سورية

«حمّام النحاسين» في حلب القديمة يمسح بصمات الإرهاب ويستعيد ألقه

| وكالات

يقترب «حمام النحاسين» في حلب القديمة، من مسح بصمات الإرهاب التي أتت على بعض مكوناته، مع دنو عمليات التأهيل والترميم من الانتهاء، ليستعيد ألقه الأيوبي كتحفة أثرية حافظت على جماليتها على مر السنين، ولتعود إليه الأجواء الاجتماعية الحميمة التي طالما عاشها أهالي حارات المدينة القديمة وطقوس الأعراس ومناسبات الفرح تحت قباب الحمام القديمة.
أزقة صغيرة، يسلكها مرتادو «حمام النحاسين» للوصول إليه خلف الجامع الأموي الكبير، وتتقاطع معها شوارع أسواق المحمص والعطارين والحدادين لتتشابك مع الطرق المؤدية إلى كنيسة الشيباني وحي الفرافرة وتقف أمام باب خشبي يدعوك للنزول أدراجاً قليلة ليستقبلك بهو فسيح تحت قباب حجرية عتيقة تزينها ثريات نحاسية يشع نورها على المكان.
وأوضح صاحب الحمّام، إبراهيم قطان، أن تاريخ الحمام يعود إلى 950 عاماً، حيث بنته عائشة بنت صلاح الدين الأيوبي وفق الطراز العمراني القديم الذي يكسب المكان الدفء في الشتاء والبرودة في الصيف، وذلك حسب ما ذكرت وكالة «سانا».
وبيّن قطان، أن الحمام تاريخياً كان يتوزع على جزأين: الأول يقال له «حمام الست» وكان مخصصاً للسيدات، والثاني «حمام النحاسين» ومخصص للرجال، لافتاً إلى أن الحمام يتألف من أقسام البراني والوسطاني والجواني، حيث يتم استقبال الزائر في القسم البراني ويقوم باستبدال ثيابه ويدخل إلى القسم الوسطاني ومن يتحمل حرارة أكثر يدخل إلى القسم الجواني وفيه بيت النار والبخار الكثيف حيث يستفيد منه بعض الأشخاص بالاستلقاء للتخلص من آلام الظهر.
وبعد أن أشار قطان إلى الأضرار الكبيرة التي لحقت بأجزاء الحمام جراء الإرهاب، لفت إلى أنه ومع تحرر حلب وعودة الأمن والأمان إليها تم العمل على إعادة تأهيل وترميم الحمام وتجهيزه استعداداً لوضعه في الخدمة قريباً وفتح أبوابه أمام مرتاديه.
وذكر قطان أن الحمام يتسع لأكثر من 200 شخص، وكان يستضيف المناسبات الاجتماعية ومنها الأعراس، حيث كان يأتي العريس مع أصدقائه الشباب للبدء بالاستحمام وسط الأغاني والأهازيج الشعبية القديمة والفلكلورية وترافق ذلك مع تناول الأطعمة والحلويات.
بدوره، أشار مدير مدينة حلب القديمة التابعة لمجلس المدينة، أحمد الشهابي، إلى أن أعمال ترميم وتأهيل «حمام النحاسين» تأتي بالتزامن مع ترميم المحاور الرئيسة في المدينة القديمة والأسواق والخانات التجارية وتتم بالتعاون مع الفعاليات الاقتصادية والتشاركية مع المجتمع المحلي، حيث يتم منح تراخيص الترميم اللازمة بالتنسيق مع مديرية الآثار والمتاحف بحلب وبإشراف مهندسين مختصين لتنفيذ أعمال الترميم وفق المعايير الدولية المعتمدة للترميم، موضحاً أنه يتم تقديم التسهيلات اللازمة وتشجيع أصحاب الفعاليات التجارية والسياحية على العودة إلى منشآتهم وإعادة ترميمها، حيث تم سابقاً منح رخص ترميم لـ«حمامات القواس» في باب النصر والجديد في باب الحديد وباب الأحمر أمام القلعة وحالياً النحاسين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن