الحربي الروسي يكثف غاراته ويدك معاقل إرهابيي النظام التركي … الضغط العسكري لتحقيق انفراج سياسي و«خفض التصعيد» أولوية موسكو
| حلب - خالد زنكلو
كثّف سلاح الجو الروسي غاراته على مناطق انتشار إرهابيي النظام التركي في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب وجوارها، ما يوحي بأن موسكو ستنتهج السياسة القديمة ذاتها التي تتلخص بممارسة ضغط عسكري لتحقيق انفراج سياسي، عبر تنفيذ بنود الاتفاقيات الثنائية مع أنقرة ذات الصلة بالمنطقة.
مصادر محلية في إدلب بينت لـ«الوطن»، بأن الطيران الحربي الروسي واصل أمس، ولليوم الخامس على التوالي، استهداف مقار المجموعات الإرهابية سواء الممولة من النظام التركي مثل ميليشيات ما يسمى «الجبهة الوطنية للتحرير» أم «جبهة النصرة» وحاضنتها الحالية «هيئة تحرير الشام» المدرجة على قوائم الإرهاب الأميركية والأممية.
المصادر ذكرت أن المقاتلات الروسية شنت أمس ١١ غارة جوية توزعت على نقاط تمركز الإرهابيين شرق جبل الأربعين المطل على مدينة أريحا وحرش بلدة مصيبين إلى الشرق من المدينة، حيث نقطة ثابتة لـ«النصرة» على طريق «M4»، بالتزامن مع تنفيذ غارات استهدفت محيط السجن المركزي غرب مدينة إدلب وجوار بلدتي الشيخ يوسف وسيجر بريف المحافظة الغربي.
ولفتت إلى أن أول أمس شهد تصعيداً مماثلاً في عدد الغارات الجوية للحربي الروسي، الذي طالت غاراته الـ١٢ معاقل إرهابيي ما يسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي تقودها «النصرة»، في كل من بلدة الجديدة ومنطقة النهر الأبيض شمال جسر الشغور بريف إدلب الغربي وبلدتي كنصفرة ومشون بجبل الزاوية بريف المحافظة الجنوبي، جنوبي طريق عام حلب- اللاذقية، وذلك بعد يوم من استهدافه محيط بلدات إبلين ومشون والبارة بجبل الزاوية ومنطقة النمرة بسهل الروج غرب إدلب وجوار بلدة كفردريان بريف المحافظة الشمالي الغربي، وبعد يومين من الغارات الـ١٠ المماثلة، التي دكت مواقع الإرهابيين في منطقة كفرعروق- كلي شمال إدلب وجبل الشيخ بركات، المطل على مدينة دارة عزة، حيث أهم القواعد العسكرية لجيش الاحتلال التركي بريف حلب الغربي، والذي طالت محيطه غارات أخرى في ٢٦ الشهر الماضي.
وعلى الرغم من الاتصال الهاتفي الذي جمع أمس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، وجرى خلاله وحسب ما كشفه بيان للكرملين، بحث الوضع في منطقة القوقاز، وقضايا التسوية السورية والليبية، إلا أن متابعين للوضع العسكري في «خفض التصعيد» توقعوا في تصريحات لـ«الوطن»، استمرار الغارات الجوية الروسية وبشكل مكثف في الأشهر الأولى من ٢٠٢٢، وأن تنتهج موسكو خط الضغط العسكري ذاته الذي اتبعه قبل لقاء الرئيسين بوتين وأردوغان نهاية أيلول الماضي، لإرغامه على تقديم تنازلات تعيد تفعيل الاتفاقيات الثنائية بينهما لوضعها حيز التنفيذ في أقرب فرصة ممكنة.
وينص «اتفاق موسكو» الروسي- التركي، الموقع بين رئيسي البلدين في ٥ آذار ٢٠٢٠، على إعادة الحركة بطريق عام حلب- اللاذقية والمعروف بطريق «M4»، على حين يقضي «اتفاق سوتشي» المؤرخ بـ١٧ أيلول ٢٠١٨ بين البلدين بطرد التنظيمات الإرهابية من «خفض التصعيد»، لكن أردوغان ظل يماطل بما يحول دون تنفيذ الاتفاقين، مستفيداً من التناقضات الإقليمية والدولية الخاصة بالملف السوري.
ميدانياً وفي «خفض التصعيد»، ردّ الجيش العربي السوري على انتهاكات إرهابيي أردوغان، ودمر تحصينات لإرهابيي «الفتح المبين» بالقرب من خطوط تماس جبل الزاوية لاسيما في محيط بلدات سفوهن وفليفل والفطيرة، في وقت قضى على عدد من الإرهابيين بالقرب من بلدتي العنكاوي والقاهرة بسهل الغاب شمال حماة.
وفي بلدتي عين عيسى وصيدا بريف الرقة الشمالي، قصفت أمس مدفعية جيش الاحتلال التركي ومرتزقته منازل المدنيين وألحقت خسائر مادية في ممتلكاتهم، في حين قصفت المدفعية بلدة الدردارة في ريف تل تمر شمال غرب الحسكة، بينما استمر جيش الاحتلال ليل أول أمس بدك بلدات عين دقنة وبيلونية وشيخ عيسى في ريف حلب الشمالي الأوسط، ودفعت الأهالي إلى النزوح باتجاه مناطق أكثر أمناً.