رياضة

في الأسبوع العاشر من الدوري الممتاز.. الوحدة يستأنف الدوري بلا جمهور … ثلاثي الصدارة خارج الديار وقمة المتأخرين في حلب

| ناصر النجار

يستأنف الدوري الكروي الممتاز هذا الأسبوع فتقام مباريات الأسبوع العاشر من الذهاب بعد توقف دام أكثر من خمسة وعشرين يوماً كرمى عيون تيتسا المدرب الروماني الذي أراد تجربة المزيد من لاعبينا قبل الانطلاق إلى قطر، لكن معسكر قطر ألغي لأسباب عديدة ذكرناها في حينها.

أنصار الدوري الكروي الممتاز لن يطول فرحهم كثيراً فالدوري سيتوقف مجدداً يوم الثلاثاء القادم بعد أن تقام مباريات الأسبوع الحادي عشر، ولن تنتهي مرحلة الذهاب حتى نجد أن الدوري دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية بمدته الزمنية وتعدد التوقفات فيه.

فرق الدوري التي ملت الانتظار وكثرة التوقفات استعدادها لهذه المرحلة كانت شكلية عبر تمارين روتينية ومباريات تنشيطية لرفع الملل عن كاهل اللاعبين.

الفترة السابقة مرت بنواحٍ إيجابية وأخرى سلبية، الإيجابية تتمثل بجاهزية أرض ملاعب الباسل في اللاذقية وحمص والبعث بجبلة والفيحاء بدمشق ونأمل أن تكون صيانة هذه الملاعب جدية لا شكلية كما حدث بملعب المدينة الرياضية باللاذقية حيث لم يتحمَّل المباريات أكثر من شهرين فصار أسوأ مما كان.

الملعب الجيد الآن هو الحمدانية، وسمعنا صراخاً من مسؤول الصيانة ينذر بأن هذا الملعب في طريقه إلى الخراب والشركة المسؤولة عن الصيانة إن استمر التعامل مع الملعب بهذا الشكل فستكون غير مسؤولة عن تخريب الملعب.

في حلب كلها لا يوجد إلا ملعب واحد جاهز لاستضافة مباريات الدوري الممتاز وتدريبات المنتخب، وهذا الأمر جعل كرة القدم أمام خيارين أحدهما مر، فإما توقيف الدوري ومعسكر المنتخب وإما خراب الملعب، من هنا نعتقد أن موضوع الملاعب سيكون مشكلة طويلة لأننا لا نملك ملاعب صالحة بعدد كافٍ في كل المحافظات ولا يوجد لدينا ملاعب تدريبية لاستقبال تدريب المنتخبات.

هذه المشكلة تجعلنا في موقف غير محدود، أي بصريح العبارة إذا جاءنا فريق أو منتخب (زيارة) فغير قادرين على تأمين ملعب تدريبي جيد وملعب رسمي لإقامة لقاء ودي أو رسمي.

وهذه من الوجوه السلبية التي تعترض الدوري الممتاز، فإذا كنا نملك اليوم عدداً من الملاعب الجيدة لأنها خرجت من الصيانة حديثاً فإن نصف الملاعب الأخرى التي ستقام عليها المباريات غير صالحة.

وسوء الملاعب يؤدي إلى سوء الأداء لأن الملاعب الجيدة تدفع اللاعب لإعطاء المزيد من الثقة لتقديم مستوى جيد بمهارة عالية، لذلك فالملاعب أحد أبرز أسباب ضعف الدوري، وأحد أسباب تساوي الفرق الكبيرة غيرها بالمستوى والأداء وربما النتيجة، لأن الملاعب السيئة تكون بمصلحة الفريق الضعيفة فنياً فصار أسوأ مما كان.

السلبيات ربما تكون إيجابيات وهذا مرهون بالأيام القادمة، فستشهد المباريات القادمة أربعة مدربين جدد أولهم أيمن الحكيم في الكرامة الذي جاء بديلاً من عبد القادر الرفاعي، ومحمد خلف الذي جاء عوضاً عن خالد حوايني في النواعير، واستمر الرفاعي في الدوري الممتاز إنما على دكة فريق عفرين بعد استقالة أنس صاري، وإذا كان التبديل هو الأول في الكرامة والنواعير، فإنه الثالث في عفرين.

جمهور الوحدة سيتابع المباراة الرسمية الأولى لإدارة النادي الجديدة ولمدربها ضرار رداوي الذي جاء بديلاً للمدرب المؤقت محمد غريبة الذي عمل مع اللجنة المؤقتة للنادي وكان المدرب المساعد لكل المدربين السابقين.

على صعيد اللاعبين فإن فترة التوقف شهدت حركة هجرة لعدد من اللاعبين المميزين في الدوري نحو الدوري العراقي والبحريني، فغادر عبد الرزاق محمد وكامل حميشة من تشرين وحسين شعيب من الوحدة وعبد الهادي شلحة (كشفه حر وكان يلعب بالاتحاد) إلى الكرخ العراقي، بينما غادر سعد أحمد من الوثبة إلى أربيل العراقي، وتعاقد نادي المنامة البحريني مع لاعب الكرامة عمرو جنيات، وهناك العديد من المفاوضات مع لاعبين آخرين ولن يقفل هذا الموضوع إلا مع إغلاق فترة الانتقالات الشتوية الدولية.

السالب في الموضوع ألا يكون تغيير المدربين مجدياً وألا تحقق الأندية من هذا التغيير النتائج المجدية المرغوبة، والسالب أيضاً أن تتأثر الأندية بمن فقدت من لاعبين، فلا تجد من يعوض غيابهم وخصوصاً أن المهاجرين من أميز لاعبي الدوري.

الإيجابي في هذا الموضوع أن تزج الأندية بمواهب شابة بدلاً من الراحلين وهذه النقطة ستصب بمصلحة الأندية والدوري مستقبلاً.

وخصوصاً أن تيتسا لم يبد إعجابه بالكثير من اللاعبين، وهنا أشار علانية إلى فريق الاتحاد ووصف لاعبيه بأنهم لا يملكون مهارات وقدرات كافية، وإذا كان فريق الاتحاد الذي فاز بالجولات الثلاث الماضية بهذا التقييم فكيف هو مستوى باقي الفرق؟

أخبار الأندية

الأخبار يتصدرها نادي الوحدة الذي طلب استبدال عقوبة إقامة المباراة القادمة مع النواعير يوم الخميس بلا جمهور، اللجنة المؤقتة وافقت على المقترح واستعاضت عنه بغرامة مقدراها خمسة ملايين ليرة سورية.

نادي الوحدة رأى المبلغ كبيراً جداً فقرر العودة إلى العقوبة الأولى مفضلاً دفع مثل هذا المبلغ على أمور أهم بالنادي.

المسألة تحتاج إلى تمحيص، فمن جهة فإن اللجنة المؤقتة مدانة في هذا الموضوع فكيف تستبدل عقوبة شغب بعقوبة مالية؟

أليس هذا الأمر يشجع على الشغب ولا يردعه؟ وهل المال صار أهم من خرق الأخلاق الرياضية وقدسيتها وكرامة القيادة الرياضية؟ فالعقوبة كانت بسبب شتم فريق الاتحاد والقيادة الرياضية، وبمثل هذا السلوك فإن بعض المشاغبين من الجمهور باتوا يعرفون تسعيرة كل شغب، ما يساهم في تأجيج الشغب وعدم ردعه ومكافحته.

والمفترض أن تكون العقوبات أكثر ردعاً حتى نضمن ملاعب صافية ومباريات نقية.

الأمر الآخر: هل اللجنة المؤقتة لديها (دكان) وعلى الأندية أن تختار العقوبة التي تناسبها؟ فأين هيبة القرارات الصادرة؟

من جهة أخرى فإن ريوع المباريات وخصوصاً التي يكون طرفها فريقاً جماهيرياً تحصل على مبالغ أكبر بكثير من هذه الغرامة، لذلك أخطأت إدارة نادي الوحدة هنا وكان المفترض أن تقبل بالغرامة المالية لأنها ستحصل على مبلغ أكبر بوجود الجمهور.

الملاحظة المهمة التي نذكر بها اللجنة المؤقتة أنها سبق وأعلنت عن مباراتين بلا جمهور، واحدة للفتوة والثانية لجبلة، المباراتان لم نشعر أنهما أقيمتا بلا جمهور وحدث فيهما اختراق واسع، فهل هذه العقوبة شكلية وعلى الورق فقط؟

من الأخبار الأخرى أن المدافع المصاب أحمد الصالح فسخ عقده مع نادي الوحدة، وأن إبراهيم عالمة عاد إلى جبلة بناء على طلب تيتسا لأنه أخبره بضرورة أن يكون ملتزماً مع ناد ليضمن مقعده بالمنتخب، وكانت رحلة العالمة مع جبلة غير موفقة لخلافات مالية كما أشيع.

في عفرين هناك بعض الأخبار المبشرة بعودة الضخ المالي على أمل أن ينعكس ذلك على التزام اللاعبين وأدائهم وخصوصاً أن عفرين هو الفريق الوحيد الذي لم يحقق أي فوز بالدوري ويحتل المركز الأخير، ونشير هنا إلى أن النادي فسخ عقد لاعبه ريفا عبد الرحمن بالتراضي.

ننوه هنا بأن هناك مباراتين مؤجلتين واحدة بين حطين والشرطة والثانية بين تشرين وجبلة ومن المتوقع أن تقاما قبل بداية مباريات الأسبوع الثاني عشر في الشهر القادم.

خارج الديار

كبار الدوري يلعبون يوم الجمعة خارج الديار ومبارياتهم ليست بالسهلة كما قدم يتصور البعض، فهي صعبة ويمكننا أن نطلق عليها لقب السهل الممتنع.

الوثبة وهو حالياً في الصدارة سيحل ضيفاً على حطين في اللاذقية، وستكون مباراة عالية المستوى، من حيث المبدأ فإن الوثبة أجهز وأكثر استقراراً وهذا وحده يمنحه مقومات الفوز والاستمرار بالصدارة.

تشرين المتأخر بفارق الأهداف ولديه مباراة مؤجلة سيواجه حرجلة على ملعب الجلاء بدمشق، حرجلة متطور ويلعب كرة جميلة وسهلة مقرونة بنتائج مقبولة ولقاؤه مع تشرين سيكون امتحاناً حقيقياً له، وخصوصاً خطه الخلفي الذي يهتز أحياناً.

الجيش ثالث الترتيب الحالم بالعودة إلى المنافسة يواجه الطليعة بحماة في مباراة قوية وصعبة على الفريقين.

بغض النظر عن قوة المباريات والمنافسين، فإن من يرد الفوز باللقب فعليه أن يواجه كل الفرق بالقوة والعزيمة نفسها داخل أرضه وخارجها بعيداً عن ترتيبها ومستواها.

الصراع الآخر أو المنافسة الثانية ستكون في مؤخرة الترتيب ونشهد فيها لقاء النقاط المضاعفة في حلب بين عفرين والشرطة، وإذا كان عفرين كما تحدث البعض استقام عوده فإن الشرطة في ورطة حقيقية.

النواعير أمام مباراة كبيرة بضيافة الوحدة والمهمة صعبة للغاية ويحتاج إلى الكثير من الدعم النفسي والثبات بالميدان ليخرج من المباراة بأقل الخسائر.

الوحدة ما زال أمامه متسع بالوقت ليلحق بالمنافسة وهو قريب منها لذلك لن يدع مثل هذه المباراة تمر مرور الكرام وسيسعى بمدربه الجديد لبلوغ فوز محرز.

في حمص مباراة محرزة بين الكرامة والفتوة وهي من أقوى المباريات لنديتها ولتقارب المستوى ومثلها مباراة جبلة التي يستضيف فيها الاتحاد المنتشي بنتائج جيدة.

منطقة الوسط مملوءة بالفرق المتقاربة بمستواها ونقاطها، وقد نشهد تغييراً طفيفاً في المراكز.

تشرين وجبلة لم يتعرضا لأي خسارة وعفرين لم يحقق أي فوز، فهل سيكون هذا الأسبوع خيراً أم شراً عليهم؟

الصراع على الأهداف سيكون مثيراً بين كبار الهدافين في الأندية، وإن كان مهاجم الجيش محمد الواكد ينفرد بالصدارة بعشرة أهداف، فإن محمد زينو مهاجم الفتوة يلاحقه من بعيد بستة أهداف وهناك مجموعة من اللاعبين سجلت خمسة وأربعة أهداف وربما قرّبت المسافات مع الهداف في هذه المرحلة.

ذكريات

تشرين فاز في الموسم الماضي على حرجلة في الذهاب والإياب 2/1 و1/صفر على التوالي سجل لتشرين علاء الدين دالي هدفين وباسل مصطفى وسجل لحرجلة نور الحلبي.

الوثبة خسر أمام حطين في حمص بمرحلة الذهاب بهدف أحمد الأشقر، بينما تعادلا في الإياب بلا أهداف، بلقاء الطليعة مع الجيش فاز في الموسم الماضي فريق الجيش بلقاء الذهاب بهدف محمد الواكد وتعادلا في حماة 1/1 سجل للطليعة أحمد العمير وعادل للجيش محمد الواكد بهدف متأخر من جزاء.

في الموسم قبل الماضي فاز الوحدة بلقاء الذهاب بهدف أنس صاري، وفي الإياب فاز برباعية نظيفة سجلها مؤيد الخولي ومحمد رستم وعبد الرحمن بركات ومؤيد عجان.

فاز الكرامة في الموسم الماضي على الفتوة بدمشق بهدف علي رمضان، وتعادلا في الإياب بهدف عمرو جنيات من جزاء مقابل هدف لمحمد هزاع للفتوة.

تعادل جبلة مع الاتحاد بلقاءي الذهاب والإياب بنتيجة واحدة 1/1 سجل لجبلة مصطفى الشيخ يوسف ومحمود البحر من جزاء، وسجل للاتحاد رأفت مهتدي ومحمد عدرا.

في موسم 2009- 2010 فاز الشرطة على عفرين بالذهاب بهدف عبدو فتاوي وفي الإياب بالنتيجة ذاتها وسجل الهدف أنس صاري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن