شؤون محلية

أسقف المعمل «تدلف» … الشوفي لـ«الوطن»: معمل السجاد اقترب من لحظة التوقف عن العمل

| السويداء – عبير صيموعة

بدأت إنتاجية معمل سجاد السويداء تتراجع تباعا بسبب الواقع الخدمي المزري الذي طال جميع البنى التحتية في المعمل والذي تزامن مع نقص كافة حوامل الطاقة من محروقات وكهرباء لزوم استمرارية العمل إضافة إلى عدم توافر مادة الغاز لورش الصيانة، فضلاً عن الضرر الذي لحق باسطح صالات الإنتاج التي بدأت بتسريب المياه إليها بسبب الهطولات المطرية والتي ألحقت ضررا بالآلات ضمنها والعمال على حد سواء.

وأكد العاملون على خطوط الإنتاج لـ«الوطن» تردي الواقع الفني والخدمي في المعمل خاصة مع توتر التيار الكهربائي فضلا عن ساعات التقنين الطويلة التي أدت بالضرورة إلى تشغيل المولدات التي افتقدت بدورها إلى الكميات المطلوبة من مادة المازوت للتشغيل حسب الساعات المطلوبة والذي حال دون تشغيل الشادورات والغلايات والتي بدورها انعكست على رطوبة الخيط وجودته

كما أشار العمال إلى صعوبة التعامل مع الأنوال القديمة والتي تجاوز عمرها الخدمي ال47 عاما وأنه لم تعد عمليات صيانتها مجدية خاصة مع عدم توافر قطع التبديل جراء الحصار الاقتصادي وسوء نوعية المنتج منها في الأسواق المحلية سواء من الإبر أو الحدافات أو غيرها من القطع.

وأكدوا ضرورة تغيير الأنوال بالكامل وعدم الاعتماد على عملية تحديثها وتجديدها لأنها لم تعد تصلح للإنتاج.

ولفتوا إلى أن نقص اليد العاملة الخبيرة وكبر سن معظم العاملين الموجودين على خطوط الإنتاج الذين يعانون من أمراض كثيرة فرضتها طبيعة العمل ما كان له المنعكس السلبي على طبيعة وكمية الإنتاج فضلاً عن انعكاسها على نفسية جميع العاملين خاصة مع رفض الإدارة لطلبات إنهاء الخدمة والاستقالات التي تقدم بها العاملين لمن تجاوزت سنوات خدمتهم الـ37 عاماً.

وطالبوا بقبول استقالات من تجاوزت سنوات خدمتهم الوظيفية الـ30 عاماً ومحاولة استبدالها بدماء جديدة وبأعمار صغيرة لضمان استمرار العمل مع ضرورة تأمين أبسط مقومات العمل وأهمها الكهرباء والمحروقات.

وأشاروا إلى أن صالات الإنتاج تفتقد إلى التدفئة هذا فضلاً عن حاجتها إلى إعادة ترميم وتأهيل وعزل الأسطح.

بدوره مدير معمل سجاد السويداء حمد الشوفي أكد لـ«الوطن» أن جميع مطالب عمال المعمل محقة بسبب معاناتهم من قدم الآلات وصعوبة صيانتها بسبب عمرها الخدمي وما يكابده العمال في طريقة التعامل معها وتشغيلها حيث بات معظمها بحاجة إلى تبديل وتنسيق كما أن عمليات صيانتها غير مجدية.

وبين الشوفي أن المعمل اقترب من لحظة التوقف نظراً للوضع الفني المتراجع للأنوال وتدني الإنتاج بشكل ملحوظ مشيرا أنه للنهوض بواقع المعمل لابد من استقدام النول الحديث ومتمماته والذي يشكل شطراً أساسياً لاستمرار العمل.
أشار إلى معاناة العمال مع واقع الصالات الإنتاجية بسبب تسرب مياه الأمطار إلى داخلها مع افتقادها إلى التدفئة خاصة أن جميع الأنوال من الحديد الأمر الذي انعكس سلبا على العمال وعلى عملية الإنتاج وعلى مواصفات الخيوط الصوفية بسبب الرطوبة العالية كما لفت الشوفي إلى نقص مادة الغاز لزوم ورشات الصيانة وتعذر رفد المعمل بالمادة من قبل المحافظة بالكميات المطلوبة رغم الطلبات المتكررة لافتا أن عمليات عزل الأسطح تضمنت 1500 متر فقط من مساحة الأسطح كاملة والتي تبلغ 10 آلاف متر.

وأكد مدير المعمل أنه لضمان استمرارية عجلة الإنتاج لابد من اتخاذ خطوة جريئة من قبل وزارة الصناعة بإعادة هيكلة المعمل ورفده بالآلات والأنوال الجديدة وإن كان ذلك عن طريق التشاركية أو الخصخصة خاصة وأن المعمل في حال تم تحديثه وتطويره قادر على تغطية السوق المحلية والخارجية بمادة السجاد التي شهدت ولسنوات سابقة تميزاً بصناعتها خاصة وأنها مطلوبة داخليا وخارجياً ما يساهم في نهاية الأمر بدعم اقتصاد البلد.

ولفت الشوفي أنه رغم جميع الصعوبات والمعوقات فقد بلغ إنتاج المعمل في العام الماضي نحو 19 ألفاً و500 متر مربع من السجاد الصوفي مع وجود نحو 4 آلاف متر تحت التصنيع مع التأكيد على وجود إقبال كبير في الطلب على إنتاج المعمل من السجاد بجميع قياساته.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن