سورية

تزايد دخول التعزيزات الأميركية إلى «الجزيرة» تزامناً مع انسحابها من العراق … مصادر لـ«الوطن»: الهدف إعادة تنشيط خلايا داعش لتبرير الوجود غير الشرعي للقوات الأميركية

| سيلفا رزوق

كشفت مصادر ميدانية في المنطقة الشرقية لـ«الوطن» عن توجه لدى أميركا لتعزيز وجودها غير الشرعي في سورية، توازى مع قرار سحب قواتها القتالية من العراق، وذلك تزامناً مع خطوات متواترة لها لإحياء تنظيم داعش الإرهابي في منطقة الجزيرة بالتعاون مع ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» التابعة لها.

وبينت المصادر، أن التعزيزات الأميركية ارتفعت وتيرتها بصورة كبيرة منذ إعلان الولايات المتحدة نيتها إخراج قواتها القتالية من العراق، حيث زاد عدد الآليات والعتاد الذي جرى إدخاله خلال الشهرين الأخيرين باتجاه منطقة الجزيرة بصورة أكبر من السابق.

وأشارت إلى حصول عمليات احتكاك مقصودة من قبل قوات الاحتلال الأميركي بنقاط الجيش العربي السوري الموجودة في الجزيرة وارتفعت وتيرتها هي الأخرى، وباتت تجري بصورة شبه يومية، حيث تتقصد قوات الاحتلال التحرش بنقاط الجيش العربي السوري وبالأهالي عبر آلياتها وحواماتها.

واعتبرت المصادر، أن التحركات والتحرشات الأميركية الساعية لإحداث عمق جديد لها عبر هذه التعزيزات بعد انسحابها من العراق تهدف إلى تغيير قواعد الاشتباك في المنطقة، وجر الجيش العربي السوري لاشتباك مباشر معها، مشيرة إلى أن الأهالي يعمدون إلى محاولة قطع الطريق على المحتل الأميركي عبر التدخل لمنع آلياته من العبور في مناطقهم ما يضطر المحتلين للانسحاب من هذه المناطق في كثير من الأحيان.

المصادر كشفت أنه وخلال الشهرين الأخيرين دخل عبر المعابر غير الشرعية من الأراضي العراقية نحو الأراضي السورية بحدود 700 شاحنة محملة بحاويات مغلقة ومغطاة، في حين عمدت قوات الاحتلال الأميركي خلال الفترة نفسها إلى سرقة 600 صهريج نفط وتهريبها باتجاه الحدود العراقية، على حين سجل في الشهرين الفائتين نحو 33 عملية اعتراض لقوات وآليات الاحتلال في منطقة الجزيرة.

مصادر «الوطن» أشارت إلى محاولات التنشيط القائمة على قدم وساق لخلايا تنظيم داعش، والتي يقف وراءها الاحتلال الأميركي بهدف تبرير استمرار وجوده غير الشرعي على الأراضي السورية.

وأشارت إلى قيام ميليشيات «قسد» مؤخراً بإطلاق سراح العشرات من قيادات داعش المحتجزين في «مخيم الهول»، في حين جرى نقل المئات من الدواعش من داخل الأراضي العراقية إلى منطقة التنف في البادية الشرقية والتي يسيطر عليها الاحتلال الأميركي، والقيام بما يمكن تسميته «إعادة تدويرهم» عبر تسليحهم وتدريبهم وتأمين الغطاء اللازم لعملياتهم الإرهابية، لافتة إلى أن هذا ما كشفته الاعتداءات الإرهابية الأخيرة والتي انطلقت جميعها من منطقة التنف أو ما يعرف منطقة الـ«55».

وكان مصدر عسكري أكد في بيان له أمس، استشهاد خمسة عسكريين وإصابة عشرين آخرين بجروح بسبب تعرض حافلة نقل عسكرية شرق المحطة الثالثة في البادية لاعتداء صاروخي من قبل تنظيم داعش.

وقال المصدر: إنه «حوالي الساعة السابعة من مساء الأحد تعرضت حافلة نقل عسكرية لهجوم إرهابي صاروخي في المنطقة 50 كم شرق المحطة الثالثة في البادية السورية من قبل مجموعة من تنظيم داعش الإرهابي وتلى الهجوم رشقات من مدفع عيار 23 مم».

وعلمت «الوطن» بأن الجيش يستعد لشن عملية عسكرية في منطقة البادية، حيث تنشط خلايا داعش، ووصلت تعزيزات عسكرية ضخمة لقوات الجيش إلى منطقة السخنة في عمق البادية.

وتفيد معلومات «الوطن»، بأن العملية العسكرية ستجري بالتنسيق بين القوات السورية وسلاح الجو الروسي، الذي بدأت طائراته فعلياً عمليات القصف التمهيدي لمعاقل التنظيم الإرهابي في السخنة، والرصافة في بادية الرقة.

ونشرت مصادر إعلامية معارضة نهاية الشهر الفائت صوراً لما قالت: إنها تدريبات لميليشيات «مغاوير الثورة» إلى جانب قوات «التحالف الدولي» المزعوم الذي تقوده أميركا وذلك في قاعدة التنف المحتلة.

وأظهرت الصور تدريبات مشتركة جمعت مسلحي «مغاوير الثورة» وقوات الاحتلال الأميركية، على مختلف صنوف الأسلحة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن