عادل أبو شنب «1931- 2012م» في ذكرى رحيله الثالثة…من «عالم ولكنهُ صغير» إلى «المتفرج» وما بينهما: مسيرة إبداعية غنيَّة وحافلة بالعطاء أثمَرَت نحو أربعين كتاباً
نضال حيدر
«… من يلتق الأديب عادل أبو شنب لأول مرّة، يشعر بالارتياحِ والمودَّةِ والمحبَّة، وذلكَ بسببِ ابتسامتهِ النبيلةِ وأخلاقهِ العالية، وتشجيعهِ لكلِّ موهبةٍ وافِدةٍ إلى الوسطِ الفنّي..»… ذلك ما كتبهُ الملحن السوري سهيل عرفة في مقالٍ وَسَمَهُ بعنوان «باقٍ بيننا».. خصَّ بهِ مناسبة رحيلِ الأديب والمبدع السوري عادل أبو شنب، الذي كانَ حاضراً بقوة وتميُّز في المشهدين الثقافي والفني في سورية، فهوَ واكبَ انطلاقة التلفزيون العربي السوري، وتفتُّح أزاهير المسرحِ السوري، ونهوض الدراما التلفزيونية، كما كانَ حضورهُ فاعلاً في النشاطات والمؤتمرات الثقافية.
حي «القيمرية»: البداية
وُلِدَ عادل أبو شنب عامَ 1931م في حي «القيمرية» بدمشق، درسَ الابتدائيَّةَ والإعداديَّةَ والثانويَّة في مدارسِ دمشق، كما درس الفلسفة وعلم النفس في جامعةِ دمشق.
عَمِلَ أبو شنب في الصحافةِ في وقتٍ مبكِّرٍ، والبداية كانت من جريدة «لسان الشعب» التي كان يحررها بمفرده، ومنها انتقل إلى جريدة «الجمهور» ثمَّ إلى جريدة «الشام» التي انتقل منها إلى جريدة «العلم» ومع صدور جريدة «الوحدة» انتقل للعمل فيها رئيساً لتحرير الثقافة والمنوعات.
عام 1962م أصدر عادل أبو شنب مع مجموعةٍ من أصدقائهِ مجلة «ليلى» وبعدها بعام عاد إلى جريدة «الثورة» التي بقي فيها حتى العام 1964م.
عامَ 1969م أصدرَ أبو شنب مجلة «أسامة» للأطفال، بتكليفٍ من وزارة الثقافة السورية، واستمرَ فيها حتى العام 1973م وفي العام 1977م أسس مجلة «الاقتصاد».
عمِلَ عادل أبو شنب رئيساً للقسمِ الثقافي في صحيفةِ «تشرين» عاماً واحداً ومستشاراً للتحرير في مجلةِ «سامر» اللبنانية للأطفال لخمسةِ أعوام.
أربعون كتاباً
مسيرةُ عادل أبو شنب الإبداعية كانت غنيَّةً وحافِلَةً بالعطاء، وقد أثمَرَت نحو أربعين كتاباً في القصة القصيرة والرواية والفولكلور والتاريخ الفني والأطفال: «عالمٌ ولكنهُ صغير- مجموعة قصص 1956م، زهرة استوائية في القطب- مجموعة قصص 1961م، حياة الفنان عبد الوهاب أبو السعود- تأريخ فني- دمشق 1962م، الثوار مروا ببيتنا- مجموعة قصص عام 1963م، أحلامُ ساعةِ الصفر – مجموعة قصص 1973م، الآسُ الجميل- مجموعة قصص 1979م، دمشق أيام زمان- دراسة فلكلورية (3 طبعات: 1990، 2001، 2004م)، وردةُ الصباح- رواية- 1976م، مسرح عربي قديم- دراسة مسرحية (طبعتان: 1964 – 2004م)، كان يا ما كان- دراسة في الحكايات المروية- 1971م، السيفُ الخشبي- قصص للأطفال 1973م، من معارك النقد الأدبي في سورية في الخمسينيات- دراسة نقدية 1984م، معطفُ الإخفاء- قصص للأطفال 1976م، صفحات مجهولة في تاريخ القصة السورية- دراسة 1974م، الفصلُ الجميل- مسرحية للأطفال (طبعتان: 1960 – 1975م)، الأول والأخير- رواية، اغتيالُ ملكِ الجان- مسرحية 1981م، الطفل الشجاع – قصص للأطفال 1977م، بواكيرُ التأليفِ المسرحي في سورية- تأريخ فني دمشق 1987م، أصدقاءُ النهر- قصص للأطفال- بيروت 1979م، هالوليا- مجموعة قصص 2000م، شوام ظرفاء، تأريخ ظرفاء بلاد الشام 2001م، كشف اللثام عن أحوال دمشق الشام – مخطوطة محققة 2001م، أدعوكَ إلى الإسلام- قصة إسلامية محققة 2002م، رائدُ المسرحِ العربي أبو خليل القباني- دراسة مسرحية 2003م، ذَكَرُ السلحُفاة- رواية 2004م، ديكتاتورية الذاكرة (1) ذكريات في الفن 2005م، ديكتاتورية الذاكرة (2) ذكريات في السفر 2006م، المتفرج – مجموعة قصص قصيرة 2007م، مشاهير من دمشق: لقاءات مع المفكرين والأدباء والفنانين، المتفرج (طبعة ثانية) 2008م».
كتابات في الظل…
كذلك ترك الأديب والكاتب السوري عادل أبو شنب عدداً من المؤلفات التي لم تأخذ طريقها للمطبعة بعد وهي: «مشاهير من سورية: لقاءات مع المفكرين والأدباء والفنانين، شوام ظرفاء (طبعة ثانية)، حلم جديد (60 قصة مصورة للأطفال)، مجنون يكتب وعاقل يقرأ- قصص ضاحكة، قصص ومسرحيات وحواريات للأطفال- قصص مصورة للأطفال، الألفاظ والجمل الجاهزة في حكي العامة (معجم)، و«دمشق في القرن العشرين».
إذاعة وتلفزيون.. وتكريم
عَمِلَ عادل أبو شنب في الإذاعةِ منَ العامِ 1954م حتى العام 1968م حيث كان له برنامج إذاعي حمل عنوان «ألوان». كما عَمِلَ منذ تأسيس التلفزيون العربي السوري عام 1960م على إعدادِ برنامج «مجلَّة التلفزيون» بدايةً باسم «كل أسبوع» ثمَّ باسم «مجلَّة التلفزيون» وذلك حتى العام 1974م.
من أشهر كتاباته التلفزيونية مسلسلات: «حارةُ القصر، فوزية، هذا الرجلُ في خطر، وردةُ الصباح» وقد كرَّمَتهُ الإذاعة السورية كواحدٍ من مبدعيها في شباط 2007م كما كرَّمتهُ مديرية المسارح والموسيقا في وزارة الثقافة السورية في يوم المسرح العالمي في 28 آذار 2007م.
رحلَ «الحكواتي»….
رحلَ الأديب والكاتب والإعلامي عادل أبو شنب مساءَ 27/أيار/2012م بعدَ رحلةِ عطاءٍ إبداعية مميزةٍ وغنية، عن هذا الرحيل، وتحت عنوان: «رحلَ حكواتي الشام» كتب الدكتور علي القيِّم: «كانَ في كلِّ ما أبدّعَ وكتب مثالَ الحكواتي، الذي يُجيدُ استخدامَ أدواتهِ، ويعرِفُ كيفَ يُثيرُ الانتِباهَ، ويلفتُ الأنظار بلهجةٍ «شاميَّةٍ» مُتقَنَةٍ مُحبَّبَةٍ إلى حكاياتٍ يغرِفُها من دهاليزِ الذاكرة، ويرويها بكلماتِها المرصوفةِ الأنيقة التي تشبهُ الشعر..».
كذلك كتب الفنان مظهر الحكيم في وداع عادل أبو شنب تحت عنوان «أبو الدراما السورية» قائلاً: «رحلَ عادل؛ وتركَ بصمتهُ الأدبية والصحفية، رحلَ الغالي بعدَ رحلةٍ شاقةٍ معَ المرضِ والتعب، وتركَ تاريخاً رائعاً لن يُنسى.. وأرجو ألا ننسى الأوائل، وألا نتجاهل فناناً أديباً مهماً، كان يعملُ في التمثيل والإخراج، والتأليف، والصحافة..».