رياضة

في ختام منافسات المجموعة الأولى لكأس أمم إفريقيا … أسود الكاميرون نحو العلامة الكاملة والخيول تطمع بالوصافة

| خالد عرنوس

انتهت أمس مباريات الجولة الثانية من بطولة أمم إفريقيا بنسختها الثالثة والثلاثين وارتفع عدد المتأهلين إلى الدور الثاني إلى ستة منتخبات بشكل أو بآخر، وتبدأ اليوم منافسات الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات لتبدأ في نهايتها مغادرة ثمانية منتخبات للبطولة من الباب الخلفي، ففي المجموعة الأولى يلتقي منتخب الكاميرون (الأسود غير المروضة) مع نظيره من جزر الرأس الأخضر (كاب فيردي) والملقب بأسماك القرش الزرقاء في مباراة ثأرية، وعلى الجهة المقابلة يتقابل (منتخب الوعول) الإثيوبيي مع أحصنة بوركينا فاسو الجامحة من أجل تحديد الفريق أو الفريقين اللذين سيرافقان أسود الكاميرون غير المروضة إلى ثمن النهائي.

يا لثارات الأسود

لا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنة منتخب الكاميرون صاحب الباع الطويل في الإنجازات القارية وبلوغه نهائيات المونديال غير مرة مع فريق جزر الرأس الأخضر الذي لا يملك أي تاريخ يذكر، فالفارق بينهما 22 سنة من حيث الظهور الأول وها هو منتخب الكاميرون يضمن تجاوز الدور الأول للكرنفال الأسمر للمرة الرابعة عشرة في المشاركة رقم 20 فيه، في حين منتخب «القرش الأزرق» بالكاد يشارك للمرة الثالثة في النهائيات وكلها خلال العقد المنصرم، ولم يحقق خلال مشاركتيه الأوليين سوى فوز وحيد تأهل بفضله إلى ربع نهائي 2013 وجاء يومها على حساب أنغولا قبل أن يخسر أمام غانا بهدفين، وفي مشاركته الثانية عام 2015 نجح في تفادي الهزائم لكنه لم يسجل بالمقابل أي فوز فخرج من الدور الأول وقد سجل انتصاراً يتيماً مقابل هزيمة واحدة مقابل خمسة تعادلات وهو سجل معقول لفريق صغير، وهاهو يسجل فوزه الثاني في البطولة وهذه المرة على حساب إثيوييا ليدخل بآمال عريضة لتجاوز الدور الأول على الرغم من هزيمته، لأن نظام التأهل يمنحه فرصة مواتية فهو بحاجة إلى التعادل ليضمن حضور دور الـ16 نظرياً، وبالطبع فالفوز يمنحه بطاقة الدور الثاني مباشرة من دون النظر إلى نتيجة المباراة الأخرى أو ترتيب المجموعات الأخرى.

ويتطلع أسود الكاميرون أصحاب الأرض إلى فوز ثالث على التوالي ليحقق العلامة الكاملة للمرة الثالثة في تاريخه، فقد سبق له حصد ثلاثة انتصارات في دور المجموعات لنسخة 2002 ويومها توج باللقب والثانية في 2006 وخرج من الدور الأول وليس أدعى من أن يكون صاحب الضيافة ليظفر بالنقاط التسع، إلا أنه قد يكون للمدرب رأي آخر في جعل هذه المباراة غير المؤثرة بمنزلة حصة لتجريب اللاعبين البدلاء، وهو أمر يعتبر مجازفة أمام جمهور البلاد المتطلع إلى اللقب ولن يقبل بأي عثرة ولو في مواجهة هامشية، ويعول المدرب البرتغالي توني كونسيساو على تألق خط هجومه الذي سجل 6 أهداف وخاصة الخبير فينست أبو بكر الذي سجل تصدر لائحة الهدافين بأربعة أهداف ويأمل السير قدماً على غرار مواطنه التاريخي صاموئيل إيتو، ولن يقبل الكاميرونيون إلا بالثأر من الفريق الذي أذاقهم الهزيمة خلال تصفيات البطولة عندما فاز في أرضه 3/1 بعدما فرض التعادل السلبي ذهاباً في ياوندي، وللعلم فقد سبق للقرش الأزرق الفوز كذلك في تصفيات نسخة 2012 وكان سبباً في عدم تأهل الأسود إلى النهائيات يومها وذلك مقابل 3 انتصارات للكاميرون في 6 مواجهات رسمية بينهما.

خيول ووعول

في اللقاء الثاني يجتمع الضدان، الأول هو المنتخب الإثيوبي حامل اللقب في زمن ما وصاحب 11 مشاركة في البطولة منها النسخ السبع الأولى من دون انقطاع قبل أن يتراجع أبناء الحبشة فندرت مشاركاتهم وعندما حضروا بشكل متقطع خرجوا من دون بصمة من الدور الأول في أربع مناسبات آخرها عام 2013، بالمقابل كانت بوركينافاسو (فولتا العليا سابقاً) تحبو ولم تبلغ النهائيات إلا بعد عقدين على انطلاق البطولة وجاءت المشاركة شاحبة يومها، وبذات الوجه المخيب عادت بعد أقل من عقدين آخرين لكن عندما استضافت البطولة التالية 1998 بلغت نصف النهائي، وأعقبها 5 مشاركات انتهت مع الدور الأول قبل أن يستفيق الجميع على مفاجأة مدوية ببلوغ فريقها الملقب بالخيول الجامحة نهائي البطولة 2013 ثم غابت عن 2015 وعادت في النسخة التالية واحتلت بشكل مفاجئ كذلك المركز الثالث الذي لم يشفع لصاحبه بحضور نهائيات 2019 وها هو فريق الأحصنة يعود على أمل تسجيل مفاجأة جديدة.

وبالطبع لن تتوقف المفاجأة عند تجاوز دور المجموعات، فهو أمر متوقع وخاصة في المجموعة الأولى السهلة نسبياً ونظام التأهل، وها هو الفريق البوركينافي على بعد نقطة من هذا الهدف، فالتعادل مع نظيره الإثيوبي سيمنحه المركز الثالث على الأقل برصيد 4 نقاط وهو عملياً كاف لحجز مقعد دور الـ16 في ظل النتائج المسجلة حتى الآن في البطولة، وكان الفريقان تقابلا في نهائيات 2013 وفاز البوركيني برباعية نظيفة يومها وهو الفوز الأعلى في تاريخ مشاركاته في البطولة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن