أسست مع أشقائها فرقة «فور إم» قبل أن تتجه للتمثيل … مها أبو عوف.. عاشت مع الأشباح وأنجبت بمعجزة وأخفت تفاصيل مرضها
| وائل العدس
يوم الخميس الماضي، فجعت الأوساط الفنية في مصر برحيل الفنانة مها أبو عوف عن عمر يناهز 65 عاماً، بعد صراع مع المرض لم يشعر به أحد سواها، إذ قررت أن تخفي آلامها عن الجميع.
لم تفصح عن تفاصيل مرضها، واستمرت في تقديم أعمال فنية في الدراما والسينما، ولم تقحم نفسها في خلافات فنية طوال سنوات عملها في الوسط الفني، وهو ما جعل رحيلها الهادئ صدمة كبيرة لجمهورها ولأصدقائها من الفنانين.
تميزت بجمالها وطباعها الهادئة، وابتسامتها التي تخترق القلوب من دون استئذان، وفازت بحب زملائها من الوسط الفني.
نشأتها وبداياتها
ولدت أبو عوف في 28 تشرين الثاني عام 1956 في القاهرة، وهي شقيقة الممثل عزت أبو عوف وواحدة من أبناء الملحن أحمد شفيق أبو عوف.
نشأت وسط أسرة مغرمة بالغناء والتمثيل، فوالدها أحمد أبو عوف عمل ملحناً فترة طويلة، وأشقاؤها عزت ومنى ومنال وميرفت أطلقوا فرقة «فور إم» التي حققت نجاحاً لافتاً في فترة الثمانينيات وهي انضمت إلى الفرقة بعد تخرجها من الجامعة الأميركية وقبل أن تبدأ مسيرتها التمثيلية.
غابت عن الفرقة بعد وفاة زوجها، الفرقة التي أسستها مع إخوتها عام 1979، اختارت فيها الغناء بحثاً عن بهجة غائبة، لتعود إلى الفرقة التي برعت في تقديم أغنيات شرقية بلمسات غربية، مزيج غريب ليس فقط في الكلمات العربية مع الآلات الغربية، بل في الإيقاع والأفكار أيضاً.
وكان لافتاً قرار استمرارها في التمثيل بعد زواج شقيقاتها الثلاث وحلّ الفرقة.
شجعها المخرج يوسف فرانسيس على العمل في السينما، وأشركها في مسلسل «هبوط اضطراري» رغم خوفها الشديد لمدة أيام، قالت: «كان صديق العائلة، وقلت له: «أبويا هيدبحني». فشاركت في دور صغير.
قدمت ما يقارب 130 عملاً بين السينما والدراما، من أهم أفلامها «لا تظلموا النساء، أنا لا أكذب ولكنني أتجمل، ممنوع للطلبة، مطلوب حياً أو ميتاً، الطماعين، المجنونة، الخط الساخن، الصعاليك، في الصيف الحب جنون، أحلى الأوقات، زي النهاردة، أمير البحار، ليلة هنا وسرور، كازانوفا، سبع البرمبة».
من مسلسلاتها: «المجهول، شباب رايق جداً، مرات جوزي، فارس بلا جواد، ملح الأرض، حضرة المتهم أبي، أولاد الشوارع، راجل وست ستات، أولاد الليل، ونيس وأيامه، حكايات بنات، الخواجة عبد القادر، زي القمر، الدايرة»، وآخرها مسلسل «الحرير المخملي» الذي عرض خلال الأشهر القليلة الماضية.
زواجها
كانت مها أبو عوف الزوجة الرابعة والأخيرة للفنان عمر خورشيد فقد تزوج من الممثلة ميرفت أمين وكذلك من هويدا ابنة الفنانة صباح.
تزوجا في بداية عام 1981 ولم يستمر زواجهما إلا مدة قصيرة بعد تعرض عمر لحادث سيارة مروع أدى إلى وفاته وكانت مها حاملاً بشهرها الرابع لكنها أجهضت الجنين.
