روسيا: قرار واشنطن الإبقاء على حاملة طائراتها في المتوسط تهديد مباشر لنا … بوتين يبحث مع لوكاشينكو التعاون الثنائي وخطط إجراء مناورات مشتركة

أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأربعاء في مدينة سان بطرسبورغ محادثات مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو لمناقشة أهم الملفات المطروحة على الأجندة الثنائية بين الدولتين، فيما قدم إلى البرلمان الروسي قانوناً يقضي بتسهيل الحصول على الجنسية الروسية لفئات محددة.
يأتي ذلك في حين أكد مجلس «الدوما» أن أي نشاط من نوعية قرار الولايات المتحدة الإبقاء على حاملة طائراتها في البحر المتوسط على خلفية التوتر حول أوكرانيا يشكل تهديداً مباشراً لروسيا.
وحسب موقع «روسيا اليوم» أكد بوتين في مستهل الاجتماع أن مشروع دولة الاتحاد بين روسيا وبيلاروس أحرز «خطوة ملموسة إلى الأمام» في عام 2021 فيما يخص تنسيق مواقف الدولتين في الاتجاهات الرئيسة.
وذكر بوتين أن موسكو ومينسك وقعا في وقت سابق من العام الجاري 28 برنامجاً تحالفياً خاصاً بتطوير التكامل، مشدداً على أن هذه الاتفاقات التي تخص بالدرجة الأولى المجال المالي والقوانين المتعلقة بالضرائب والجمارك ستهيئ أرضية لتطوير اقتصاد كلا البلدين.
وأعلن بوتين عن وجود خطط طموحة للتعاون بين البلدين، وشكر لوكاشينكو على وقوف مينسك دائماً إلى جانب تطوير التكامل مع روسيا، كما أكد وجود خطط لإجراء مناورات عسكرية مشتركة بين الدولتين في بيلاروس في شباط أو آذار القادمين.
وأشار الرئيسان إلى أهمية التعاون بين الدولتين في مجال صناعة الطيران، واتفقا على مواصلة التنسيق في هذا الشأن.
وأقر لوكاشينكو بأن روسيا لعبت دوراً حاسماً في زيادة الناتج المحلي الإجمالي لبيلاروس بغض النظر عن العقوبات الغربية المفروضة عليها.
ووصل لوكاشينكو إلى «العاصمة الشمالية» لروسيا الاتحادية، سان بطرسبورغ، أول من أمس للمشاركة في قمة غير رسمية لزعماء رابطة الدول المستقلة.
على خط مواز أكد النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما دميتري نوفيكوف أن أي نشاط من نوعية قرار الولايات المتحدة الإبقاء على حاملة طائراتها في البحر المتوسط على خلفية التوتر حول أوكرانيا يشكل تهديداً مباشراً لروسيا.
وقال نوفيكوف: هذا يشكل تهديداً لروسيا، وذلك لأن الناتو هو أكبر مؤسسة شبه عسكرية، وتعلن رسمياً الاتحاد الروسي في وثائقها العقائدية كأحد التهديدات الرئيسة. والأمر ذاته يسري على الوثائق الإستراتيجية التي تظهر في واشنطن من خلال الإدارة الأميركية. أما الولايات المتحدة فهي كما هو معروف زعيمة سياسية وعسكرية في كتلة الناتو. لذلك، فإن أي نشاط من هذا القبيل يشكل تهديداً مباشراً وفورياً لروسيا».
ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» عن متحدث باسم الجيش الأميركي أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أمر بالإبقاء على حاملة الطائرات «هاري ترومان» في البحر الأبيض المتوسط، وتأجيل إعادة تمركزها في الشرق الأوسط في ضوء استمرار التوترات حول أوكرانيا.
وتشتبه الولايات المتحدة وحلفاؤها في أن روسيا تستعد لغزو أوكرانيا، ويهددون بفرض عقوبات غير مسبوقة إذا تم تنفيذ الخطط المنسوبة إليها. بالمقابل تنفي روسيا الاتهامات الغربية وتقترح بدء مفاوضات بشأن ضمانات أمنية إضافية في أوروبا.
من جانب آخر قدم بوتين إلى مجلس الدوما مشروع قانون يقضي بتوسيع قائمة فئات الأشخاص الذين بإمكانهم الحصول على الجنسية الروسية بطريقة سهلة.
وينص مشروع قانون الجنسية الروسية الجديد الذي تم نشره أمس على تسهيل الحصول على جنسية البلاد لأكثر من 20 فئة، بمن فيهم: مواطنو الاتحاد السوفييتي السابق وأطفالهم، والمشاركون في البرنامج الحكومي الخاص بعودة المغتربين الروس الطوعية إلى البلاد، والذين لديهم أقارب مقربون يحملون جنسية روسيا ويقيمون فيها، وسلالات الذين كانوا مقيمين بشكل دائم في أراضي الإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفييتي ضمن حدود روسيا الاتحادية الحالية، إضافة إلى الذين ولدوا في أراضي روسيا بحلول السادس من شباط 1992، ومن حمل واحد على الأقل من والديه جنسية الاتحاد الروسي وأقام في أراضي روسيا، والعسكريين الذين أدوا القسم إلى الاتحاد السوفييتي أو روسيا الاتحادية وأدوا الخدمة حتى السادس من شباط 1992 في القواعد الخاضعة لولاية روسيا في دول أخرى.
ولا تشمل قائمة الفئات التي بإمكانها الحصول على الجنسية الروسية بطريقة سهلة من المستثمرين والمتخصصين المؤهلين.
وبهدف تفادي استغلال أسلوب الزواج الوهمي، يشترط مشروع القانون لمنح الجنسية الروسية لمواطن أجنبي لديه علاقات زوجية مع مواطن روسي وجود طفل مشترك لهما.
كما يقضي مشروع القانون بوضع آلية جديدة خاصة بإنهاء الجنسية، وتوسيع لائحة الجرائم الجنائية التي يمكن سحب الجنسية من مرتكبيها، كي تشمل علاوة على الجرائم الإرهابية بعض الجرائم الخطيرة ضد الدولة وجرائم المخدرات.
كما يمنح مشروع القانون الجديد المواطنين الأجانب، الذين تخرجوا في جامعة روسية بمرتبة الشرف ويقيمون في البلاد على أساس مستمر، الحق في الحصول على الجنسية بطريقة سهلة، بغض النظر عن فترة إقامة الشخص في البلاد، ومن دون إلزامه بالخضوع لامتحانات الكفاءة اللغوية الروسية وقوانين البلاد.