رياضة

بكاء رونالدو

المحرر الرياضي

 

وهكذا خرج ريال مدريد خالي الوفاض هذا الموسم، فبطولة الدوري صارت بعيدة عنه بعد السماء عن الأرض، كما خسر لقب كأس إسبانيا مبكراً، وفي سهرة الأربعاء الماضي انحنى أمام السيدة العجوز احتراماً لنادٍ كان أفضل منه وأجدر باقتلاع بطاقة النهائي الأوروبي.
الخسارة أمام ممثل إيطاليا جعلت كريستيانو يجهش بالبكاء في غرفة الملابس عقب انتهاء المباراة وهذه رسالة واضحة بأنه فقد لقب الكرة الذهبية قبل سبعة أشهر بالتمام والكمال لمصلحة الغريم التاريخي ليونيل ميسي الذي يبدو طريقه مفروشاً بالورود للظفر بكل الألقاب المتاحة له هذا الموسم ما لم يكن لبلباو ويوفنتوس رأيان مغايران، وكأننا أقررنا بتتويجه بطلاً لليغا، كما أننا نقر بأن ليونيل ميسي في طريقه للفوز بكرة ذهبية خامسة، حيث سيكون منافسه المباشر هذه المرة لاعب كاتالوني من وجهة نظر شخصية.
رونالدو على وشك إنهاء الموسم السادس مع ريال مدريد فهل حقق ألقاباً تشفع له مقارنة مع الرعيل القديم التاريخي ونقصد بوشكاش وديستيفانو وريمون كوبا في الخمسينيات وجيل راؤول وموريانتس وكاسياس أواخر التسعينيات وأوائل الألفية الثالثة.
بالتأكيد سبعة ألقاب ليست كافية للاعب بحجم كريستيانو، لأن ليونيل ميسي حاز ستة ألقاب منها في موسم واحد وهذه مقارنة لا يمكن وضعها على الرف عندما نريد وضع اللاعبين في ميزان النقد، مع اقتناعنا كل القناعة بأن رونالدو حالة خاصة لريال مدريد ولليغا الإسبانية، حالة خاصة أعطت نكهة محببة وجماهيرية عظمى للدوري، فأرقامه تتحدث عنه وحسه التهديفي المرهف قصة وحكاية أخرى، لكن الحفاظ على الكرة الذهبية يتطلب ألقاباً جماعية وأخرى فردية ولم يعد أمامه إلا لقب البيشتشي وهذا ليس كافياً.
ميسي عاد من بعيد فرد على المشككين وتعامل مع الضغوطات بعقلية احترافية، فلم يأبه لتألق كريستيانو ونيله الكرة الذهبية الثالثة، ولم يلتفت للفارق الشاسع بينهما من حيث التهديف مطلع الموسم ولم تثنهِ خسارة كأس العالم عن فتح صفحة جديدة مع برشلونة سعياً وراء ثلاثية تاريخية وربما سداسية.
لا خلاف على أنه جوهرة الليغا وصانع الفارق في برشلونة ورجل نيوكامب الأول في الطريق إلى التتويج الأوروبي الخامس وفور تحقيقه سيبارك له العالم أجمع استعادة الكرة الذهبية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن