيخ في عام 2020 وكان في طريقه إلى اللقب السادس معادلاً رقماً قياسياً لبرشلونة على هذا الصعيد لولا تأجيل مونديال الأندية إلى مطلع العام 2021 وقد أقيمت النسخة 17 من هذه المسابقة في قطر مطلع شباط، وكما كان متوقعاً توج البافاري بطلاً دون عناء كبير عقب فوزه على الأهلي المصري 2/صفر في نصف النهائي قبل أن يتغلب في النهائي على تيغريس أونال أول فريق مكسيكي يبلغ نهائي البطولة بهدف، وهو اللقب الثاني للزعيم الألماني فيها وفي كلتيهما خرج بشباك نظيفة، واختير لاعبه البولندي روبرت ليفاندوفسكي أفضل في هذه النسخة في حين ذهب لقب الهداف إلى الفرنسي المخضرم بيير أندريه جينياك لاعب تيغريس برصيد 3 أهداف، وحل الأهلي المصري ثالثاً بفوزه على بالميراس البرازيلي بركلات الترجيح 3/2 عقب التعادل صفر/صفر في الوقت الأصلي.

تفوق الإنكليز

وبما أننا دخلنا في بطولات الأندية فلا بد أن دوري أبطال أوروبا يستحق الأولوية لما تحتله هذه المسابقة على المستوى القاري والعالمي والكثير يفضلها عن سائر المسابقات حتى تلك الخاصة بالمنتخبات لاسيما أنها الأعلى مشاهدة وتضم نخبة نجوم الكرة العالمية وبالطبع أفضل أندية العالم، وقد جاءت نسحة 2020/2021 لتؤكد رفعة الأندية الإنكليزية من جديد بعدما جمع النهائي فريقين من البريميرليغ للمرة الثانية خلال ثلاثة مواسم أخيرة ضمن النهائيات التي جمعت فريقين من دولة واحدة التي بلغت ثمانية بالمجمل، فقد استطاع تشيلسي بلوغ مباراة التتويج مقابل وصول أول لمانشستر سيتي وعلى الملعب الأولمبي في كييف الأوكرانية قدم الفريقان مباراة مثيرة حفلت بفنون كرة القدم لكنها اقتصرت على هدف سجله الألماني كاي هافيرتز كان كافياً ليتوج تشيلسي بالكأس ذات الأذنين للمرة الثانية بتاريخه.

وقدم الفريقان نتائج مثالية خاصة السيتي الذي لم يخسر سوى المباراة النهائية وقد تخطى في أدورا الإقصاء مونشن غلادباخ ودورتموند الألمانيين وأبعد سان جيرمان في نصف النهائي بالفوز عليه 2/1 في باريس و2/صفر في مانشستر، على حين تلقى تشيلسي هزيمة واحدة بدوره وكانت أمام بورتو بهدف في لندن بعدما فاز البلوز ذهاباً بهدفين وفي نصف النهائي أبعد ريال مدريد زعيم المسابقة بعدما فرض عليه التعادل 1/1 في مدريد وفاز عليه في ستامفورد 2/صفر، ويحسب للمدرب الألماني توماس توخيل الجزء الأكبر من هذا الإنجاز بعدما تسلم المهمة مطلع العام فأضحى الفريق لا يقهر خلال 6 أشهر مثالية توج فيها بطلاً لأوروبا ثم توج بكأس السوبر الأوروبية على حساب فياريال الإسباني بركلات الترجيح 6/5 عقب التعادل 1/1، علماً أن فياريال توج بكأس اليوروباليغ للمرة الأولى بتاريخه على حساب مانشستر يونايتد الإنكليزي أيضاً بركلات الترجيح بنتيجة قياسية على المستوى الأوروبي بلغت 11/10 إثر التعادل 1/1 في الوقتين الأصلي والإضافي.

زعامة حمراء وزرقاء

في إفريقيا عزز الأهلي المصري زعامته للقارة عقب احتفاظه بلقب دوري أبطالها للعام الثاني على التوالي والعاشرة بتاريخه وقابل كايزر شيفرز الجنوب إفريقي بالنهائي الذي أقيم في الدار البيضاء واستطاع أحمر القاهرة الفوز بثلاثة أهداف دون مقابل وكان الأهلي تجاوز الترجي التونسي في نصف النهائي فتغلب عليه مرتين 1/صفر و3/صفر على حين تغلب كايزر على الوداد البيضاوي التونسي بهدف في الدار البيضاء قبل أن يتعادلا في جوهانسبورغ صفر/صفر.

وشهد عام 2021 حدثاً مهماً وتاريخياً كان بطله الأهلي عندما توج بطلاً لنسختين من كأس السوبر الإفريقية ففي أيار الماضي توج بنسخة 2020 بفوزه على نهضة بركان المغربي بهدفين دون ردّ، وقبل أيام خاض كأس السوبر الخاصة بعام 2021 وفيها توج للمرة الثامنة بتاريخه على حساب الرجاء البيضاوي المغربي بطل كأس الكونفدرالية عبر ركلات الترجيح بنتيجة 6/5 بعد التعادل 1/1.

وفي آسيا توج الهلال السعودي بطلاً لدوري الأبطال عقب فوزه في النهائي على بوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي في النهائي الذي أقيم في الدوحة بهدفين نظيفين وهو اللقب الرابع للزعيم الأزرق للكرة السعودية (رقم قياسي)، وتخطى الهلال فريقي الاستقلال وبيرسبوليس الإيرانيين في دور الـ16 وربع النهائي بالفوز عليهما2/صفر و3/صفر على التوالي قبل أن يبعد مواطنه النصر في نصف النهائي بنتيجة 2/1.

وفي أميركا الجنوبية سيطر البرازيليون على بطولة الليبرتادوريس فتأهل ثلاثة منهم إلى نصف النهائي ليكون لقاء التتويج برازيلياً خالصاً وجمع البطل بالميراس بسانتوس فكانت الغلبة للأول بهدف جاء في الوقت بدل الضائع ليكون أول بطل يحتفظ بلقبه منذ مواطنه ساو باولو قبل نحو ثلاثة عقود، واجتاز الفريق المعروف بـ«الخنازير الخضر» فريقين برازيليين آخرين في الطريق إلى النهائي وهما ساوباولو بالتعادل معه 1/1 ثم الفوز 3/صفر وأتلتيكو مينيرو بالتعادل معه صفر/صفر و1/1 وتأهل بفضل الهدف خارج الأرض.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن