بدأ الشعور بنزيف الكادر الطبي منذ بداية الحرب على سورية … نقيب الأطباء لـ«الوطن»: هناك كثافة في الأطباء الخريجين لكن هناك سوءاً في توزيعهم
| محمد منار حميجو
أكد نقيب الأطباء غسان فندي أنه بدأ الشعور بنزيف الكادر الطبي منذ بدء الحرب الظالمة على سورية مما أدى إلى هجرة عدد كبير من الأطباء، معتبراً أن محاولات إفراغ البلاد من عقولها هي حرب خطرة توازي الحرب الاقتصادية.
وفي تصريح لـ«الوطن» بيّن فندي أنه قبل الحرب كان هناك توازن في الكادر الطبي إلا أنه خلال الحرب الظالمة على سورية تمت ممارسة حرب إفراغ البلاد من عقولها من خلال فتح وتسهيل الطرق لهم ومن بينهم الأطباء وهذا بكل تأكيد شيء مدروس.
ولفت إلى هناك كثافة في عدد الأطباء الخريجين لكن هناك سوء توزيع لهؤلاء الخريجين على مستوى الاختصاصات وكذلك على المستوى الجغرافي، موضحاً أن القسم الأكبر من الخريجين يبحثون عن اختصاصات طبية يكون طريقها أقصر من باقي الاختصاصات للحصول على مردود مادي.
أضاف فندي: أما سوء التوزيع الجغرافي للأطباء بمعنى أن هناك محافظات يوجد فيها عدد كبير من الأطباء باختصاص معين إلا أنه في المقابل هناك محافظات أخرى تعاني قلة بهذه الاختصاصات.
وبين أن الحرب الظالمة على سورية أدت إلى تهجير عدد كبير من الأطباء من محافظاتهم إلى محافظات أخرى، ضارباً مثلاً أن عدداً كبيراً من أطباء إدلب توزعوا بين المحافظات وكذلك في دير الزور توزع أكثر من 900 طبيب في المحافظات منهم من هاجر إلى خارج سورية.
ورأى أن الموضوع يحتاج إلى دراسة تفصيلية أكثر تعمقاً بكل اختصاص على حدة حتى يكون هناك توازن في لاختصاصات وإنهاء لمشكلة النقص الحاصل في بعض الاختصاصات مثل اختصاص التخدير، مشدداً على ضرورة أن تكون المفاضلات الخاصة بقبول الخريجين في الاختصاصات هي الضابط للنقص أو الزيادة في هذا الموضوع.
وشدد فندي على ضرورة إيجاد حلول لإعادة التوازن للكادر الطبي منها موضوع التعويض المادي للأطباء حتى نبقي عليهم ولا نصل إلى درجة الحاجة إلى يد أجنبية في بعض الاختصاصات، مشيراً إلى ضرورة توفير بيئة وأجواء أفضل من التي هي متوافرة في دول أخرى.
وأشار إلى أن الأجور الطبية في دول العالم مرتفعة ومن أغلى المهن ولو كانت تختلف من درجة إلى أخرى، مضيفاً: بكل تأكيد من يذهب إلى أي دولة يحصل على دخل يراه أفضل من الدخل الذي يحصل عليه في سورية، ومعتبراً أنه لولا السماح للطبيب في سورية بفتح عيادته الخاصة إلى جانب عمله في الدولة لكان عدد الأطباء أقل من ذلك بكثير.
وتطرق إلى مشكلة النقص الحاصلة في عدد أطباء التخدير داعياً إلى الحفاظ على ما تبقى من هذا الكادر لأنه متعلق بكل الاختصاصات من خلال التحفيز المادي وحتى المعنوي عبر المبادرات التي تشجع الخريجين الجدد باختيار مثل هذه الاختصاصات، ضارباً مثلاً أن السماح للأطباء أن يخدموا أثناء خدمتهم العسكرية في محافظاتهم جذب عدداً كبيراً من الأطباء للخدمة مما أدى إلى رفد مشافي الخدمات الطبية بهؤلاء الأطباء.