عربي ودولي

«الناتو» أكد اهتمامه بالحوار مع موسكو واستعداده لاستئناف عمل بعثته فيها دون شروط … روسيا: العلاقات مع الحلف هبطت إلى مستوى منخفض لدرجة حرجة

| وكالات

أعلن الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، أن الحلف مهتم باستئناف الاتصالات مع روسيا على مستوى البعثتين الدبلوماسيتين، فيما أكدت روسيا أنها لم ترد بعد على هذه المبادرة نافية
توصل الطرفين إلى اتفاق، واعتبرت أن العلاقات مع الناتو هبطت إلى مستوى منخفض لدرجة حرجة، متهمة الحلف بتجاهل مبادراتها لتخفيف التوتر «ما يثير بوادر لنشوب نزاعات».
فقد نقلت قناة «روسيا اليوم» عن وزارة الدفاع الروسية، في بيان أصدرته عقب اجتماع لمجلس روسيا-الناتو في بروكسل أن نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين، قدم للحلف خلال مفاوضات أمس «التقييمات الروسية للأوضاع الحالية في مجال الأمن الأوروبي كما أعطى توضيحات بشأن الجوانب العسكرية للمشروع الروسي الخاص بالضمانات الأمنية».
وشدد فومين، على أن العلاقات بين روسيا والناتو هبطت إلى مستوى منخفض لدرجة حرجة، وهذا يحدث على خلفية عدم الاستقرار العالمي والتهديد النابع عن الإرهاب واندلاع سباق التسلح الجديد والتفاقم الكامل لهيكل الأمن في أوروبا.
وأشار فومين إلى أن الوثائق القانونية المعمول بها حالياً الخاصة بترتيب العلاقات بين روسيا والناتو تسجل الالتزام بالتعاون كالشركاء من دون تشكيل أي تهديد لأمن أي من الطرفين.
وأكد فومين أن الطرف الروسي عرض مراراً على الحلف اتخاذ إجراءات محددة لخفض التصعيد، لكن تم تجاهل المبادرات الروسية من قبل الناتو، الأمر الذي يثير بوادر لنشوب حوادث ونزاعات ويقوض أسس الأمن».
ولفت إلى أنه في هذه الظروف اتخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قراراً لتوجيه مشروعي اتفاقين إلى الولايات المتحدة والناتو حول الضمانات الأمنية الإلزامية قانونياً، وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن ثمة 3 قضايا محورية يجب التركيز عليها.
وتشمل هذه القضايا أولاً ضمانات لعدم توسع الناتو شرقاً على حساب أوكرانيا وأي دول أخرى، وثانياً تحمل التزامات بعدم نشر الصواريخ الأميركية الجديدة متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا، لأن نصب مثل هذه الأسلحة يمكن أن يؤدي إلى تدهور جذري للأوضاع الأمنية في القارة،
وثالثا ترتكز المقترحات الروسية، على الحد من الأنشطة العسكرية في أوروبا واستبعاد زيادة ما يسمى بمجموعات قوات المرابطة الأمامية.
وعلى خط مواز نفى متحدث باسم الخارجية الروسية لوكالة «تاس» أمس، صحة ما أوردته بعض وسائل الإعلام نقلاً عن الأمين العام للناتو ينس ستولتنبيرغ إعلانه عن توصل الطرفين إلى اتفاق على استئناف عمل البعثتين، موضحاً أن الحديث يدور عن اقتراح جاء من قبل الناتو، لا أكثر.
وأعرب ستولتنبيرغ أثناء مؤتمر صحفي عقده أمس في بروكسل، عقب أول اجتماع لمجلس روسيا-الناتو منذ عامين ونصف العام، عن أسفه إزاء قرار روسيا تعليق عمل بعثتها لدى الحلف، مبدياً سعيه إلى استئناف عمل البعثتين، مؤكداً أن حلف شمال الأطلسي مستعد لاستئناف عمل بعثته في موسكو من دون شروط مسبقة.
وأشار ستولتنبرغ إلى أن الناتو وروسيا أعربا خلال الجلسة عن نيتهما في مواصلة الحوار، مبدياً سعي دول الحلف إلى عقد اجتماعات جديدة بغية زيادة مستوى شفافية المناورات العسكرية وتعزيز الأمن السيبراني والرقابة على التسلح وتفادي وقوع الحوادث العسكرية وتقليل التهديدات في الفضاء.
وأضاف ستولتنبرغ: إن الناتو اقترح عقد سلسلة لقاءات وردت روسيا على هذه المبادرة إيجاباً لكنها قالت: إنها تحتاج إلى بعض الوقت للرد عليها، لافتاً إلى أن الحلفاء في الناتو مستعدون لإجراء مباحثات جديدة مع روسيا بغية إجراء مناقشات مفصلة وطرح اقتراحات بناءة على النقاش وتحقيق نتائج بناءة.
إلى ذلك صرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، أمس رداً على سؤال عما إذا كانت هناك أي علاقة بين المفاوضات التي تجريها موسكو مع شركائها الغربيين، والمناورات العسكرية التي تجريها قوات المنطقة العسكرية الغربية للجيش الروسي، وقال: لا، ليست هناك أي علاقة. الحديث يدور عن وحداتنا والمناطق العسكرية الخاصة بنا الواقعة داخل حدود دولتنا، والبناء العسكري والمناورات العسكرية كانت ولا تزال وستظل مستمرة، وهذه هي ممارسة معتادة لأي جيش.
وحسب وكالة «نوفوستي» قال بيسكوف نتفاوض على نحو مثقف، ونحن منفتحون على هذا الحوار، ولا يزال دبلوماسيونا متمسكين بالتقاليد الدبلوماسية على الرغم من الوضع القاسي، لكننا نفضل التفاوض أولاً ثمن إصدار تقييمات وتنبؤات، وشدد على أن حلف شمال الأطلسي هو من يزيد من التوترات ويشكل خطراً على روسيا من خلال استمرار توسعه شرقاً، لافتاً إلى أن ذلك دفع موسكو إلى مطالبة الناتو بتقديم ضمانات قانونية ملزمة إليها بغية خفض التوترات.
في غضون ذلك قال السفير الروسي لدى واشنطن، أناتولي أنتونوف في بيان على فيسبوك، تعليقاً على تصريحات المسؤولين الأميركيين: «نرفض رفضاً قاطعاً التصريحات الاستفزازية لكبار المسؤولين الأميركيين الهادفة إلى نسف عملية التفاوض بين واشنطن وموسكو»، موضحاً أن موسكو تنتظر إجراءات ملموسة، وليس اتهامات بكل الذنوب.
وأضاف: نحن جاهزون لمناقشة موضوعية للوثائق الروسية التي يجب اعتمادها في أقرب وقت ممكن لاسـتقرار الوضع في أوروبا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن