اليوم افتتاح كأس الأمم الإفريقية بنسختها الثالثة والثلاثين … العرب يواجهون منافسين أشداء في الدور الأول .. ليوث الأطلس وأسود الكاميرون مرشحان للقب

تتجه أنظار عشاق كرة القدم إلى ملعب بول بيا في العاصمة الكاميرونية ياوندي الذي يشهد قص شريط افتتاح عرس كرة القدم في القارة السمراء بنسخته 33 بمباراة تجمع صاحب الأرض الأسود غير المروضة مع أحصنة بوركينافاسو الجامحة ضمن المجموعة الأولى التي تشهد مباراة أخرى بين الفريقين الآخرين إثيوبيا وجزر الرأس الأخضر، وتقام البطولة بمشاركة 24 منتخباً للمرة الثانية قسمت إلى 6 مجموعات حيث يتأهل 16 منتخباً منها إلى الدور الثاني الذي يقام بطريقة خروج المغلوب حتى النهائي الذي يقام على أرض الملعب ذاته في السادس من الشهر القادم، وستكون 10 منتخبات سبق لها التتويج باللقب حاضرة في البطولة من أصل 14 بطلاً فتغيبت منتخبات الكونغو والكونغو الديمقراطية وزامبيا وجنوب إفريقيا.

ملاعب ومشاركون

تقام البطولة على 6 ملاعب في خمس مدن وأولاها ياوندي التي تضم ملعبي أولمبي الذي يتسع لستين ألف متفرج وملعب أحمدو إيهوجو ويتسع لـ42500 متفرج، وفي مدينة دوالا يقع ملعب جابوما وسعته 50 ألف متفرج، وفي مدينة غاروا هناك ملعب رومدي أجيا وسعته 30 ألف متفرج، وهناك ملعبان صغيران سعة كل منهما 20 ألف متفرج وهما ملعب ليمبي في المدينة التي تحمل الاسم ذاته وملعب كويكونغ في مدينة باسوم.

وقسمت المنتخبات الأربعة والعشرين إلى 6 مجموعات حسب الآتي:

– المجموعة الأولى: الكاميرون، بوركينافاسو، إثيوبيا، الرأس الأخضر.
– المجموعة الثانية: السنغال، زيمبابوي، غينيا، مالاوي.
– المجموعة الثالثة: المغرب، غانا، الغابون، جزر القمر.
– المجموعة الرابعة: مصر، نيجيريا، السودان، غينيا بيساو.
– المجموعة الخامسة: الجزائر، ساحل العاج، سيراليون، غينيا الاستوائية.
– المجموعة السادسة: تونس، مالي، موريتانيا، غامبيا.

وفي السطور التالية نلقي الضوء على أبرز المنتخبات المشاركة وحظوظها بالمنافسة على اللقب ونبدأ بالمجموعات الثلاث الأولى على أن نكمل غداً باقي المجموعات.

أسود جائعة

في المجموعة الأولى تبدو الأمور ستسير نظرياً لمصلحة صاحب الضيافة الكاميروني أحد أبرز فرق القارة وصاحب الإنجازات الكبيرة في البطولة فردياً وجماعياً فهو البطل في خمس مناسبات آخرها 2017 لكنه سقط من الدور الثاني للنسخة الفائتة ويقوده في البطولة المدرب البرتغالي توني كونسيساو وقد استدعى قائمة لم تضم سوى لاعب محلي وحيد (حارس مرمى احتياط) ولعل أبرز نجومه توكو إيكامبي لاعب ليون الفرنسي وحارس مرمى أياكس الهولندي أندريه أونانا وكاينتون ني (سبارتاك موسكو) وفينسنت أبو بكر (النصر السعودي) وتحوم شكوك كبيرة حول مهاجم البايرن تشوبو موتينغ بعد إصابته مؤخراً.

تاريخياً شارك منتخب الأسود غير المروضة في 19 نسخة سابقة وتوج باللقب 5 مرات وخاض 84 مباراة (41 فوزاً، 27 تعادلاً و16 هزيمة) والأهداف 123/75، وقد تأهل مؤخراً إلى الدور الحاسم في تصفيات مونديال 2022 على حساب ساحل العاج.

ويمكن القول إن منتخب بوركينافاسو ثالث نسخة 2017 سيكون أبرز المنافسين للكاميرون على الرغم من غيابه عن النسخة الفائتة ففريق الأحصنة الجامحة يدخل البطولة للمرة الثانية عشرة وسبق له أن خاض النهائي عام 2013 ويضم 20 لاعباً محترفاً خارج بلاده أبرزهم إدموند تابسوبا لاعب ليفركوزن الألماني، أما مدربه فهو المحلي كامو مالو.

ويشارك منتخب إثيوبيا للمرة الحادية عشرة بعد غياب منذ 2013 علماً أنه أحد المؤسسين ولم يغب عن النسخ السبع الأولى بل توج بطلاً للنسخة الثالثة لكن الكرة في بلاد الحبشة تراجعت كثيراً منذ منتصف السبعينيات ولم تعد بذلك الحضور الفعال ويعد المنتخب الإثيوبي أحد فريقين يضمان أقل عدد من المحترفين إلى جانب المنتخب السوداني (لاعبان)، أما جزر الرأس الأخضر فيشارك للمرة الثالثة بعد نسختي 2013 و2015 ويومها بلغ ربع النهائي في الأولى دون بصمة تذكر.

