الأولى

موسكو: المباحثات معقدة للغاية وواشنطن: لن نسمح لأحد بإغلاق باب الناتو … روسيا وأميركا تنهيان مفاوضاتهما الأمنية بـ«لا اتفاق» و«لا حرب نووية»!

| الوطن - وكالات

أنهت موسكو وواشنطن مفاوضاتهما الأمنية « المهنية والصعبة» في جنيف، على لا اتفاق، وفقاً للتصريحات التي خرجت عقب الاجتماع الذي جمع مسؤولي البلدين لنحو سبع ساعات.

نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، الذي ترأس وفد بلاده في الاجتماع أعلن عقب انتهائه أن «المباحثات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الاستقرار الإستراتيجي كانت صعبة»، مستبعداً تحقيق تقدم في مسألة عدم توسُّع حلف شمال الأطلسي.

وأكَّد ريابكوف أن المحادثات كانت معقَّدة وطويلة ومحترفة للغاية وعميقة وملموسة، من دون محاولاتٍ لتجميل شيء ما، وللالتفاف على بعض الزوايا الحادة، وأضاف: «حصلنا على انطباعٍ مفاده أن الجانب الأميركي أخذ المقترحات الروسية على محمل الجِدّ، وأجرى دراسةً متعمِّقةً لها».

وأشار ريابكوف إلى أن القضايا الرئيسة لا تزال معلَّقةً»، موضحاً أن «موسكو لم ترَ فهماً لدى واشنطن لضرورة حلِّها بطريقةٍ تلائمنا»، معتبراً أن موسكو في حاجةٍ إلى ضماناتٍ، وليس وعوداً.

وبيّن ريابكوف أن عدم انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى حلف الناتو هو مسألةُ أمنٍ قوميٍّ لروسيا»، وقال: «من الضروري للغاية بالنسبة إلينا التأكّدُ من أن أوكرانيا لن تصبح أبداً عضواً في الناتو.

وعبّر ريابكوف عن رغبة بلاده في سحب الصيغة التي اعتمدتها قمة بوخارست في عام 2008، والاستعاضة عنها بالصيغة التي وردت في قمة مدريد لحلف شمال الأطلسي، والتي تنصُّ على أن «أوكرانيا وجورجيا لن تصبحا أبداً عضوين في حلف شمال الأطلسي»، وأضاف: «لقد سئمنا من المحادثات الفارغة، والوعود النصفية، وسوء التفسير، وهو الأمر الذي حدث غالباً في المباحثات خلف الأبواب المغلقة»، قائلاً: «نحن لا نثق بالجانب الآخر. نحن في حاجةٍ إلى ضمانات ملموسة وإلزامية من الناحية القانونية، وليس وعوداً».

وشدَّد ريابكوف على أن موسكو شرحت بالتفصيل لواشنطن منطق مقترحاتها، وشرحت لماذا يُعَدُّ الحصول على ضمانات قانونية بشأن عدم توسُّع حلف الناتو ضرورةً مطلقةً.

وتعتبر روسيا أن القضايا الرئيسة الأخرى، هي الحصول على ضماناتٍ قانونيةٍ بشأن عدم نشر أسلحة هجوميةٍ ضاربةٍ عند الحدود مع روسيا، فضلاً عن رفض «التطوير المادي لأراضي الدول التي انضمّت إلى حلف الناتو، في فترة ما بعد عام 1997».

وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي، أنه «من دون إحراز تقدّم في هذه المواضيع، سيكون العمل على جوانب أخرى موضعَ شكٍّ»، مشيراً إلى أن «الكتلة العسكرية الأطلسية يجب أن تتخذ خطوةً نحو المقترحات الروسية للضمانات الأمنية، وليس العكس».

لكنه، في الوقت نفسه، استدرك بالقول: إن «روسيا لا تتوقّع مرونةً من الغرب بشأن عددٍ من القضايا المطروحة، ولا تشعر بالثقة بأن الولايات المتحدة وحلف الناتو سيطبّقان اتفاقياتِ ضماناتٍ ملزِمةٍ قانوناً إذا تم تبنّيها».

من جهتها أكدت نائبة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، في تصريحات مماثلة عقب انتهاء الاجتماع اتّفاقَ وفدَي روسيا والولايات المتحدة، في أثناء مباحثاتهما في جنيف، على عدم السماح بنشوب حرب نووية، وقالت شيرمان: إن «الولايات المتحدة وروسيا متفقتان على أن الحرب النووية لا يمكن الفوز بها، ولا يجب أبداً إطلاق العنان لها».

ولفتت إلى أن «الوفد الأميركي رفضَ مقترحاتٍ تقدَّمت بها روسيا ترتبط بموضوع الأمن في أوروبا»، لكنها شدَّدت على أن بلادها «لن تتخلى أبداً عن تعاونها وعلاقاتها بالدول الأخرى، الراغبة في العمل معها».

وأوضحت شيرمان أن واشنطن «لن تسمح لأحدٍ بأن يغلق باب الانضمام إلى حلف الناتو في وجه أي دولةٍ». وأكدت أنها أجرت مناقشاتٍ صريحةً ومباشرةً مع نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، بشأن المقترحات الأمنية في أوروبا، التي حددتها موسكو.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن