ما إن بدأ عمل «عالحد» كتابة، «لبنى حداد ولانا الجندي»، إخراج «ليال راجحة»، حتى انهالت صفحات مواقع التواصل بعرض لقطات من أداء النجمة الذهبية سلافة معمار، التي تشكل حالة فريدة في الدراما السورية من خلال تمكنها من أدواتها وتبنيها الدور، والتلبس به، هي اليوم تجسد حياة امرأة جبرتها ظروف الحياة أن تكون بهذه الجرأة والتماهي في المجازفة ولو في مطبات هي اليوم صعبة من وجهة نظر أي منا، لذلك تقول في أحد مشاهده: «مصاحبة وليد زوج رفيقتي.. اللي بيشوف القصة من برا بيشوفا كتير بشعة.. أحياناً في أخطاء بتكون أفضل الخيارات الممكنة.. أنا ماعم برر.. أنا عم عيش».
تجسيد الدور عند معمار هو حالة أشبه بالواقع لا يمكن أن نفصل شخصيتها، حركاتها، ردات فعلها، ملامح وجهها، عن الدور فهي تعيشه بمتعة كبيرة تجعلنا كمشاهدين نغوص في عالمها، نتقبل كل ما يدور في حياتها لأنها حقيقية وصادقة.
من أهم التفاصيل التي تقدمها معمار هو الصدق وملامسة الأحاسيس من خلال تبنيها للشخصية فهي لا تؤدي دوراً عادياً من دون أن تشعر وتحس به، وها هي تصنف من النجمات الأوائل في الدراما السورية من خلال هذا النَفس وغزارة المشاعر والصدق والإحساس العالي.
رواية العمل
يروي العمل حكايته في قالب الدراما النفسية، وهو نوع تحبه معمار وترغب في اللعب بخانته، لكونها تتقن الانفعالات الحسية ولغة الجسد بالتعبير عن التوتر والقلق. تجسد الممثلة السورية، في هذا العمل، دور «ليلى» الصيدلانية التي تتفق مع شريكها على إجراء عمليات قتل متسلسلة ضد الأشخاص السيئين في المحيط الذي تعيشه.
وهو مسلسل سوري لبناني قصير، دراما تدور ضمن إطار الرعب النفسي المليء بالإثارة والتشويق، وبعد ثماني سنوات على اختفاء زوجها، تعيش امرأة سورية تدعى ليلى في بيروت، حيث تعمل في إحدى الصيدليات وتتفق مع شريكها على إجراء عمليات قتل متسلسلة ضد أشخاص سيئين في حياتها، ولكن حياتها البسيطة تخبئ أسراراً ستغير عالمها للأبد.
كما يطرح العمل حكايات اللجوء والصراعات الاجتماعية وقضايا المرأة التي تتصدّى وحيدة لتربية أبنائها وتأمين لقمة العيش، تدور أحداث الدراما الاجتماعية «عالحد»، حيث تلاحق القصّة حياة ليلى، وهي امرأة في أواخر الثلاثينيات من العمر، تعمل صيدلانية في إحدى صيدليات بيروت، وقررت تحرير نفسها من الارتباط بخالد الذي لا تعلم مصيره منذ اختفائه قبل 8 سنوات، وبقيت وحيدة مع ابنتها التي تبلغ من العمر 10 سنوات، ومع خالتها وابنتها.
ولا تعيش ليلى أفضل العلاقات مع عائلة زوجها خالد التي لا تعترف بهذا الزواج. كما أن هذا الأخير قام قبل عدة سنوات، بخطوة اللجوء إلى أوروبا. ورغم أنه لبناني الجنسية جعله طريق اللجوء المفتوح للسوريين، يدّعي أنه يحمل الجنسية السورية، لكي تفتح أمامه الأبواب المغلقة. وتتلاحق الأحداث، وتتغير مسارات الشخصيات وهناك الكثير من المفاجآت على امتداد حلقات العمل الذي يتميز بسرعة الإيقاع.
تفاصيل العمل
والمسلسل من تأليف لبنى حداد ولانا الجندي وإخراج ليال راجحة، وبطولة سلافة معمار، رودريغ سليمان، صباح جزائري، علي منيمنة، مروى خليل، إدمون حداد، جوزيف عقيقي، مارلين نعمان، طارق عبدو، دجانا عيسى، شهد الزلق، ناجي صوراتي، نتالي فريحة، يارا زخور، بمشاركة دوري السمراني، جمال قبش، برناديت حديب، بياريت قطريب، ماثيو شوفاني، وآخرين.
وبدأت سلافة في تصوير مشاهدها بالمسلسل الذي وصفته بأنه يمثل «تجربة جديدة بالنسبة إليها» وتمنّت النجاح لجميع طاقم العمل.
ويجدد «عالحد» اللقاء بين سلافة ومواطنتها الممثلة السورية صباح الجزائري بعد مرور سنوات على أخر اجتماع درامي لهما، حيث تلعبان دور البطولة في المسلسل الجديد إلى جانب نخبة من النجوم اللبنانيين.
أول أعمالها المشتركة
حيث كانت قد أعلنت بشكل مفاجئ، عن انضمامها إلى مسلسل قصير يجري تصويره في لبنان، ويحمل اسم «عالحد»، وهو العمل الاجتماعي الأول لها في إطار الدراما المشتركة.
سبق وقدمت سلافة معمار في لبنان مسلسل «بنت الشهبندر» الذي حاول استنساخ البيئة الشامية في أحياء لبنانية قديمة، ضمن مزيج سوري لبناني، لم يحقق النجاح المتوقع، رغم وجود أسماء كبيرة في بطولة العمل، مثل الراحل رفيق سبيعي، والممثلة سميرة البارودي.
كما صورت سلافة في لبنان ثلاثة أعمال سورية، وصلت إلى العرض، وهي «قلم حمرة» مع المخرج حاتم علي، وخماسية «امرأة كالقمر»، ضمن الموسم الثالث من مسلسل «أهل الغرام»، بتوقيع المخرج المثنى صبح، وضمن مسلسل «سنعود بعد قليل»، مع المخرج الليث حجو.