مهمة سهلة للتيرانغا

قد تكون المجموعة الثانية الأسهل لوصيف البطل السنغال الذي يواجه ثلاثة منتخبات لا تحمل تاريخاً كبيراً في البطولة هي مالاوي التي تشارك للمرة الثالثة وزيمبابوي التي لم تحقق أكثر من فوزين خلال 4 مشاركات سابقة وغينيا التي تشارك للمرة 13 وسبق أن احتلت وصافة 1976 ولم تبلغ نصف النهائي بعدها، طموحات لاعبي المدرب أليو سيسي أحد المدربين القلائل الذين حافظوا على مناصبهم للنسخة الثانية على التوالي لا تتوقف عند المركز الثاني الذي احتلوه في 2019 بعد خمسة انتصارات وهزيمتين أمام البطل الجزائري بالذات، ويعول المدرب الذي شارك في وصافة 2002 لاعباً و2019 مدرباً على نخبة لامعة من النجوم على رأسهم رباعي إنكلترا ساديو ماني وشيخو كوياتي ونامبلاي ميندي والحارس المبدع إدوار ميندي وقد تأكد غياب اسماعيلا سار، إضافة إلى بعض اللاعبين في الدوريات الكبيرة مثل القائد خايدو كوليبالي وفودي بالو توريه وكيتا بالدي في إيطاليا وبولايي ديا في إسبانيا ويستند أسود التيرانغا على نتائجهم في البطولة الأخيرة وما بعدها حيث بلغوا نهائيات البطولة من دون هزيمة ثم تأهلوا إلى الدور النهائي من تصفيات مونديال 2022 كذلك من دون هزيمة، يذكر أنها المشاركة السادسة عشرة للسنغال في النهائيات ولعبت سابقاً 60 مباراة (23 فوزاً ومثلها هزائم و14 تعادلاً).

ليوث ونجوم وفهود

تعتبر الثالثة أقوى المجموعات فمنتخب نجوم غانا السوداء حامل اللقب في 4 مناسبات وأكثر من خاض النهائي إلى جانب مصر ونيجيريا (9 مرات) ويقود أحلامها بالعودة المدرب الصربي ميلوفان رييافيتش ومازال الشقيقان أندريو وجوردان آيو يشكلان رأس الحربة للفريق ويحملان الكثير من الخبرة بعدما خاضا كامل نسخ العقد الماضي من البطولة والتي تميزت ببلوغ غانا مربع الكبار في 6 نسخ متتالية ويمثل الأخوان آيو رمزاً كما والدهما عبيد بيليه النجم السابق، ولا ننسى توماس بارتي لاعب آرسنال والموهبة القادمة محمد قدوس (أياكس الهولندي)، مشاركة غانا التي خرجت من دور الـ16 لبطولة 2019 تحمل الرقم 23 وقد خاضت 99 مباراة في البطولة (54 فوزاً و20 تعادلاً و24 هزيمة).

ومثلما غادر الغانيون النسخة الأخيرة من الدور الثاني فعل ليوث الأطلس المغاربة وبركلات الترجيح أيضاً أمام بنين، وهاهم يعودون بآمال أكبر وطموحات أعرض وبصورة أكثر إشراقاً للتعويض، فالفريق الذي يشرف عليه البوسني المخضرم فاهيد خليلوزيتش مدرباً كشف عن صورة منافس عتيد خلال تصفيات المونديال عندما تأهل إلى الدور الحاسم بالعلامة الكاملة، ولا يمكن فهم إبعاد لاعب مثل حكيم زياش أو موهبة برشلونة القادمة عبد الصمد الزلزولي إلا من باب ثقة المدرب بما يملكه من لاعبين أمثال: أشرف حكيمي ويوسف النصيري وسفيان بقال وزكريا أبو خلال وسفيان مرابط وآدم ماسينا ورومان سايس وياسين بونو وسواهم، وتحمل المشاركة المغربية الرقم 18 وسبق للأسود التتويج 1976 واحتلوا المركز الثالث 1980 والرابع مرتين 1986 و1988 وقد خسروا نهائي 2004، والحصيلة الرقمية (65 مباراة، 24 فوزاً، 23 تعادلاً، 18 هزيمة).

وإذا كان جزر القمر المنتخب العربي الآخر في المجموعة يشارك للمرة الأولى فإن المنتخب الغابوني الملقب بالفهود يدخل البطولة وللمرة الثامنة ولم يسبق له تجاوز ربع النهائي في المشاركات السبع التي بدأت 1994 ويقوده الفرنسي باتريك نوفو ويقوده المهاجم الأشهر أوباميانغ إلى جانب عدد من اللاعبين المبرزين مثل إينيم إيللا (برايتون) وماريو لامينا (نيس) ودينيس بوانغا (سانت إيتيان).