وكشفت في تصريحات تلفزيونية عن قصة حبها التي عاشتها مع زوجها قائلة إن شقيقها عزت أبو عوف رفض زواجها من عمر بسبب فارق السن بينهما، وأضافت: «كان قمر من جميع النواحي، راجل ودمه خفيف وبيحب الحياة جداً».
بعد رحيل خورشيد تزوجت للمرة الثانية وأنجبت ابنها شريف ثم انفصلت عن زوجها وتزوجت للمرة الثالثة.
معجزة الحمل
روت أبو عوف كيف سافرت إلى الولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا وسويسرا من أجل الإنجاب، حيث التقت عدداً كبيراً من الأطباء الذين أخبروها حينها بأن الأمر مستحيل.
ولما كانت في زيارتها الأخيرة للولايات المتحدة طالبها الأطباء بإزالة الرحم، كي لا تتعرض لمرض الحمل الكاذب وهو أمر بالغ الخطورة، لكنها رفضت وعادت لمصر.
حينها راودتها فكرة التبني، وبالفعل كان هناك عدد من لاجئي البوسنة والهرسك الذين قدموا إلى مصر وقت الحرب، ففكرت أن تذهب إلى معسكرهم وتختار.
إلا أنها في هذا التوقيت انفصلت عن زوجها، وذهبت إلى إحدى الحفلات بصحبة شقيقها عزت أبو عوف، وهناك شعرت بألم شديد في بطنها، فاعتقدت أن آلام الأكياس على المبايض عادت إليها، خصوصاً أنها أزالت 11 كيساً على مدى سنوات سابقة، فطلب منها شقيقها أن تتوجه لطبيبها في اليوم التالي، لكنها تجاهلت الأمر حتى ازداد الألم.
لكنها لاحقاً اصطحبت أبناء شقيقتها الكبرى إلى المستشفى، وأجرت هناك الكشف لتجد الطبيب يقول «إيه ده إيه ده.. لا مش ممكن»، وهرول لينادي طبيب أمراض النساء الخاص بها، ثم زف لها الخبر قائلاً «مبروك أنت حامل».
وعبرت أبو عوف عن سعادتها العارمة في وقتها، قائلة إنها لم تستوعب الأمر نهائياً وأصيبت بحالة انهيار، ما دفعها للذهاب مسرعة من المستشفى إلى منزل شقيقتها لتخبرها.
وحينما استوعبت شقيقتها الأمر سألتها عن أبنائها الذين ذهبوا معها إلى المستشفى، لتفاجأ أنها تركتهم وحدهم هناك من هول المفاجأة.
وبعدها اتصلت بشقيقها عزت الذي لم يستوعب الأمر وقام بتكذيبه، وطلب من طبيبها أن يأتي للمنزل.
فحضر الطبيب وأخبرهم أن مها من الناحية الطبية من المستحيل أن تنجب، ولكن ما حدث علَّمه ألا يخبر امرأة بعد ذلك أنها لن تنجب، وبكى متأثراً بسبب هذه الواقعة.
الراحلة ظلت تشعر بالرعب على ابنها الوحيد، وكانت ترفض دوماً طلباته بالخروج والسفر، حتى قدم إليها شقيقها عزت وأخبرها أن ما تقوم به أمر خاطئ، وعليها أن تترك له الحرية.
بجوار الأشباح
لم تخل حياتها مع أسرتها من طرافة وغرابة في الوقت نفسه، فقد سكنت العائلة المكونة من 7 أفراد في فيلا شهدت جريمة قتل، وحوت بين جدرانها روح القتيل سلفاتور شيكوريل التي ظلّت تهيم بين غرف البيت الكبير تتلاعب مع سكانه الجدد.
كانت الأسرة تشهد ظواهر ومشاهد غير طبيعية لكن فُرض عليهم العيش في المنزل انصياعاً لأمر الوالد، وربما كانت هذه التجربة سبباً في تشكل خفة ظلهم التي واجهوا بها الحياة فيما بعد.