سورية

ظهور الجولاني تحت أعين «الاستطلاع» الأميركي رفع سقف التوقعات عن التنسيق بين واشنطن و«النصرة» … القضاء الأميركي يبرئ جندياً تسبب باستشهاد عنصر في الجيش السوري!

| وكالات

برّأت محكمة عسكرية أميركية، جندياً من قوات احتلال الأميركي في سورية من التهم الموجهة له بعد تسبُّبه باستشهاد وإصابة جنود من الجيش العربي السوري في شمال البلاد، في حين شكل ظهور متزعم «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، أبو محمد الجولاني مؤخراً في باب الهوى بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع التابعة لما يسمى «التحالف الدولي» المزعوم بقيادة الاحتلال التركي، دهشة للمراقبين ورفع سقف التوقعات عن التنسيق عالي المستوى بين الولايات المتحدة، والتنظيم في إدلب.
وفي التفاصيل، فقد أوضح موقع «Amry Times» الأميركي المختص بالشؤون العسكرية، أنه تمت تبرئة الرقيب أول المظلي في القوات الأميركية، روبرت نيكوسون، بعد أن اتُّهم بقيادة دورية في معركة غير ضرورية في سورية، قبل أن يأمر القوات المرافقة له بحذف مقاطع فيديو عن الحادث، وذلك حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.
وفي 17 من آب الماضي، اعتدت دورية للاحتلال الأميركي على حاجز للجيش العربي السوري في منطقة تل الذهب قرب القامشلي بريف الحسكة، ما أدى إلى استشهاد عنصر من الجيش وإصابة عدد آخر.
وعلى خلفية ذلك، اتُّهم نيكوسون بوضع جنود الاحتلال في موقف لا ينبغي أن يكونوا فيه وعرقلة العدالة، نظراً لإصداره أوامر لباقي الجنود بحذف لقطات كاميرا الرأس «GoPro» التي توثق ما جرى عند نقطة التفتيش في محاولة للتستر على أي مخالفات محتملة.
وذكر مصدر عسكري في الجيش العربي السوري عقب الحادث، أن حوامتين أميركيتين هاجمتا عناصر حاجز «رشو» في منطقة تل الذهب بريف القامشلي بالرشاشات الثقيلة، ما أدى إلى استشهاد جندي وإصابة اثنين آخرين.
وأوضح المصدر، أن ذلك جاء بعد منع عناصر الحاجز دورية للاحتلال الأميركي حاولت الدخول إلى منطقة انتشار أحد تشكيلات الجيش في ريف مدينة القامشلي عبر الحاجز فأوقفها عناصر الحاجز ومنعوها من المرور.
وقال محامي الدفاع فيليب ستاكهاوس: «لقد تمت تبرئته بالكامل»، مضيفاً: إن هيئة المحلَّفين كانت تتألف من مقدَّمين اثنين وستة أفراد برتبة رقيب أول، وقد وجدت أن نيكوسون غير مذنب في جميع «الادعاءات».
وأشار إلى أن المحاكمة استمرّت مدة أسبوع، وتم استدعاء أكثر من 20 شخصاً للإدلاء بشهاداتهم أمام لجنة من ذوي الخبرة القتالية، وبعد ما يزيد قليلاً على ساعتين من المداولات، أصدر رئيس اللجنة الحكم في جلسة علنية.
وادعى ستاكهاوس في المحكمة، بأن دورية الاحتلال قد أبلغت القيادة بأنها ستذهب إلى نقطة حاجز الجيش العربي السوري، زاعماً أن التهديدات التي وجّهها نيكوسون للحاجز كانت بهدف ردعه عن شن هجوم ضد الدورية.
وأصدر مسؤولون عسكريون أميركيون بياناً مقتضبًــا بعد الحادثــة، جاء فيه: أن «دورية تعرضت لنيران أسلحة خفيفة من أفراد بالقرب من نقطة التفتيش»، زاعماً أن جنود الاحتلال الأميركي «ردوا بإطلاق النار دفاعًا عن النفس»، خلال الاشتباك الذي استمر عشر دقائق.
من جانب آخر، شكل ظهور متزعم «تحرير الشام» الواجهة الحالية لتنظيم «النصرة» المدرج على اللوائح الدولية للتنظيمات الإرهابية، أبو محمد الجولاني يوم الجمعة الماضي مجدداً، بشكل علني وباللباس المدني، خلال افتتاح طريق طريق حلب- باب الهوى، تحت مرأى طيران الاحتلال الأميركي مفارقة لأن واشنطن طالما ما فتئت تجدد التأكيد سنوياً على منح 10 ملايين دولار لكل من يدلي بأي معلومات عنه، وذلك حسبما ذكرت وكالة «سبوتنيك».
واجتذب المشهد الذي أظهر المفارقة التي لطالما عرفها الجميع، الكثير من التهكم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بينما ذهب البعض إلى اتخاذها مناسبة جديدة للتندر على ما تقوله الولايات المتحدة في تصنيفاتها الإعلامية للإرهاب، وما يجري على أرض الواقع، وفق الوكالة التي لفتت إلى أن البعض تناول مشهد الجولاني تحت حماية الطائرات الأميركية المسيرّة، بالتلميح إلى أنه على وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» مطالبة وزارة خارجيتها بالملايين العشرة التي رصدتها لمن يدلي بمعلومات عن مكان «الجولاني».
ونقلت الوكالة عن مصادر محلية في إدلب: أن جولة الجولاني في باب الهوى تزامنت مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع التابعة لما يسمى «التحالف الدولي» المزعوم بقيادة الاحتلال الأميركي، ما أثار الدهشة ورفع سقف التوقعات عن التنسيق عالي المستوى بين الولايات المتحدة وتنظيم «النصرة» في إدلب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن