وصفت وضع المعارضة بـ«البائس» وأكدت رفضها مشاركة قيادات تنظيمات مسلحة فيه … «التنسيق»: مكان انعقاد مؤتمر المعارضة لتشكيل وفدها لم يحدد.. سنشارك فيه.. ولا اتصال رسمياً من السعودية
أكدت «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» المعارضة أمس، أنه لم يتم حتى الآن تحديد المكان الذي سيعقد فيه مؤتمر القوى والتيارات المعارضة لتشكيل وفد موحد للتفاوض مع وفد حكومي بناء على ما نص عليه البيان الختامي لاجتماع «فيينا 2».
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق منذر خدام: «علمنا أن النظام شكل وفده للمفاوضات التي من المفترض أن تبدأ بداية العام القادم، وبقي وفد المعارضة.. ووضع المعارضة بائس للأسف الشديد.. فئات عديدة بولاءات عديدة برؤى سياسية عديدة، لذلك كلف المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا بالعمل على جمع المعارضة لتشكيل وفد مشترك من الآن إلى نهاية العام».
وحسب تقارير صحفية، فإن السلطات السعودية تجري اتصالات مع عدد من قيادات المعارضة السورية، السياسية والعسكرية، داخل الائتلاف المعارض ومن خارجه، بهدف الاتفاق على عقد اجتماع لهم في السعودية في النصف الأول من شهر كانون الأول المقبل، للاتفاق على تشكيل قيادة موحدة تتولى التفاوض مع وفد من الحكومة السورية في مطلع العام المقبل، من أجل تشكيل حكومة تتولى التحضير للانتخابات السورية، وفق ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر فيينا السبت الماضي.
وأكد خدام في تصريحه، أن المكان «لم يحدد بعد، وهناك عدة أمكنة مطروحة منها الرياض وجنيف وفيينا».
وأضاف: «أما الحديث عن حضور تشكيلات مسلحة، فأعتقد أن المعارضة السياسية سواء هيئة التنسيق أو الائتلاف يرفضون أن يكون المسلحون على طاولة المفاوضات السياسية»، مشيراً إلى أنه «يمكن أن يكون لهم دور آخر في تشكيل المجلس العسكري أو التنسيق مع الجيش السوري لمحاربة الإرهاب.. دور آخر غير الدور الذي يضطلع به السياسيون».
وتابع: إن هيئة التنسيق «لن توافق على حضور مسلحين على طاولة المفاوضات السياسية».
وأوضح خدام، أنه «حتى الآن لا يوجد أي اتصال رسمي من السعودية بهيئة التنسيق»، لافتاً إلى أنه «عندما تتصل السعودية أو غيرها رسمياً بالتأكيد سوف نعلن ذلك».
وعن إمكانية تشكيل وفد موحد من القوى المعارضة في ظل الانقسام فيما بينها، قال خدام: إنه «بالنسبة لبعض فصائل المعارضة ومنها هيئة التنسيق أو لجنة القاهرة وبعض التنظيمات الأخرى لا يوجد أي مشكلة.. لأن رأيها السياسي من رأسها»، مضيفاً: «لكن هناك أطرافاً أخرى تخضع لتأثير هذه الدولة أو تلك، ويرجح الآن أن تشجع هذه الدول تلك القوى على الحضور والمشاركة في تشكيل وفد المعارضة»، موضحاً أن من بين تلك الأطراف الائتلاف. وقال: «هناك بعض القوى فيه كما أعلن الائتلاف لم ترتح لأن تكون الدولة علمانية مثلاً».
وأعرب خدام عن أمله في «ألا يتم عرقلة ذلك من البعض، وأن نسير على مسار لحل هذه الأزمة التي دمرت البلاد».
وأكد خدام، أن هيئة التنسيق ستشارك في المؤتمر أينما عقد «ما دام تحت رعاية الأمم المتحدة، لأنه لا يجوز لأي فصيل معارض وطني أن لا يقوم بمسؤولياته تجاه بلده»، معتبراً أن «المشكلة ليست في المكان وإنما فيما يجب الاتفاق عليه بين فصائل المعارضة وما سوف يطرحونه على طاولة المفاوضات».
وفي تصريح سابق لـ«الوطن»، رحب المنسق العام لهيئة التنسيق حسن عبد العظيم بالنتائج التي تمخض عنها اجتماع «فيينا 2» حول الأزمة السورية، معتبراً أن «آلية الحل السياسي بدأت تدور وتنفذ».
وقال: إن «الكل الآن يريد حلاً سياسياً، ولا يستطيع أحد الآن أن يخرج نفسه من جهود العمل لإنجاح هذا الحل لا في المعارضة ولا في السلطة». وأضاف: «الذي يريد عزل نفسه ويواجه هذا التوافق الإقليمي والعربي والدولي يعزل نفسه تماماً ويبقى خارج أي حساب».
وحول فرص نجاح المعارضة في تشكيل وفد موحد للتفاوض مع الوفد الحكومي كما نص بيان «فيينا 2»، قال عبد العظيم: إن «جهود هيئة التنسيق من أجل توحيد جهود المعارضة ورؤيتها والعمل باتجاه تشكيل وفد موحد ينهي ما يقال عن انقسام المعارضة بين داخل وخارج قطعت أشواطاً طويلة سواء في اللقاء التمهيدي التشاوري في القاهرة في 24 كانون الثاني 2015، أو في مؤتمر المعارضة في القاهرة في 9 حزيران 2015».
وكشف عبد العظيم أن هيئة التنسيق «تتابع هذه الجهود مع لجنة المعارضة (في القاهرة) من أجل اللقاء أو الاجتماع أو عقد مؤتمر يستكمل جمع وتوحيد رؤية وجهود المعارضة وعملها وتشكيل وفدها»، مشيراً إلى أن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا وبعثته في دمشق يعملان على هذا الأمر».
وأضاف: «بالتالي أتصور أن كل الجهود تتكامل وتتواصل من أجل استكمال توحيد جهود المعارضة ورؤيتها من جهة ومن أجل تشكيل وفدها الوازن والمقبول كما نص بيان جنيف 1 لمقابلة وفد الحكومة في عملية تفاوضية».