تمكنت طواقم الإطفاء في جنوب إفريقيا، أمس الثلاثاء، من السيطرة على الحريق الذي شبّ في البرلمان وذلك بعد يومين على اندلاعه.
ونقلت وكالة «أ ف ب» عن الناطق باسم جهاز الإطفاء في مدينة الكاب، جيرماين كارليز قوله، أمس الثلاثاء: إنه تمت السيطرة على الحريق الذي اندلع في برلمان جنوب إفريقيا على مدى يومين، وأشار إلى توقيف مشتبه فيه الأحد الماضي في حرم المبنى، مثل لفترة وجيزة أمام المحكمة في الكاب.
وذكرت وكالة «أ ف ب»: أمس حضر زانديل كريسماس مافي، وهو رجل نحيل ملتح يبلغ من العمر 49 عاماً يرتدي قميصاً رمادياً وسروال جينز، أمام محكمة الجنايات التي أجلت الجلسة إلى 11 من الشهر الجاري، لإفساح المجال أمام المحققين لتحديد بعض عناصر التحقيق حين يصبح من الممكن الدخول إلى المكان وتقييم كلفة الأضرار, وذكرت «الوكالة» أن الاتهام نص على قيام المشتبه فيه باقتحام المبنى الشاسع الواقع في وسط الكاب وبإشعال النار في مباني البرلمان، وسرقة أجهزة كمبيوتر محمولة ووثائق.
وكان الحريق اندلع مجدداً بعد ظهر الإثنين الماضي بعد أن تم إخماده لفترة وجيزة، وقال كارليز: «لقد تأججت النيران بسبب الرياح القوية من جهة الجنوب الشرقي لكن رجال الإطفاء تمكنوا من السيطرة عليها قبيل منتصف ليل أمس، واندلع الحريق فجر الأحد الماضي في أقدم جناح بالمبنى الذي أنجز بناؤه عام 1884، ويضم الجناح التاريخي نحو أربعة آلاف قطعة فنيّة وتراثية يعود بعضها إلى القرن السابع عشر، وقد دمر سقفه بالكامل مخلفاً فجوة كبيرة.
ويتألف المبنى الضخم من ثلاثة أجزاء يضم أحدها مقر الجمعية الوطنية والثاني المجلس الوطني للمقاطعات الذي يمثّل الغرفة العليا في البرلمان، والجزء التاريخي وهو الأقدم حيث كان يجتمع البرلمانيون سابقاً.
وبحسب المحققين، اندلع الحريق في مكانين مختلفين ولم يعمل نظام الإطفاء التلقائي بشكل صحيح لأن المياه كان مقطوعة، وأظهرت كاميرات المراقبة أن زانديل مافي حضر نحو الساعة الثانية فجراً.
ونقلت «أ ف ب» عن وزيرة الأشغال العامة باتريسيا دو ليل قولها: «لكن الأمن لم يره إلا نحو الساعة السادسة حين نظروا إلى الشاشات وبعد ظهور الدخان»، مضيفة: إن «الكاميرات كانت تعمل، المشكلة هي أنه لم يراقبها أحد خلال تلك الليلة المشؤومة».
تحتضن الكاب مقر البرلمان منذ عام 1910، على حين يوجد مقر الحكومة في بريتوريا، وأعلن آخر رئيس أبيض لجنوب إفريقيا فريديريك دو كليرك الذي توفي في تشرين الثاني الماضي، من البرلمان نهاية نظام الفصل العنصري في شباط 1990.
وجنوب إفريقيا التي تضم 59 مليون نسمة لديها ثلاث عواصم: العاصمة الإدارية في بريتوريا، والعاصمة التشريعية في الكاب، والعاصمة القضائية بلومفونتين، وتعد جوهانسبرغ، مركز الأعمال، أكبر مدينة في البلاد.