رياضة

اليوم الثاني لكأس أمم إفريقية بنسختها الثالثة والثلاثين … ليوث الأطلس في افتتاح ناري أمام النجوم السوداء

| المغرب - عبد العالي صدوقي

تحمل الجولة الافتتاحية للنسخة الـ33 من كأس الأمم الإفريقية 2021 بالكاميرون مواجهات طاحنة ولعل من أبرزها مواجهة المنتخب المغربي أسود الأطلس لنظيره الغاني النجوم السوداء في مستهل مباريات المجموعة الثالثة التي تضم كلاً من المغرب، غانا، جزر القمر ومنتخب الغابون على أرضية ملعب أحمدو أحيدجو بياوندي وسيقودها الحكم البوتسواني «جوشو بوندو»، ستشد وبلا شك الأنظار إليها باعتبارها طبقاً كروياً دسماً في هذا العرس الإفريقي، حيث ستجمع الفريقين المرشحين للمرور للدور الثاني من المجموعة الثالثة وهي بذلك أشبه بنهائي خاص بهذه المجموعة، فالمنتصر في المباراة سيتصدر وبلا شك منتخبات المجموعة كما أنها تعتبر مباراة تجمع بين أحد أعرق المنتخبات الإفريقية التي لها باع وتاريخ كبير في المنافسة، فمنتخب النجوم السوداء غانا الذي يدخل غمار المنافسة الإفريقية للمرة 23 في تاريخه يعتبر من بين أكثر المنتخبات تتويجاً باللقب الإفريقي وذلك في أربع مناسبات سابقة (1963، 1965، 1978 و1982) بالإضافة لاحتلاله مرتبة الوصافة في خمس مناسبات أخرى كان آخرها وراء المنتخب العربي المصري بدورة أنغولا سنة 2010.

ومن جانبه يدخل المنتخب العربي المغربي غمار المنافسة للمرة الـ18 في تاريخه وهو الذي توج بلقب البطولة لمرة وحيدة في تاريخه كان ذلك في دورة إثيوبيا 1976، فيما حصل على مرتبة الوصافة أيضاً مرة واحدة كان ذلك سنة 2004 بتونس.

منتخب أسود الأطلس ورغم التاريخ الكبير والزاخر بالأسماء واللاعبين إلا أنه يعاني كثيراً في مسابقة كأس الأمم الإفريقية، حيث إنه لم يوجد في المربع الذهبي إلا في خمس مناسبات فقط مقابل 14 مرة للمنتخب الغاني وهذا ما يؤكد قيمة المنتخب الغاني وخبرته الواسعة في المسابقة.

غياب التتويج

لعل القاسم المشترك بين المنتخبين هو غيابهما عن التتويج بالتاج الإفريقي زهاء 40 سنة، فإن كان المنتخب المغربي لم يحظ باللقب منذ 46 سنة (1976) فإن وضع المنتخب الغاني لا يختلف كثيراً إذ إنه لم يتوج باللقب منذ 40 سنة (1982) رغم أن غانا نظمت دورتين بعد هذا التاريخ وذلك سنة 2000 باشتراك مع نيجيريا وسنة 2008 حين خرج من دور النصف النهائي.

ولم يغب المنتخب الغاني عن المحفل الإفريقي في أي نسخة من النسخ الثماني الماضية، حيث كانت آخر دورة عرفت غياب النجوم السوداء هي نسخة تونس 2004، وقد استطاع الفريق الغاني ضمان بطاقة مشاركته بالكاميرون بعد أن تصدر مجموعته في التصفيات متقدماً على منتخب السودان وجنوب إفريقية ومنتخب ساوتومي وبرانسيب، في المقابل تأهل أسود الأطلس لنهائيات أمم إفريقية بالكاميرون بعد تصدرهم لمجموعة موريتانيا بروندي ومنتخب جمهورية إفريقية الوسطى.

24 محترفاً ولكن؟

يدخل المنتخب العربي المغربي غمار المنافسة بتركيبة بشرية تتكون من 24 لاعباً محترفاً في أوروبا ولاعبين محليين بالإضافة للاعبين بدر بانون قائد المنتخب المغربي الرديف الذي خاض غمار نهائيات كأس العرب الأخيرة بقطر والمحترف بنادي الأهلي المصري، وسفيان رحيمي لاعب العين الإماراتي، ولعل أبرز ما يشغل الجماهير المغربية هو غياب عنصر الخبرة في قائمة أسود الأطلس، إذ إن أغلب اللاعبين لم يسبق لهم المشاركة سابقاً في كأس أمم إفريقية باستثناء 9 لاعبين فقط سبق لهم الوجود في النسخة الماضية بمصر 2019، وهذا ما يقلق المتتبعين المغاربة خصوصاً مع وجود غيابات وازنة أبرزها نجم نادي تشلسي الإنكليزي حكيم زياش وظهير أياكس أمستردام الهولندي نصير المزراوي، بالإضافة لعناصر الخبرة كيونس بلهندة وأمين حارث وعادل تاعرابت يوسف العربي ونور الدين إمرابط، والمثير للجدل أن كل هذه الغيابات ليس لوجود عناصر أفضل منها في المنتخب المغربي وإنما بسبب مشاكل شخصية بين الناخب البوسني وحيد خليلوزيش وبين هؤلاء اللاعبين، ما أثار العديد من الانتقادات لمدرب منتخب المغرب وأسال الكثير من الحبر في الصحافة المغربية وخصوصاً أن هذا الاستبعاد شمل مباريات تصفيات كأس العالم.

ويضاف لكل هذه الغيابات التي تؤرق الجمهور المغربي مشكل فيروس كورونا الذي فتك بلاعبين مؤثرين في تشكيلة المغرب بعد أن أعلن الناخب وحيد خليلوزيتش عن وجود حالات مؤكدة من فيروس كورونا في صفوف لاعبيه دون ذكر أسماء هؤلاء، ولو أن المصادر تقول إن الأمر يتعلق بمهاجم هاتا سبور التركي أيوب الكعبي ولاعب اشبيلية الاسباني منيد حدادي إضافة للاعب وسط ميدان فرانكفورت الألماني أيمن برقوق وحديث عن إصابة ريان مايي مع تأكيد غياب يوسف نصيري بسبب الإصابة، وكل هذه إكراهات تضاف لأخرى يواجهها أسود الأطلس اليوم.

ميلوفان راجيفيتش

من جهته يدخل منتخب غانا بقيادة المدرب الصربي ميلوفان راجيفيتش بقوام مكون من 19 لاعباً يمارس بالدوريات الأوروبية في مقدمتهم نجم أياكس أمستردام محمد قدوس ولاعب وسط ميدان آرسنال الإنكليزي توماس بارتي ولاعب ليستر سيتي دانييل أمارتي دون إغفال حضور الأخوين أندريه وجوردان آيو، وهذا ما يفسر عزم منتخب غانا على الذهاب بعيداً في المنافسة على الرغم من التراجع الذي يعيشه المستوى التقني للنجوم السوداء في الفترة الأخيرة إلا أنه يمتلك تقاليد عريقة في المنافسات الإفريقية.

وجهاً لوجه

وبالعودة لسجل المواجهات المباشرة بين المنتخبين، فقد تقابلا في 13 مباراة سابقة حقق فيها المنتخب المغربي الانتصار في 6 مناسبات مقابل 3 انتصارات لمنتخب النجوم السوداء وانتهت 4 مقابلات أخرى بالتعادل، وجدير بالذكر أن المنتخب المغربي كان أول منتخب يهزم منتخب غانا في تاريخ مبارياته على أرضه وذلك في تصفيات الألعاب الأولمبية مكسيكو 1968 وتعد خسارة تاريخية لمنتخب غانا الذي عوض المغرب فيما بعد في النهائيات الأولمبية بعد انسحاب أسود الأطلس من النهائيات بعد أن وضعتهم القرعة في مجموعة الكيان الصهيوني.

أما على مستوى كأس إفريقية فقد تقابل المنتخبان لأول مرة للتنافس في هذه البطولة خلال تصفيات 1976 حينها استطاع المنتخب المغربي التأهل بالترجيح وتوج فيما بعد باللقب الإفريقي، وفي النهائيات تقابل المنتخبان لأول مرة في دورة نيجيريا 1980 حينما حقق المنتخب المغربي انتصاراً مهماً بهدف «عزيز ديادي» مكن منتخب أسود الأطلس من مرافقة الجزائر للدور النصف النهائي والإطاحة بحامل اللقب منتخب غانا.

وفي دورة 2002 بمالي تواجه المنتخبان في المباراة الافتتاحية لمجموعتهما في النهائيات انتهت حينها بنتيجة التعادل السلبي 0-0، أما المواجهة الثالثة والأخيرة بين المنتخبين في نهائيات أمم إفريقية كانت خلال الجولة الثالثة من المجموعة الأولى لدورة غانا 2008 وانتهت حينها بتفوق زملاء «مايكل ايسيان» بنتيجة 2-0، يذكر أن المنتخبين تقابلا ودياً في الصيف الماضي ففاز المغربي بهدف.

خصوصية

ورغم أن تاريخ المواجهات بين المنتخب المغربي ونظيره الغاني يصب لمصلحة منتخب أسود الأطلس بحكم التفوق التاريخي للمنتخب المغربي الذي سبق له أن أقصى المنتخب الغاني في العديد من المسابقات وشكل عقدة للنجوم السوداء في الماضي، حيث أزاحه من تصفيات كأس العالم 1962 وتصفيات الألعاب الأولمبية 1968 وتصفيات كأس إفريقية 1976 ونهائيات كأس إفريقية 1980 ثم تصفيات كأس العالم 1998، إلا أن مباراة الإثنين سيكون لها حسابات أخرى وستفتح صفحة جديدة من المنافسة بين المنتخبين بالنظر للتنافسية الشديدة التي تشهدها مباريات الفريقين وأيضاً بالنظر لخصوصية هذه المباراة التي ستكون حاسمة في تصدر المجموعة الثالثة وضمان المرور لدور الـ16.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن