لافروف أكد أن موقف الغرب والناتو من أوكرانيا ضرب من الوقاحة … بوتين: الوضع على الحدود الطاجيكية – الأفغانية يثير القلق
| وكالات
أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن قلق بلاده إزاء الوضع على الحدود الطاجيكية الأفغانية، مشيراً إلى تزويد طاجيكستان بمعدات عسكرية من أجل تعزيز الحدود وضمان الأمن. على حين وصف وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف موقف الغرب والناتو حول أوكرانيا بأنه وقح، محذراً من احتمال وجود نية لديهما بإشعال «حرب صغيرة» في أوكرانيا ثم تحميل روسيا المسؤولية عنها لمعاقبتها.
ونقل موقع «سبوتنيك» عن بوتين قوله خلال لقائه مع الرئيس الطاجيكي رحمن إمام علي أمس: طاجيكستان أحد حلفائنا المخلصين، نحن نطور علاقاتنا في جميع الاتجاهات، بما في ذلك، ما يتعلق بمسائل الأمن، والوضع الراهن على الحدود مع أفغانستان يدعو للقلق.
وأضاف قائلاً: نحن نعمل بنشاط على مسار تعزيز الإمكانات الدفاعية لطاجيكستان. في الآونة الأخيرة، ووفقًا لاتفاقياتنا، تم توفير الإمدادات اللازمة من الأسلحة والمعدات من أجل تعزيز القوات المسلحة الطاجيكية، حتى تتمكن طاجيكستان من التصدي بفعالية لأي تهديدات خارجية.
وفي وقت سابق أكد نائب وزير الخارجية الروسية، أندريه رودينكو، أن موسكو مستعدة، إذا لزم الأمر، لاتخاذ إجراءات لمنع العدوان على طاجيكستان.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن رودينكو قوله: «إذا لزم الأمر، ستتخذ روسيا جميع الإجراءات اللازمة لمنع العدوان أو الاستفزازات الإقليمية وفقا للشراكة والتحالف الاستراتيجي الروسي الطاجيكي»، مضيفاً إن الجيش الروسي المتمركز في القاعدة العسكرية 201 في الجمهورية يجري مناورات تكتيكية بشكل مستمر.
ووفقاً لنائب وزير الخارجية الروسي يتم الحفاظ على اتصالات مكثفة من خلال وزارتي الدفاع والحدود في روسيا وطاجيكستان، وتستخدم أدوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي بنشاط، وأكد أن روسيا ستواصل تقديم المساعدة في تعزيز القدرة الدفاعية لطاجيكستان في المستقبل.
في غضون ذلك نقل موقع «روسيا اليوم» عن لافروف قوله في حوار تلفزيوني أمس الاثنين: «من الوقاحة المواقف التي يقفها الغرب وحلف شمال الأطلسي الآن. وتحضهم على ذلك دول البلطيق والبولنديون والأوكرانيون، وهذا أمر واضح تماماً».
وفي وقت سابق أشار لافروف إلى أن السعي لضم أوكرانيا إلى حلف «الناتو» وظهور صواريخ بالقرب من الحدود الروسية يثير مخاطر عسكرية جسيمة.
وأضاف لافروف إنه لا يستبعد أن تكون لدى الغرب رغبة في تأجيج المشاعر العسكرية في أوكرانيا، وإشعال حرب صغيرة ثم اتهام موسكو بذلك، وفرض عقوبات جديدة عليها، من أجل كبح قدراتها التنافسية.
وأكد لافروف أن روسيا لن تنضم إلى «الناتو»، الذي وصفه بأنه أصبح في الوقت الحالي مشروعا جيوسياسياً بحتاً لاستيعاب الأراضي التي ظلت بلا مالك بعد انهيار حلف وارسو والاتحاد السوفييتي، مشدداً على أن روسيا لا يمكنها ألا تقلق من وجود الناتو قرب حدودها.
وأكد لافروف أن روسيا لا تنوي إذلال نفسها بمطالبة الغرب برفع العقوبات الأحادية غير القانونية، قائلا: «لم نطلب من أحد أن يرفع عنا العقوبات، ولن نذل أنفسنا أمام أحد»، وِأشار إلى أن روسيا ستجد رداً إذا شدد الغرب عقوباته، لكنها تعول على حكمة شركائها الغربيين.
وأعلن لافروف أن الجولة الأولى من المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن الضمانات الأمنية ستجرى فور انتهاء عطلة رأس السنة الجديدة.
إلى ذلك صرح لافروف، بأن شكوى الاتحاد الأوروبي لدى منظمة التجارة العالمية ضد روسيا حول سياسيتها لإحلال الواردات الروسية محل الغربية هي خطوة مخزية.
وقال لافروف في مقابلة أمس «لست بحاجة إلى مناقشة هذا على الإطلاق، هذه خطوة مخزية من جانب الاتحاد الأوروبي، أنا أشعر بالإهانة فقط لأولئك السياسيين الذين قرروا الإدلاء بمثل هذه التصريحات علناً حول الشكوى ضد روسيا».
في شهر تموز الماضي، بدأت المفوضية الأوروبية إجراءات ضد روسيا في إطار منظمة التجارة العالمية، وتزعم المفوضية وجود قيود على شركات أوروبية تمنعها من بيع سلع وخدمات إلى الشركات والمؤسسات الحكومية الروسية بسبب نظام مشتريات حكومي روسي.
وفي وقت سابق أمس علقت وزارة التنمية الاقتصادية الروسية على الشكوى التي قدمها الاتحاد الأوروبي إلى منظمة التجارة العالمية ضد روسيا. وأشارت الوزارة إلى أن المطالب الأوروبية تقتصر على إلغاء أو تعديل بعض الإجراءات ولم تتطرق إلى تعويضات مالية.
وأضافت: إن «الاتحاد الأوروبي (في شكواه) قدر سوق المشتريات الروسية بنحو 290 مليار يورو، وليس بالضرر التي تكبده الاتحاد، علاوة على ذلك فإن قواعد منظمة التجارة العالمية لا تفترض سداد أي تعويضات».
في غضون ذلك هددت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، على الهواء في قناة «سي بي إس» التلفزيونية بأن روسيا قد تواجه عقوبات جديدة في حال تصعيد الوضع والتعدي على سيادة أوكرانيا.
وقالت هاريس رداً على سؤال عما إذا كانت «الحرب الساخنة» ستبدأ في أوروبا خلال أسابيع قليلة: «نتحدث مباشرة مع روسيا، ونوضح جداً أن روسيا يجب ألا تتعــدى على سيادة أوكرانيا، وأننا ندافع عن سيادة أراضيها.. واشنطن أوضحت أنها مســتعدة لفـرض عقوبات عـلى روســيا لم يســبق لها مثيل».