رياضة

ظلال الفوضى

| غسان شمه

من ينظر ويتابع لوحة العمل الرياضي، بشكل عام، سيجد الكثير من الإرباك والفوضى تضرب هنا وهناك، ولعل ما حدث مع اتحاد كرة اليد يرسم ظلالاً كثيرة حول طبيعة القرار وما تلاه من تدخلات.

وإذا كانت كرة القدم هي نقطة المحرق التي توجه إليها الأضواء فالواقع ينطوي على شيء غير قليل من الارتجال والفوضى، ومرحلة الذهاب من الدوري الممتاز مستمرة وتتمدد منذ شهور بسبب التوقفات المتواصلة من أجل استحقاقات المنتخب، وبعض هذه التوقفات بدت وكأنها إضاعة وقت إضافة لما تسببه من مصروفات زائدة تشتكي منها أندية عديدة، وهي حالة تميز دورينا الممتاز.

لاعبون يطلبون عشرات الملايين لتوقيع عقود سنوية فقط، رغم أن بعضهم لا يتمتع بالإمكانيات والشروط التي تؤهله لمثل هذه الطلبات، وعقد السنة الواحدة يراه الكثيرون غير ذي فائدة كبيرة بالنسبة للنادي ومع ذلك تذهب بعض الإدارات للموافقة على هذه الشروط المجحفة بحق النادي..؟

لاعب مصاب يوقع لناد كبير والجميع يعلم أنه غير قادر على تقديم ما هو مطلوب منه للفريق، وفجأة ينهى العقد بالتراضي ودون مقابل لكن المفاجأة توقيعه لناد آخر.. والمثير أن تجد من يرشح اللاعب نفسه ليتم ضمه إلى صفوف المنتخب..؟

وتضرب الفوضى على خط الكثير من إدارات الأندية التي لا تملك رؤية أو صبراً على مدربي فرقها، فعند أي تعثر يسارع البعض للتضحية بالمدرب دون أن ينال فرصة حقيقية فالبحث عن الفوز بأي طريقة هو ما يحكم قراراتهم، حتى إن بعض الأندية تغير أكثر من مدرب في مرحلة واحدة.

وزاد في طنبور نغمنا الكروي الخاص تصريحات مدرب المنتخب الذي فاضل بين لاعبين بطريقة تذكرنا باحترافية العمل لدينا رداً على سؤال إعلامي فكان ورود الإبل على غير مجراها في جواب المدرب الذي ذهب للحديث بطريقة تفتقد الاحترافية عن لاعبي ناد ما اضطره للتراجع والتوضيح والاعتذار بعد ردود سلبية واسعة على ما قاله.

ومن طرائف العمل الفني وغير الفني ما يقوم به البعض من انتقاد حاد لعمل إدارة هذا النادي أو ذاك الاتحاد، ويفرد المعلقات على صفحته الفيسبوكية لذلك النقد، وفجأة يتحول كل ذلك لقصائد من المدح المبالغ فيه لصوابية وحكمة أصحاب القرارات بعد دعوته للمشاركة بعمل ما معهم..!

تلك مجرد صور لديكم العديد منها لكن السؤال هنا: هل تعتقدون أن بيئة كهذه قادرة على اجتراح المعجزات؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن