جاء المؤتمر الصحفي للجنة المؤقتة في اتحاد كرة القدم السوري والخاص بتفاصيل عقد المدرب الروماني فاليرو تيتسا مع منتخبنا الأول لكرة القدم ليؤكد غبناً جديداً لحق بنا، وانتصاراً ساحقاً للمدرب الروماني على كل الجهابذة الذين درسوا تفاصيل العقد.
كل من يتابع مسيرة منتخبنا مقتنع بصعوبة الوصول إلى الملحق الآسيوي وليس الوصول لنهائيات كأس العالم في قطر الذي يبدو أصعب من الوصول لقمة جبال الهيمالايا.
العقد مدته ستة أشهر، ما يعني أنه سيستمر حتى حزيران والسؤال: ماذا لو خرجنا وهذا المنطق مع نهاية شهر آذار؟
ولماذا لم يتفتق ذهن الجهابذة في اتحاد اللعبة على إضافة بند ينهي عقد المدرب مع انتهاء مسيرة منتخبنا في التصفيات المونديالية؟
ولماذا يُلزم اتحاد كرة القدم المسكين بدفع راتب ثلاثة أشهر لمدرب سيكون عاطلاً عن العمل لعدم وجود أي استحقاق لمنتخبنا؟
وهل مبلغ 75 ألف دولار قيمة عقده مع مساعديه لا قيمة له حتى نتساهل بأمر كهذا؟
مسألة المكافأة في حال بلوغ الملحق والتأهل للمونديال لا اعتراض عليها، ما يعني أن المدرب كان حاذقاً في حفظ حقوقه ومكافأته، بينما نحن لم نتبحر مطلقاً في ماهيات العقد.
ويبدو أن تيتسا اعتاد على المكافأة مع تحقيق أي نتيجة ولو أتت بشكل متناثر وليست ذات فائدة على غرار الفوز على السعودية في أمم آسيا 2011 وعلى تونس في كأس العرب 2021 وتصوروا أن المدرب ذاته قاد نسور قاسيون لفوزين مقابل سبع هزائم وكوفئ في الفوزين غير المفيدين!!
في كل عقود المدربين حول العالم هناك مبدأ الثواب والعقاب والتحفيز بما يضمن حقوق كل الأطراف.
أما عندنا فالموضوع أخذ بعداً من المد والجزر والوقت المديد للتوقيع، ورغم ذلك فإن دارسي العقد تجاوبوا مع مطالب المدرب الروماني الذي لبى الدعوة مع أول اتصال دون قيد أو شرط لأنه عاطل عن العمل، وتناسوا حقوق المنتخب وكل ما قاموا به إلغاء الشرط الجزائي الذي طلبه تيتسا البالغ 150 ألف دولار إذا تمت إقالته، لكن المدرب ضحك على اتحاد اللعبة بمجرد الحصول على عقد مدته ستة أشهر دون ارتباط ذلك بمواصلة المنتخب مشواره والغريب أن المدرب كان يطالب أساساً بعقد يمتد لنهائيات أمم آسيا 2023؟
وبعيداً عن العقد الذي بات حقيقة واقعة فقد حدثت بلبلة ناتجة عن غياب الحكمة في تصريحات المدرب حيال مركز حراسة المرمى، إذ لم يكن تيتسا مضطراً لإظهار وجهة نظره خلال مؤتمر صحفي فيخرج خالد حاجي عثمان عن طوره ويعلن الاعتزال الدولي قبل أن يتراجع، والمدرب الذكي يتخذ قراره بأرض الملعب وليس في مؤتمر صحفي.
ولم يكتف بذلك، إذ قلل من شأن نادي الاتحاد في تقييمه الذي خرج عن الاحترافية ولا ندري لماذا توجه بهذا النقد السلبي لنادي الاتحاد الذي يعيش صحوة في الآونة الأخيرة دون غيره.