رياضة

كأس أمم إفريقيا بنسختها الثالثة والثلاثين – الكاميرون 2022 … بعد التفوق على نجوم غانا… أسود الأطلس يسعى لضمان التأهل المبكر

| المغرب - عبد العالي صدوقي

يسعى المنتخب المغربي لخطف نقاط المباراة التي ستجمعه بمنتخب جزر القمر يوم غد الجمعة لضمان تأهله المبكر لدور الـ16 لكأس الأمم الإفريقية الثالثة والثلاثين، وذلك بعد أن استطاع تحقيق انتصار مهم في الجولة الافتتاحية من المجموعة الثالثة على منتخب النجوم السوداء غانا بهدف مهاجمه سفيان بوفال لاعب أنجيه الفرنسي في آخر أنفاس المباراة التي سيطر عليها الحذر والترقب من كلا المنتخبين.

تطلع نحو الأفضل

لم تشهد مباراة المغرب وغانا مستوى فنياً كبيراً شأنها شأن أغلب مباريات البطولة وخصوصاً في شوط المباراة الأول الذي لم يشهد أي هجمات من كلا الطرفين واكتفيا بتبادل كرات في وسط الميدان مع تهديديات محتشمة للمرمى، ورغم أن إيقاع المباراة تغير في الشوط الثاني وخصوصاً من المنتخب المغربي إلا أن المباراة لم ترق لمستوى التطلعات وحافظت على إيقاعها المتوسط مع أفضلية لأسود الأطلس في امتلاك الكرة والمناورة في وسط الميدان، باستثناء التسديدة الغانية القوية التي شكلت تحولاً في المباراة والتي تصدى لها حارس المنتخب المغربي وإشبيلية الإسباني «ياسين بونو» حيث وبعدها بدقائق يعرف المغاربة طريقهم للشباك بعد توغل للشاب أبو خلال في منطقة العمليات استغل سفيان بوفال كرة مرتدة من المدافعين ليسدد الكرة بقوة في الجهة اليمنى للحارس الغاني معلناً عن هدف التفوق للمغاربة في الدقيقة الـ82، واستطاع الأسود بعد ذلك من الحفاظ على تفوقهم رغم الغيابات العديدة التي يعرفها حتى إعلان الحكم نهاية المباراة وتسجيل أول ثلاث نقاط في رصيد المغاربة متصدرين المجموعة الثالثة مناصفة مع منتخب الغابون الذي حقق بدوره انتصاراً صغيراً بهدف نظيف على منتخب جزر القمر.

خبرة متباينة

لم يستطع المنتخب العربي الذي يشارك للمرة الأولى في تاريخه في نهائيات أمم إفريقية من إسعاد جماهيره في الجولة الأول بعد أن تلقى هدفاً في الربع الساعة الأولى من المباراة عن طريق اللاعب «بوبيندزا»، وعلى الرغم من نسبة الاستحواذ على الكرة كانت في مصلحة المنتخب العربي جزر القمر (63 بالمئة) إلا أن خبرة المنتخب الغابوني كانت حاسمة في الحفاظ على التفوق وحسم المباراة لمصلحتهم من دون أي مفاجآت.

وان كان المنتخب المغربي يدخل مباراته ضد جزر القمر بهدف حسم الأمور وخطف بطاقة التأهل بشكل مبكر، فإن منتخب جزر القمر سيدافع على حظوظه كاملة وخصوصاً أن نظام البطولة يتيح التأهل لأربعة ثوالث في المجموعات الـ6 ما يجعل المباراة مفتوحة على كل الاحتمالات وخصوصاً بعد الأداء المتوسط الذي ظهر به المغاربة في الجولة الأولى على الرغم من تحقيقهم المطلوب، إضافة إلى إكراهات فيروس كورونا الذي قد يحرم المنتخبات من أبرز لاعبيها في أي لحظة من دون إغفال الغيابات القوية التي يعاني منها خط هجوم المغرب على إثر إصابة لاعبه «ريان مايي» إضافة إلى «يوسف النصيري» الذي لم يتعاف بعد بشكل كامل، كلها عوامل تجعلنا ننتظر مباراة صعبة ومثيرة بين المنتخبين اللذين سيدافعان بلا شك عن حظوظهما كاملة للاستمرار في البطولة رغم أسبقية الخبرة والتجربة التي ترجح كفة أسود الأطلس.

حداثة عهد

شارك منتخب جزر القمر لأول مرة في تصفيات كأس إفريقية خلال دورة أنغولا 2010، لكنه أخفق في تحقيق حلم حضور النهائيات بعد خمس محاولات فاشلة قبل أن يدخل التاريخ بتحقيقه التأهل للنهائيات الإفريقية للمرة الأولى في تاريخ البطولة خلال هذه النسخة بعد أن حل وصيفاً في مجموعته في التصفيات وراء المنتخب المصري ومتقدماً على منتخبي كينيا وتوغو، ويصبح بذلك المنتخب الـ44 الذي يشارك في مباريات نهائيات كأس الأمم الإفريقية عبر التاريخ، تأهل أسعد الشعب القمري الذي خرج إلى الشوارع للاحتفال بهذا الحدث التاريخي الذي حققه منتخبهم، ويعتمد منتخب جزر القمر على أغلبية لاعبين ينشطون ويمارسون في الدوري الفرنسي بجميع درجاته وكذا باقي الدوريات الأوروبية وهذا ما يجعله منتخباً صعب المراس وقادراً على رفع التحدي رغم أنه لا يتوافر على نجوم كبار، إلا أن العزيمة وروح التحدي يجعلان منه منتخباً قادراً على خلق المفاجأة وخصوصاً أنه لم يعد يمتلك أي خيار غير الانتصار أمام المغرب بعد الهزيمة من الغابون في الجولة الأولى.

تصحيح الأوضاع الفنية

من جهته سيحاول المنتخب المغربي تصحيح أوضاعه الفنية واستعادة بعض اللاعبين الذين لم يشاركوا في مواجهة غانا من أجل كسب الرهان وخطف نقاط المباراة لضمان التأهل للدور المقبل قبل الجولة الثالثة ضد الغابون، وخصوصاً بعد الخبر السار الذي تلقاه معسكر المنتخب المغربي بسلبية المسحة الطبية لمهاجمه أيوب الكعبي وشفائه من فيروس كورونا الذي غيبه عن مواجهة غانا، إذ كان الجمهور المغربي يعول بشكل كبير على ثنائية أيوب الكعبي وريان مايي في خط هجوم المنتخب خلال البطولة.

وجهاً لوجه

وبالعودة لتاريخ المواجهات المباشرة بين المنتخبين فأنهما لم يتقابلا إلا في مناسبتين خلال تصفيات كأس الأمم الإفريقية مصر 2019 حين عانى المنتخب المغربي الأمرين أمام المنتخب القمري في المباراة التي أقيمت بينهما على ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء المغربية، وأمام جمهور غفير لم يستطع أسود الأطلس بكامل نجومه الذين عادوا من مشاركة «مونديالية» في روسيا 2018 من فك شفرة الدفاعات القمرية رغم كل المحاولات إلا في آخر دقيقة من المباراة وعن طريق ضربة جزاء انبرى لها اللاعب فيصل فجر، ولم تختلف مباراة الإياب التي جرت في جزر القمر عن سابقتها التي لعبت في المغرب حيث عانى المغاربة كثيراً أمام طموح القمريين وخرجوا متعادلين2-2 في مباراة مثيرة، لتكون مواجهة غد الجمعة هي الثالثة التي تجمع بين منتخبي البلدين.

حسابات مختلفة

بين طموح لاعبي جزر القمر الذين يسعون لإدخال الفرحة على جماهيرهم وتحقيق مشاركة يتذكرها التاريخ، وسعي مغربي لتحقيق التأهل المبكر للابتعاد عن كل الحسابات الضيقة نتطلع لمشاهدة مباراة عربية مثيرة وشائقة تطبعها الندية والتنافس الشريف وتطغى عليها الروح الرياضية مجسدة العلاقات الأخوية التي تجمع بين البلدين.

تصحيح المسار

سيكون منتخب مصر صاحب الرقم القياسي بعدد مرات التتويج أمام مهمة تصحيح المسار ورفع شعار الفوز ولا شيء سواه يوم السبت أمام منتخب غينيا بيساو، في الوقت الذي سيخوض فيه صقور الجديان المباراة الأصعب أمام نيجيريا المرشحة للفوز باللقب، وكان النسور الخضر بدؤوا بالفوز على مصر 1/صفر يوم الثلاثاء بينما تعادل السودان مع غينيا بيساو سلباً مع ركلة جزاء ضائعة لغينيا بيساو حفظت ماء وجه الأشقاء بنقطة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن