الأولى

مفاعيل القرار 2585 الخاص بتمديد آلية إيصال المساعدة الإنسانية إلى سورية تنتهي اليوم … مصادر لـ«الوطن»: التمديد لن يمر بشكل تلقائي والمناقشات ستكون ساخنة

| سيلفا رزوق

تنتهي اليوم مفاعيل القرار 2585، الخاص بتمديد آلية إيصال المساعدة الإنسانية إلى سورية، حيث نص القرار الذي صدر في تموز الفائت على تسليم المساعدات عبر معبر باب الهوى لـ6 أشهر قابلة للتجديد 6 أشهر أخرى.

مصادر دبلوماسية غربية في نيويورك كشفت لـ«الوطن» بأن التمديد لستة أشهر إضافية لن يمر هذه المرة بشكل تلقائي، لاسيما مع الاعتراضات السورية الروسية المشتركة على آلية تنفيذ بنود القرار 2585، والتي لم تطبق بالشكل الذي كان مأمولاً منها، متوقعة أن تشهد الأيام الخمسة التي ستسبق انعقاد جلسة مجلس الأمن في الخامس عشر من الجاري مفاوضات ونقاشات ساخنة، قد تفضي لاتفاقيات جديدة.

الخبير والمحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف، لفت في تصريح لـ«الوطن» إلى أن روسيا تعارض وتنتقد فكرة إيصال المساعدات الإنسانية عن طريق «معبر باب الهوى»، وهي تقول إنه نتيجة المتغيرات الميدانية على الأرض، يجب إغلاق هذا المعبر وإيصال المساعدات الإنسانية من خلال دمشق، وعبر خطوط التماس إلى المناطق التي تسيطر عليها اليوم المجموعات الإرهابية.

وأكد أونتيكوف أن روسيا تصر على احترام السيادة السورية، وتعتبر أن ما يجري في معبر باب الهوى هو خرق لهذه السيادة، مبيناً أن موسكو كانت قدمت تنازلاً عند التصويت للقرار 2585 قبل ستة أشهر لأنها عولت على تغيير الدول الغربية لموقفها بخصوص إيصال المساعدات الإنسانية عبر الخطوط، مشيراً إلى أن التصريحات الرسمية الروسية والتي كان آخرها ما جاء على لسان نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي، تؤكد أنه لا تقدم في هذا الإطار، وهم يشعرون أنه من المستحيل مراقبة مصير المساعدات الإنسانية بعد وصولها للمناطق التي تسيطر عليها المجموعات الإرهابية.

وبين أونتيكوف أن المسؤول الروسي أكد أنه وخلال ستة أشهر دخل عبر معبر باب الهوى أكثر من 48 ألف شاحنة، في حين وصل عبر الخطوط فقط 28 شاحنة مساعدات، أي أنه من الواضح أن الإرهابيين في إدلب يعارضون دخول القرار الأممي حيز التنفيذ، وهم يريدون وصول المساعدات عبر تركيا، معبراً عن اعتقاده بأن التمديد للقرار 2585 لن يكون فوراً وبشكل أوتوماتيكي، بل سنكون أمام نقاش واسع في مجلس الأمن، وقال: «هذه المرة حتى لو وافقت موسكو على تمديد الآلية فبرأيي لن يكون حتى حزيران»، لأن موسكو تسعى لمساعدة دمشق على استعادة كامل سيادتها على أراضيها وأحد أهم الخطوات، هو إيصال المساعدات عن طريق الحكومة السورية.

وكشف أونتيكوف بأن تقارير مقلقة جداً تحدثت عن أن المساعدات التي تصل عبر الحدود من خلال معبر باب الهوى، جزء صغير منها يأتي مباشرة للمواطنين المحتاجين لهذه المساعدات، وهي تذهب بأغلبيتها للمجموعات الإرهابية المسيطرة هناك، والتي تبيع هذه المساعدات للسكان المحليين وهذا أمر غير مقبول وروسيا تدرك ذلك تماماً.

واعتبر المحلل السياسي الروسي أن لدى روسيا خلافات كبيرة مع واشنطن في أوكرانيا وكازاخستان لكن لا مجال للربط بين هذه الخلافات والملف السوري، لأن روسيا متمسكة بمصالحها وأيضاً بمصالح سورية، فعندما نشاهد أي توافق أميركي- روسي فيما يخص أوكرانيا على سبيل المثال فهذا لن يعني أن روسيا ستقدم تنازلاً في الملف السوري، وهذا الأمر مستحيل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن