فرنسا دعت الأوروبيين إلى تنسيق وثيق في المفاوضات مع روسيا … موسكو: مستعدون لإجراء محادثة موضوعية وعملية

دعت فرنسا، أمس الأربعاء، الأوروبيين إلى تنسيق وثيق في المفاوضات المرتقبة مع روسيا بشأن الأمن في أوروبا، بينما أكدت روسيا أنها مستعدة لإجراء محادثة موضوعية وعملية مع «الناتو» حول الأمن.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» تأكيد نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو، أمس الأربعاء أن المشاركة والمستوى الذي سيتم فيه تمثيل حلف شمال الأطلسي في اجتماع مجلس «روسيا-الناتو» في الـ12 من الشهر الحالي سيكون مؤشراً على مدى استعداده لإجراء محادثات جادة.
وقال غروشكو: نظراً لأننا نتحدث عن قضايا الأمن العسكري فإننا ننطلق من افتراض أن كبار العسكريين من الناتو سيشاركون في هذا الاجتماع، وسيكون هذا مؤشراً على استعدادهم لمحادثة جادة حقاً مثل العمل على جميع الجوانب المهمة للأمن العسكري في أوروبا».
وأوضح أن تشكيل الوفد الروسي سيتم مع مراعاة حل هذه المشكلة، مؤكداً استعداد روسيا لإجراء محادثات موضوعية وعملية مع الناتو حول القضايا الأمنية.
وأشار إلى أنه لم تتم بعد مناقشــة دقيقة لجدول أعمال جلســة مجلـس «روسيا-الناتو»، موضحاً أنه بسبب تصرفات الحلف لم تعد توجد بنية قادرة على التعامل مع هذا الأمر.
وأضاف غروشكو: «في الواقع بعد الخطوات غير الودية التي اتخذها الناتو تجاه الوجود الدبلوماسي الروسي في بروكسل لم يعد لدينا أي ممثل معتمد لدى الحلف ولا يوجد ممثلون لنا في مجلس روسيا- الناتو».
وفي السياق نقلت وكالة «أ ف ب» عن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، تأكيده عقب مشاورات مع نظرائه الألمانية أنالينا بيربوك والإيطالي لويدجي دي مايو والبولندي زبيغنيو رو الذي تتولى بلاده رئاسة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا منذ الأول من الشهر الحالي، وكذلك مع ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أهمية التنسيق الوثيق بين الأوروبيين قبيل المحادثات المرتقبة مع روسيا.
بدورها نقلت وكالة «سبوتنيك» عن بيان للخارجية الفرنسية، قوله أمس الأربعاء: إن «لودريان أعاد تأكيد أن أي عدوان عسكري آخر على أوكرانيا سيكون له عواقب وخيمة وسيأتي بتكلفة عالية في الرد».
من جانبه قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفن هيبيشتريت، أمس الأربعاء، إن حكومة بلاده تأمل في تخفيف التوتر وتهدئة الوضع حول أوكرانيا، مضيفاً إن بلاده تؤيد الحلول السياسية للنزاع في أوكرانيا.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن هيبيشتريت أن حكومة ألمانيا تأمل في أن تسهم المحادثات على مستوى المستشارين السياسيين الروس والألمان والفرنسيين اليوم في موسكو، في خفض التصعيد، مضيفا: «نحن سعداء لأن هذه المفاوضات ستجرى قريباً، ونأمل أن يهدأ الوضع حول أوكرانيا».
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أول من أمس، إن الأمم المتحدة تأمل في أن تؤدي المفاوضات المزمع إجراؤها الأسبوع المقبل بين روسيا وحلف شمال الأطلسي «الناتو» بشأن الضمانات الأمنية، إلى تخفيف حدة التوترات فيما يتعلق بالأزمة في أوكرانيا، مضيفاً: إن الأمم المتحدة تدعم وتشجع دائماً الحوار بين الدول الأعضاء على أعلى مستوى.
ومن المقرر أن تنطلق في العاشر من الشهر الجاري في جنيف المفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، حول المقترحات الروسية بشأن الضمانات الأمنية، كما سيتم في الثاني عشر من الشهر مناقشة المقترحات الروسية في اجتماع لمجلس روسيا – الناتو الذي سيعقد في بروكسل، وفي 13 سيتم بحثها على منصة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في فيينا.
وتشهد العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة توتراً بسبب زيادة الوجود العسكري بالقرب من الحدود الروسية بذريعة حماية أوكرانيا من تهديد روسي مزعوم وهو ما تعتبره موسكو خرقاً للوثيقة الأساسية للعلاقات بين الجانبين.