قطعوا مئات الأشجار لبناء مستوطنات جديدة لعائلاتهم … إرهابيو أردوغان يواصلون التنقيب عن الآثار في عفرين بإشراف تركي
| وكالات
في إطار ممارساتهم الإجرامية المنظمة بحق التراث السوري، بدأت مرتزقة الاحتلال التركي بعملية تنقيب جديدة عن الآثار تحت إشراف استخباري تركي مباشر في محيط مدينة عفرين المحتلة شمال حلب بغية بيعها لتجار أتراك، تزامنا مع استمرارها بقطع مئات الأشجار تمهيداً لبناء مستوطنة جديدة في المدينة بهدف توطين عائلاتها.
وذكرت مصادر أهلية، أمس، وفق وكالة «سانا»، أن مسلحين من ميليشيا «الجيش الوطني» الموالية لقوات الاحتلال التركي، بدؤوا مجدداً بعمليات حفر وتجريف للتربة بحثاً عن الآثار واللقى في تل عبوش الأثري قرب قرية كمروك شمال مدينة عفرين، حيث يقومون بالحفر مستخدمين معدات حديثة تم تزويدهم بها من الاحتلال التركي الذي يدعمهم في المنطقة ويشرف مباشرة على عمليات التنقيب.
وأشارت المصادر إلى أن عملية البحث عن الآثار وسرقتها في عفرين تتم بشكل ممنهج وتديرها الاستخبارات التركية التي تتحكم بالإرهابيين في تلك المنطقة بغية بيعها لتجار الآثار الأتراك مقابل ثمن زهيد في الوقت الذي تسعى فيه قوات الاحتلال التركي للسيطرة على القطع الأثرية التي تحفظ تاريخ المنطقة وهويتها السورية.
من جهتها، ذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن تل عبوش الأثري هو من التلال المسجلة في قيود الآثار السورية، وأن عمليات الحفر لا تزال متواصلة فيه، مشيرة إلى أن التل تعرض إلى أعمال تخريب بواسطة الآليات الثقيلة والجرافات من ميليشيا «الجيش الوطني» بحثاً عن اللقى والكنوز المدفونة وتدمير الإرث التاريخي لسورية عموماً وعفرين بشكل خاص، حيث طالت أعمال الحفر كامل سطح التل الذي يقدر بـ6 آلاف متر مربع.
وعمد الإرهابيون بإشراف علماء آثار ومنقبين أتراك وأميركيين وفرنسيين خلال السنوات السابقة من عمر الحرب العدوانية على سورية إلى التنقيب في المواقع الأثرية وسرقة الكثير من اللقى فيها بغية تخريب التراث الثقافي السوري وتدميره وتغيير وتزوير تاريخ المنطقة، ما يشكل جريمة حرب تضاف إلى ما ارتكب من جرائم بحق الشعب السوري وتاريخه وحضارته.
بموازاة ذلك، أقدمت مرتزقة الاحتلال التركي على قطع ما يقارب 100 شجرة زيتون معمرة عائدة ملكيتها لأهالي مدينة عفرين وتقع بين قريتي علكا وكفرومة التابعتين لناحية شرا، بغية تحطيبها وبيعها في الأسواق، وبناء مستوطنات جديدة محلها لتوطين عائلات المرتزقة بهدف تغيير ديموغرافية المنطقة وإبادة سكانها وتهجير من تبقى منهم، وفق ما نقلت نقلته وكالة «هاوار الكردية عن مصدر وصفته بـ«الخاص».
وأقدم النظام التركي عقب احتلاله مدينة عفرين في الـ18 من آذار عام 2018، على تهجير 300 ألف مواطن من المدينة وأدخل 400 ألف مستوطن من مرتزقته في إحدى أكبر عمليات التغيير الديموغرافي التي شهدتها سورية منذ بداية أزمتها في عام 2011، وفق ما ذكرت «هاوار».
مقابل ذلك، وفي إشارة إلى نيته مواصلة احتلاله المناطق التي غزاها في شمال وشمال غرب سورية، وأعلن وزير داخلية النظام التركي سليمان صويلو، في كلمة له بمدينة بورصة نقلها موقع «تركيا الآن» الإلكتروني أمس، أن نظام بلاده قام بناء 1400 مشروع صناعي في سورية، وأن 25 ألف شخص سيعملون في هذه المشروعات، مضيفاً: «ليس بأموالنا الخاصة، لقد أوصلناها إلى السلام أولاً» على حد زعمه!.