عربي ودولي

تجدد التظاهرات في كازاخستان ومحتجون يقتحمون المطار والبلدية في ألما آتا وإعلان حالة الطوارئ … الرئيس توكاييف: تمت إقالة الحكومة وسنتخذ إجراءات حازمة لاستعادة النظام

| وكالات

تجددت التظاهرات في مناطق عدة في كازاخستان احتجاجاً على زيادة أسعار الغاز، على حين اقتحمت مجموعة من المتظاهرين، أمس الأربعاء، المطار ومبنى الإدارة الرئيسي في ألما آتا العاصمة الاقتصادية للبلاد، على الرغم من قرار الرئيس قاسم جومارت توكاييف إقالة الحكومة، معلناً توليه منصب رئيس مجلس الأمن، ومؤكداً عزمه على اتخاذ إجراءات حازمة لاستعادة النظام العام وأنه لن يغادر البلاد تحت أي ظروف.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن توكاييف قوله، أمس الأربعاء، إنه بات يتولى مهام رئيس مجلس الأمن، بعد عزل الرئيس السابق نور سلطان نزاربايف الذي كان عُيّن ليشغل هذا المنصب مدى الحياة.
وأضاف توكايف في خطاب للشعب هو الثاني من نوعه منذ يومين، أنه سيبقى في العاصمة وسيكون مع الناس مهما كانت الظروف، متعهداً بتقديم حزمة جديدة من المقترحات في أقرب وقت لتجاوز الأزمة الحالية.
وقال: «قريباً سأقدم مقترحات جديدة بشأن التحول السياسي في كازاخستان، ما أزال متمسكاً بالموقف نفسه المؤيد للإصلاحات المستمرة»، وتابع: إن «حشوداً من قطاع الطرق تستهزئ بجنود في ألما آتا، يقودونهم وهم عراة في الشوارع ويسرقون المتاجر»، مضيفاً إن السلطات تتلقى طلبات كثيرة من المواطنين لحماية حياتهم.
وأوضح توكاييف أنه خلال المواجهات الأخيرة سقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف قوات الأمن، مؤكداً أن السلطات تعتزم التصرف بأقصى درجة من الحزم ضد منتهكي القانون خلال الاحتجاجات، وعبر عن قناعته بأن هناك متآمرين بدوافع مالية وراء الاحتجاجات في البلاد.
من جهتها ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية «ا ف ب» أمس، أن توكاييف أقال أمس الأربعاء الحكومة، في محاولة لتهدئة غضب المتظاهرين، مؤكداً أنه سيتم أخذ جميع المطالب المشروعة للمتظاهرين في الاعتبار، ومشيراً إلى أن الدعوات لشن هجمات على مكاتب مدنية وعسكرية مخالفة للقانون ومثل هذه الأعمال ستترتب عليها عقوبات.
ونشرت رئاسة الجمهورية على موقعها الإلكتروني مرسوماً رئاسياً جاء فيه أن رئيس الجمهورية قبِل استقالة حكومة رئيس الوزراء عسكر مامين وكلّف نائب رئيس الوزراء عليخان سميلوف تصريف الأعمال ريثما تشكّل حكومة جديدة.
وأعلن توكاييف حالة الطوارئ في ألما آتا ومقاطعة مانغيستاو اعتباراً من أمس ولغاية 19 من الشهر الحالي، على أن يسري خلال هذه الفترة حظر تجوّل ليلي يبدأ في الساعة 11 وينتهي في السابعة صباحاً.
ودعا توكاييف السكان في مقطع فيديو نُشر على موقع فيسبوك إلى الهدوء، قائلاً: «لسنا بحاجة إلى صراع» بعد أن حذر المحتجين في وقت سابق من أي استفزاز.
وذكرت وكالة «ا ف ب» أمس، أن الشرطة أطلقت قنابل صوتية والغاز المسيل للدموع ضد حشد من آلاف المتظاهرين لكنها لم تنجح في منعهم من دخول مبنى الإدارة الرئيسي «البلدية» في ألما آتا العاصمة الاقتصادية لكازاخستان، واستولى المتظاهرون على هراوات ودروع للشرطة.
وأعلنت الشرطة الكازاخستانية توقيف أكثر من 200 شخص خلال التظاهرات التي خرجت في أنحاء البلاد في أعقاب قرار للحكومة، مطلع العام زيادة أسعار الغاز المسال المستخدم على نطاق واسع وقوداً للسيارات في غرب البلد.
ونزل آلاف المتظاهرين إلى شوارع ألما آتا وفي منطقة منجيستاو، معتبرين قرار رفع الأسعار غير عادل في ضوء احتياطي الطاقة الكبير في هذا البلد الغني بالنفط والغاز.
وأشارت «ا ف ب» إلى أن رجالاً بزي الشرطة في ألما آتا رموا دروعهم وخوذاتهم وعانقوا المحتجين.
وذكرت وكالة «إنترفاكس» أن أعمال الشغب مستمرة أيضاً في «تنغيز»، وهو أكبر حقل نفط كازاخستاني في غرب البلاد.
ونقلت «ا ف ب» عن وزارة الداخلية قولها في بيان أن أكثر من مئتي متظاهر اعتقلوا بتهمة الإخلال بالنظام العام، و95 من رجال الشرطة جرحوا، وأضافت: إن المتظاهرين قاموا باستفزازات عبر قطع الطرق وحركة المرور.
في غضون ذلك نقلت وكالة «سبوتنيك» أمس عن قائد الشرطة المحلية في مدينة ألما آتا، كانات تايميردينوف، أن المدينة تعرضت لهجوم قامت به الجماعات المتطرفة خلال الاحتجاجات الأخيرة قائلا: «قامت الجماعات المتطرفة في المدينة بإحراق نحو 120 سيارة وتعرض 500 مدني لاعتداء واضح، بينهم نساء وشيوخ».
ودعا المتظاهرين إلى العودة إلى المنازل وعدم تصعيد العنف في المدينة وقال: «نحث أولئك الذين نزلوا إلى الشوارع على التفرق ويبقى هدفنا الرئيسي منع المزيد من تصعيد العنف والتطرف في المدينة».
وكانت تطبيقات المراسلة تلغرام وسيغنال وواتساب توقفت عن العمل في البلاد أول من أمس بعد أن نزل الآلاف إلى الشوارع في الدولة الغنية بالنفط للتعبير عن استيائهم من ارتفاع الأسعار والأداء الحكومي.
وأشعل فتيل الاحتجاجات ارتفاع أسعار الغاز في البلاد، لكنّ الخطوة الحكومية لخفض الأسعار تلبية لمطالب المحتجين لم تسهم في تهدئة غضبهم.
وبدأت حركة الاحتجاج يوم الأحد الماضي بعد زيادة في أسعار الغاز الطبيعي المسال في مدينة جاناوزن غرب البلاد قبل أن تمتد إلى مدينة أكتاو الكبيرة الواقعة على بحر قزوين، ثم إلى ألما آتا.
وحاولت الحكومة في البداية تهدئة المتظاهرين لكن من دون جدوى، عبر خفض سعر الغاز وتثبيته عند 50 تنغياً (0.1 يورو) لليتر الواحد في المنطقة، مقابل 120 في بداية العام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن