سورية

«شريعة داعش» تتسبب بوجود آلاف الأطفال بلا نسب

| وكالات

يُعدّ وجود جيل كامل لا وجود له في دوائر النفوس الرسمية من أخطر آثار الحرب الإرهابية على سورية، حيث ولد أطفال كثر خلال السنوات الماضية في عدد من المناطق، من دون أن يملكوا أوراقاً ثبوتية بسبب انتساب آبائهم، وهم من جنسيات مختلفة، إلى تنظيم داعش الإرهابي الذي قاتلوا في صفوفه، ثم اختفوا بمقتلهم أو اعتقالهم أو فرارهم إلى أماكن مجهولة.
وتنتشر ظاهرة فقدان النسب في معظم المناطق السورية التي كان ينتشر فيها داعش وآخرها بلدة الباغوز، شرق محافظة دير الزور، والتي أعلنت ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» «تحريرها» من سيطرة التنظيم عام 2019، وأعقب ذلك احتجاز معظم عائلات التنظيم في مخيمات تابعة لـ«قسد»، في محافظة الحسكة، وأبرزها «الهول» و«الربيع»، فيما استطاعت عائلات أخرى قليلة الإفلات عبر الاستعانة بمهرّبين وسماسرة للوصول إلى مناطق محافظة إدلب، حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.
ونقلت المواقع عن المحامي، فهد القاضي: أن أعمار هؤلاء الأيتام الذين بلا نسب تراوح بين ثلاثة وعشرة أعوام، ويعانون من إهمال كبير بسبب تجنب المنظمات تقديم أي دعم مادي أو اجتماعي أو نفسي حقيقي لهم، خصوصاً أنهم بلا وثائق شخصية كونهم من جنسيات مختلفة.
وأوضح، أن هناك مبادرات شخصية يبذلها أهل الخير لمساعدة الأيتام والأرامل، من عائلات داعش، فيما تقوم الأمم المتحدة بمحاولات خجولة ومحدودة للتواصل مع الدول التي يتحدر هؤلاء الأطفال منها لإعادتهم إلى أوطانهم.
وأكدت أرملة تونسية تدعى، أم موسى، التي فقدت زوجها المسلح في تنظيم داعش بمعركة الباغوز ولديها خمسة أطفال وتقيم في مدينة عفرين المحتلة، شمال محافظة حلب أنها تواجه تحديات كبيرة جداً في تأمين المستلزمات الضرورية لأولادها، مثل لقمة العيش والدواء، وتتولى تعليمهم بنفسها بسبب رفض المدارس في منطقتها استقبالهم لعدم وجود وثائق رسمية لها ولأطفالها.
وأشارت إلى أنها وجهت دعوات عدة للسفارة التونسية عبر منظمات الأمم المتحدة لتأمين عودتها إلى بلادها، لكنها لم تتلقَّ أي رد.
وفي السياق أوضح ما يسمى الناشط موسى الخلف، أن «انتشار ظاهرة الأطفال بلا نسب نتجت من فتوى أصدرها مشرّعو تنظيم داعش، تفيد بوجوب زواج أرملة المسلح القتيل بمسلح آخر، إذ اعتبروا أن سكن المرأة بمفردها حرام شرعاً»، لافتاً إلى أن «مخيم الهول» خير شاهد على هذه الظاهرة، إذ يضم أكثر من ألفي طفل بلا قيد.
من جهة ثانية كشف مصدر أمني عراقي رفيع المستوى في محافظة الأنبار، عن عملية قتل غامضة استهدفت أحد مسلحي التنظيم داخل «مخيم الهول»، حسبما ذكرت وكالة «المعلومة».
وأشار المصدر إلى أن المسلح تمت تصفيته بشكل سري إثر خلافات حادة بين مسلحي التنظيم داخل المخيم، وأن عملية القتل تمت بعد محاصرة المطلوب داخل المخيم ومن ثم قتله فيما قامت الجهات المشرفة على المخيم بفتح تحقيق عن الحادثة.
وأوضح أن متزعمي ومسلحي تنظيم داعش داخل «مخيم الهول» يعيشون في حالة خوف ورعب إثر معلومات أفادت بقرب تسليمهم إلى الحكومة المركزية العراقية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن