كثيرا ما كانت البدايات ممزوجة بالهمة والنشاط والتفاؤل والوعود والعهود، وكثيرا ما كانت المفارقات واضحة مابين البدايات والنهايات، فالكلام الحماسي لا يكفي وحده في صنع الرياضة وبناء مستقبلها، والارتكاز على حاضرها، وهذا ما اعتدناه في رياضتنا التي تعاني أساساً من صعوبة العديد من الظروف وأهمها التمويل.
آلمني كثيراً ماتردد عن الإدارة الجديدة لنادي الوحدة حينما قامت بدراسة حال لعبة كرة الطائرة في النادي وإمكانية حلها..!
من الطبيعي لإدارة الوحدة وغيرها التحدث بمنطق وواقعية عن ألعابها، والتعامل على مبدأ (على قد لحافك مد رجليك) لكن بنفس الوقت من حق الرياضة المتفوقة بل المتألقة الدفاع عن نفسها والحفاظ على وجودها خصوصاً إذا ما كان لها حضورها وقوتها وبطولاتها.
لكرة الطائرة في نادي الوحدة حكاية مؤثرة لا يمكن تجاهلها، حكاية باتت أساسية في كرة الطائرة السورية بشكل عام، وحكاية خاصة بكرة الطائرة في العاصمة أيضاً.
والمبكي في رياضتنا عندما تجد بعض الأندية تضحي بالألعاب الناجحة، متناسية ما حققته من قفزات، وهذا هو حال نادي المحافظة عندما قرر تقليص ألعابه من باب ضغط النفقات، وللأسف كانت كرة الطائرة من بين ضحايا الحل، رغم وصولها إلى مرحلة المنافسة على بطولات سورية بمختلف الفئات، وحلولها في مركز الوصافة على مستوى الرجال، بعد تمكنها في ذلك الوقت من الفوز على كل الفرق القوية والعريقة، ورغم ذلك طالها الحل في ضربة قوية لطائرة العاصمة التي كانت متركزة في أندية الشرطة والجيش والمحافظة.
الأيام دارت وبقيت كرة الطائرة في العاصمة حائرة مابين اهتمام ناديي الشرطة والجيش، وتبادل الاحتضان لها، إلى أن دخل نادي الوحدة على الخط وأسس لها فرقاً من مختلف الفئات، وباتت لديه قاعدة قوية وواسعة من المدربين الوطنيين الذين نجحوا داخل القطر وخارجه، ووصلت إلى مرحلة إحراز البطولات والإنجازات، واليوم يأتي تلميح الإدارة بإمكانية حل اللعبة.
نعلم أن النادي يمر في وضع مالي صعب، ويعاني من تأمين متطلبات ألعابه الجماعية كالقدم والسلة، ولكن على المعنيين التفكير في إبعاد قرار إلغاء اللعبة فيما لو تم، وإنعكاساته على واقع اللعبة التي تعاني أساساً من التراجع وقلة الاهتمام، كي لا يتم الإطاحة بأحد أركانها القوية.
الحل سهل ولكن إعادة بناء اللعبة من جديد هو الصعب والصعب جداً.
والمطلوب مساعدة ومساندة النادي للحفاظ على لعبة ناجحة لها مكانتها في النادي بشكل خاص وكرة الطائرة السورية بشكل عام.