سورية

الجولاني يواصل سعيه للظهور كشخصية «معتدلة» بعيدة عن الإرهاب

| وكالات

في إطار مساعيه لتكريس نفسه كشخصية «معتدلة»، بعيدة عن الإرهاب ظهر متزعم «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، أبو محمد الجولاني، من جديد بلباس مدني خلال افتتاح أحد الطرق في مناطق سيطرة التنظيم.
وظهر الجولاني يوم الجمعة الماضي مجدداً، وفق مواقع إلكترونية داعمة للتنظيمات الإرهابية، بشكل علني وباللباس المدني، خلال افتتاح طريق طريق حلب– باب الهوى يوم الجمعة الماضي.
وافتتح الجولاني الطريق بعد إعادة تعبيده وتوسيعه وإنارته وإلى جانبه رئيس ما تسمى «حكومة الإنقاذ» التابعة لـ«الهيئة»، علي كده.
ونقلت المواقع عن ما سمته «الناشط» محمد إسلام: أن هذا الظهور المدني المتكرر للجولاني، خصوصاً في أنشطة غير عسكرية، هدفه تكريس نفسه كزعيم سياسي يمكن أن يكون له دور في مستقبل سورية، إضافة إلى أنه يندرج في إطار محاولاته و«هيئة تحرير الشام»، الخروج من تصنيف الإرهاب الذي أطلق على «الهيئة» من جانب مجلس الأمن والولايات المتحدة والعديد من دول العالم، بما فيها تركيا.
وأضاف إسلام: إن «الظهور المتكرر للجولاني بشكل علني، وتجوله حتى في الأسواق، من دون أن يتم رصده أو استهدافه من جانب الطائرات المسيّرة الأميركية التي كثيراً ما تستهدف شخصيات منسوبة لتنظيم «القاعدة» في مناطق سيطرة الجولاني، يلقي بظلال من الشك حول حقيقة الموقف الأميركي من الجولاني، ومدى استعداد واشنطن للتعامل معه في المرحلة المقبلة».
ورأى إسلام، أن هذه المحاولات المتكررة من جانب الجولاني لتأهيل نفسه دولياً وشعبياً، تصطدم بممارسات «الهيئة» على الأرض، وانتهاكاتها المستمرة بحق المدنيين والناشطين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ومطلع العام الماضي، شهدت إدلب مظاهرات طالبت بإسقاط «الهيئة» وزعيمها الجولاني.
وتفاخر الجولاني بما سماه «الإنجاز العظيم» الذي تحقق بهمة «المؤسسات والعاملين» في المناطق التي تسيطر عليها «الهيئة»، وأشار إلى أنه لولا حماية مسلحيه لما تم بناء لبنة واحدة، معتبرا أنه على الجميع دعم أولئك المسلحين.
وذكر الجولاني أن ما سماها «الثورة السورية» تعرضت في بدايتها للانفصام عن عجلة التطور، وبفضل «الكوادر» في المناطق التي سيطر عليها تنظيمه، والحفاظ عليهم تم استدراك ذلك وعادت عجلة التطور للدوران.
ولاقت الفعالية غضباً واسعاً من الأهالي في منطقة إدلب، حيث تم الأكيد أن هذا الطريق تمت إعادة تأهيله على حساب التجار وأصحاب المحلات الواقعة على حافة الطريق من خلال إجبارهم على دفع تكلفة الطريق الجديد بمبلغ مالي على حجم المساحة العرضية التي يشغلها صاحب المحل من جانب الطريق.
وادعى الجولاني حرصه على المدنيين في المناطق التي يحتلها، من خلال دعوته للقضاء على الجهل والفقر، وبأن هذا المشاريع ستوفر يداً عاملة وستوفر للعمال نيل قوتهم بعرق جبينهم.
وذكر أهالي من المناطق التي تسيطر عليها «الهيئة» في الثالث من الشهر الحالي أنها فرضت على تجار الحطب في المناطق التي تسيطر عليها دفع نسبة من الأرباح لها، عبر إجبار التجار الصغار على بيع حطبهم لآخرين منحتهم أذونات عمل في التحطيب، في حين تواصل «حكومة الإنقاذ» فرض الإتاوات والضرائب على التجار والمزارعين في إدلب، إضافة إلى التحكم بأسعار كل السلع أبرزها الخبز والمحروقات من خلال هيمنتها المُطلقة على كل الموارد الاقتصادية والمعابر في المنطقة، بالتزامن مع ارتفاع نسبة البطالة في المنطقة منذ سيطرة التنظيمات الإرهابية عليها.
واعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، في الثالث من الشهر الحالي أن «تحرير الشام»، تسعى إلى إظهار أنها أصبحت «حركة إسلامية معتدلة»، وذلك بغرض الحصول على الدعم من السكان المحليين واعتراف أميركا وبقية دول العالم بها كمنظمة سياسية لا علاقة لها بالتطرف والقمع، لكنها فشلت في تخفيف مصاعب الحياة اليومية في رقعة كبيرة من الأرض تضم مخيمات مترامية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن