قمة عبر الفيديو لدول منظمة معاهدة الأمن الجماعي بحضور بوتين اليوم … أكثر من 160 قتيلاً خلال أعمال الشغب في كازاخستان و«حفظ السلام» الروسية تبدأ حماية المنشآت الحيوية
| وكالات
قال الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف أمس الأحد: إنه من المقرر عقد قمة عبر الفيديو لدول منظمة معاهدة الأمن الجماعي اليوم الإثنين بمشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة الوضع في كازاخستان، في حين أعلنت وزارة الصحة الكازاخستانية أمس أن أعمال الشغب التي شهدتها البلاد خلال الأيام الأخيرة أسفرت عن مصرع 164 شخصاً، بينما لا تزال هنالك بعض الجماعات المسلحة التي تقاوم بشراسة وتشتبك مع قوات الأمن المنتشرة بأرجاء مدينة ألما آتا لمكافحة الإرهاب.
وحسب «روسيا اليوم» أضاف بيسكوف في تصريحات صحفية أمس: إن قمة لزعماء دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي ستجري في العاشر من الشهر الجاري منوهاً بأن القمة ستكون بحضور بوتين.
بدورها أعلنت حكومة أرمينيا أن الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي تخطط لعقد قمة بالفيديو اليوم ويخطط القادة مناقشة الوضع في كازاخستان.
وكان رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكايف قد وجه طلباً رسمياً إلى منظمة معاهدة الأمن الجماعي لإرسال قوات حفظ سلام إلى البلاد، جراء أحداث العنف غير المسبوقة التي شهدتها أرجاء البلاد وانتشار المسلحين والمجموعات الإرهابية فيها.
على خط مواز قالت وزارة الدفاع الروسية: إن المظليين الروس من قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي بدؤوا حماية المنشآت الحيوية في كازاخستان.
وحسب وكالة «نوفوستي» أفادت الوزارة في بيان بأن الوحدات الروسية التابعة لقوات حفظ السلام، التي تم نقلها جواً على متن طائرات النقل العسكري من المطارات الروسية، باشرت تنفيذ مهامها بعد أن تم اطلاعها على الوضع في كازاخستان، وأوضحت أن المظليين الروس تم تكليفهم حماية المرافق الحيوية والبنية التحتية والمؤسسات الاجتماعية بكازاخستان.
وقامت طائرات النقل العسكرية الروسية بتنفيذ أكثر من 70 رحلة حتى إعداد هذا الخبر، استخدمت فيها طائرات من طراز «Il-76» و«An-124» لنقل وحدات من قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى كازاخستان.
ووفقاً لقرار مجلس الأمن الجماعي لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، الذي تم تبنيه في السادس من الشهر الجاري، تم إرسال قوات حفظ السلام الجماعية التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى جمهورية كازاخستان لفترة محدودة، للمساعدة في استقرار الوضع وعودة الحياة الهدوء. وشملت قوات المنظمة وحدات من القوات المسلحة التابعة لروسيا، وبيلاروس، وأرمينيا، وطاجيكستان، وقيرغيزستان.
وتتمثل المهام الرئيسة لقوات حفظ السلام الجماعية التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في حماية المنشآت الحكومية والعسكرية المهمة في كازاخستان.
في غضون ذلك أعلنت وزارة الصحة الكازاخستانية، أمس، أن أعمال الشغب التي شهدتها البلاد خلال الأيام الأخيرة أسفرت عن مصرع 164 شخصاً.
ووفقا للبيانات التي نقلتها وسائل إعلام كازاخستانية عن وزارة الصحة، تم تسجيل معظم الضحايا في ألما آتا، حيث توفى 103 أشخاص، وفي منطقة كيزيلوردا سقط 21 قتيلاً، وسقط 10 قتلى في جامبيل، و8 في المناطق المجاورة لمدينة ألما آتا.
ومن جانبه قال مسؤولون في مدينة ألما آتا: إن المدينة تشهد استقراراً لكن لا تزال هنالك بعض الجماعات المسلحة التي تقاوم بشراسة وتشتبك مع قوات الأمن المنتشرة بأرجاء المدينة لمكافحة الإرهاب. وأطلقت السلطات تحذيرات للسكان في المدينة بضرورة أخذ الحيطة أثناء سير العملية الأمنية.
من جانبها قالت مصادر محلية مسؤولة: إن طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات لقيت حتفها نتيجة الاشتباكات الدائرة في المدينة أول من أمس، إذ تعرضت سيارة تقل أربعة أطفال إلى إطلاق نار من مجهولين، ما أدى إلى إصابة الفتاة وموتها في الحال.
وتشهد ألما آتا، أكبر مدن كازاخستان، نقصاً في الإمدادات الغذائية، في حين تعمل السلطات على حل هذه المشكلة وتأمين الغذاء والدواء والمستلزمات الأساسية للمواطنين.
في سياق متصل وفي ضوء العملية الأمنية لتطهير البلاد من الإرهابيين، قالت وزارة الداخلية الكازاخية في بيان، أمس: إن عدد المعتقلين المشاركين في أعمال الشغب في كازاخستان ارتفع إلى نحو 6000 شخص.
وجاء في البيان أنه تم اعتقال 5969 شخصاً في جميع أنحاء كازاخستان، ومن بين المعتقلين أجانب ورعايا من دول مجاورة، إضافة إلى اعتقال نحو 300 شخص خلال محاولات العبور غير الشرعي للحدود، وتمت مصادرة أسلحة نارية وممتلكات مسروقة، بما في ذلك هواتف محمولة ومبالغ كبيرة بالعملة المحلية والأجنبية. أما في ألما آتا فقد تم اعتقال أكثر من 800 شخص خلال مساء أول من أمس الأحد.
من جانب آخر، لفتت وزارة الداخلية إلى أنه خلال أعمال الشغب في كازاخستان، قتل 16 وأصيب أكثر من 1.3 ألف من ضباط الشرطة والحرس الوطني والعسكريين.
من جهته، قال الرئيس الكازاخستاني يوم الجمعة: إن الإرهابيين، بمن فيهم أولئك الذين وصلوا من الخارج، يواصلون المقاومة، متوعداً بتصفية أولئك الذين لم يلقوا أسلحتهم، لافتاً إلى أن شخصيات أجنبية كانت من المحرضين على أعمال الشغب، موضحاً أن السلطات لبت جميع مطالب المواطنين التي عبروا عنها بأشكال سلمية.
وشهدت كازاخستان منذ مطلع الشهر الحالي مظاهرات حاشدة رافقتها أعمال عنف واسعة، وانطلقت في البداية من مدينتي جاناوزين وأكتاو باحتجاجات على ارتفاع أسعار الغاز المسال إلى ضعفين.
وانتشرت المظاهرات بعد ذلك في مناطق أخرى من البلاد، بما في ذلك ألما آتا، أكبر مدينة في كازاخستان، وقام المسلحون بعدة محاولات لاقتحام المباني الإدارية ودوائر الشرطة، واندلعت اشتباكات مسلحة دامية واسعة بين قوات الأمن والمسلحين أدت إلى مقتل عشرات الأشخاص وإصابة الآلاف، بما في ذلك في صفوف المحتجين وقوات الأمن.
وعقب الاحتجاجات، أعلن رئيس كازاخستان، إقالة الحكومة وترؤس مجلس الأمن وفرض حالة الطوارئ على مستوى عموم البلاد.