الأولى

السوريون ودعوا عاماً صعباً و«الأمل بالنهوض» سلاحهم للعام الجديد

| سيلفا رزوق

أغلق السوريون الباب على عام 2021 الذي كان من أقسى الأعوام عليهم، من جهة تأثيرات الحصار الظالم الذي فرضته الولايات المتحدة والغرب على لقمة عيشهم ونمط حياتهم الذي بات يفتقد لمقومات الحياة، مثل الكهرباء والماء، ويرافقه اشتداد السعار الإسرائيلي الذي وصل حدود الاعتداء على ساحة الحاويات في ميناء اللاذقية التجاري متسلحاً بالمباركة والدعم الأميركي والصمت الدولي الغائبة شرعيته بالكامل عن تصرفات إسرائيل، وسط عالم متغير تحتدم فيه الصراعات، وتتغير فيه خرائط السطوة والنفوذ، مع استمرار جائحة كوفيد ومتحوراتها التي خيمت ولا تزال على الاقتصاد العالمي، وتسببت حتى الآن بأزمات نقل وشحن دوليين وتضخم كبير في أسعار السلع في كل بلدان العالم.

وعلى الرغم من الصعاب، شهد عام 2021 إنجازاً وتحدياً كبيراً للسوريين بتنظيمهم التاريخي لانتخاباتهم الرئاسية التي أرسلت من خلال إصرار السوريين على تنفيذ استحقاقاتهم الدستورية، وإقبال المغتربين منهم على الاقتراع، رسائل شديدة الوضوح للأميركي والغربي الذي راهن طويلاً على إفشال الدولة السورية، وشل قدرة مؤسساتها.

بالمقابل جعلت الإجراءات القسرية غير الشرعية التي تتباهى واشنطن وحلفاؤها الغربيون بها، شتاء السوريين قارساً وحياتهم قاسية، مع تفاقم الأزمات التي خلفها هذا الحصار الذي قيَد قدرة الدولة على تأمين المشتقات النفطية والكهرباء وحتى الدواء.

وسجل عام 2021 بداية انفتاح عربي رسمي جدي على سورية، عبر عنه الإعلان عن إعادة العمل بخط الغاز العربي، وبدا الأردن الجار الجنوبي الأكثر إلحاحاً لاستعادة العلاقات بين الجانبين، وتوجت خطوات استعادة التقارب بين البلدين بالاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس بشار الأسد في الثالث من تشرين الأول الفائت مع العاهل الأردني عبد اللـه الثاني.

الخطوة الأردنية لحقتها خطوة إماراتية لافتة، حيث قام وزير الخارجية والتعاون الدولي عبد اللـه بن زايد آل نهيان في التاسع من تشرين الثاني الماضي بزيارة دمشق واستقبله الرئيس بشار الأسد الذي كان أجرى اتصالاً في العشرين من تشرين الأول مع ولي عهد أبو ظبي- نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة محمد بن زايد آل نهيان.

كثافة التصريحات والتحركات العربية، عادت «وضبطتها» الأجندة الأميركية العدائية التي فرضت نفسها من جديد على المشهد الذي أبطأ نسبياً خطوات التطبيع المتواترة، لتأتي الخطوة البحرينية في نهاية كانون الأول الفائت عبر تعيينها سفيراً مفوضاً فوق العادة في دمشق لتعيد الزخم من جديد لهذه التحركات.

ومع انتهاء العام الأكثر صعوبة وتعقيداً على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، يستقبل السوريون عامهم الجديد، متسلحين كعادتهم بالأمل والإصرار على تجاوز المحنة، ويدهم القادرة على البناء ممدودة للجميع، في عالم تحتدم فيه الصراعات وصولاً لرسم ملامحه وخرائط نفوذه الجديدة، التي تفرضها متغيرات وتوازنات العالم في العام الجديد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن