وزارة التربية بعهدة شباب الأولمبياد السوري لأربع ساعات … طباع لــ«الوطن»: رسالة للتأكيد على قدرة ذوي الاحتياجات الخاصة على القيام بأي عمل
| محمود الصالح
مبادرة نوعية نفذتها وزارة التربية بالتعاون مع مؤسسة الأولمبياد السوري الخاص، تمثلت في تسليم 16 طفلاً من ذوي الاحتياجات الخاصة لمهام عليا في وزارة التربية ابتداء من مهمة وزير التربية ومعاونيه وعدد من المديرين المركزيين، وعلى الرغم من رمزية هذه المبادرة إلا أنها كانت ذات معنى ومدلول إنساني وتربوي كبير.
ويشارك في الفعالية التي تقام لأول مرة بسورية 16 لاعباً من فئات عمرية مختلفة من مصابي «متلازمة داون» المشاركين في برنامج القادة ضمن مؤسسة الأولمبياد السوري الخاص، حيث تتضمن إجراء حوار وتبادل خبرات مع الفعاليات التربوية في الوزارة.
الطفل الوزير حمزة ديب أكد أن حلمه تحقق من خلال هذه المبادرة، وقد استمع إلى مطالب المراجعين لوزارة التربية وقام بدوره كوزير لمدة أربع ساعات، ولبى الكثير من الطلبات المحقة، وتعرف على مهام وزير التربية وتفقد عدداً من المديريات والأقسام واطلع على آلية العمل فيها.
وزير التربية دارم طباع وفي تصريح خاص لــ«الوطن» أكد أن الفكرة الأساسية لهذه المبادرة هي أن يقوم هؤلاء الأشخاص باستلام قمة الهرم في الوزارة، وأن يتعرفوا على عمل ومهام الوزارة، وأن يعطوا انعكاساً للمجتمع أن الطفل ذا الاحتياج الخاص قادر على تسلم أي مهمة، فهو طفل له فرصة في الحياة والعمل والقيادة والإدارة،
وقال طباع: إن هذه التجربة جميلة جداً فمن خلالها يرى العالم أن قدرات هذا الطفل هي غير محدودة ويستطيع استلام أي عمل، وهو يماثل الأطفال الآخرين في تحمل المسؤولية والتعلم والإدارة، وأضاف: أن يكون عنصراً فاعلاً في المجتمع، في وقت يرى البعض من المعلمين والأسر أن هذا الطفل يحتاج إلى مساعدة، وإلى شخص يقوده في الحياة، لكن الحقيقة أن لهذا الطفل شخصية مستقلة، لكنها مختلفة عن الآخرين، وبالتالي يجب أن نتفهم هذه الشخصية وأن نعرف أن لديها القدرة على التعبير عن نفسها بطريقتها الخاصة.
وأبدى طباع سعادته عندما كان يرى الطفل الوزير متلبساً لهذه الشخصية، والفرحة ترتسم على وجهه، وأكد أنها كانت من أسعد اللحظات في حياته، لأن هذا الطفل سيذكر تلك اللحظات طوال حياته.
رئيس مجلس أمناء مؤسسة الأولمبياد السوري الخاص طريف قوطرش: الرسالة الأساسية لهذه المبادرة هي دمج هؤلاء الأطفال في المجتمع، وقال: اليوم لدينا في المؤسسة برنامج هو إعداد القادة من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال اختيار بعض الأشخاص الذين يستطيعون الحديث ويقومون ببعض المهام البسيطة، وهناك تعاون بيننا وبين الحكومة من خلال برامج نعمل على إنجازها، ومنها هذه المبادرة في وزارة التربية التي ستعرف الناس على هذه الفئة، وأضاف: الرسالة الأهم أننا نريد أن نقول للعالم أنه رغم الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا إلا أننا ما زلنا قادرين على الاهتمام بهذه الفئات والقيام بتلك المبادرات.
بدوره شرح معاون وزير التربية الدكتور عبد الحكيم الحماد عن التجربة «رافقني معاون الوزير الافتراضي إلى مكتبي وشاهد كيفية اتخاذ القرار الإيجابي لكل معاملة ترد إلى المكتب»، لافتاً إلى أن هذه الفئة لديها طاقات مميزة ويجب الاستفادة منها لتعزيز بناء المجتمع وإعطاء فرصة المشاركة ببنائه لها أيضاً.
وفي ختام الفعالية اجتمع وزير التربية المفترض مع المديرين المفترضين ووزير التربية الدكتور دارم طباع ومعاونيه والمديرين المركزيين بالوزارة وناقشوا واقع توظيف إمكانات ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع إضافة إلى دراسة إمكانية إصدار قرارات خاصة بهذه الفئة لتفعيل دمجها بالمجتمع والتركيز على إمكانياتها المميزة وإظهار قدراتها.