سورية

تقرير: تهديد المنظمات الإنسانية فيه «سابقة خطيرة» … خروج 53 عائلة سورية من «مخيم الهول» نحو دير الزور

| وكالات

خرجت دفعة جديدة من السوريين المحتجزين في «مخيم الهول» شرق الحسكة الذي تديره ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» شرق الحسكة، في وقت عادت فيه أغلبية المنظمات الدولية إلى عملها في المخيم بعد أن تم تعلقيه الأسبوع الماضي بسبب مقتل مسعف وإصابة طبيب، وسط أنباء عن أنها ستواصل تقديم خدماتها هناك، لكن ليس بالشكل المطلوب.
وأخرجت ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية التي تسيطر عليها ميليشيات «قسد» الموالية للاحتلال الأميركي أمس الدفعة الـ49 من السوريين من أهالي مناطق شمال وشرق سورية، المحتجزين في «مخيم الهول»، وفق ما ذكرت وكالة «هاوار» الكردية.
وأشارت الوكالة إلى أن الدفعة الجديدة التي غادرت المخيم ضمت 217 شخصاً، ضمن 53 عائلة، وهم من أهالي الريف الشرقي والشمالي لمحافظة دير الزور حيث تسيطر هناك ميليشيات «قسد»، وذلك بالتنسيق ما بين الأخيرة وما يسمى «مجلس دير الزور المدني» التابع للميليشيات.
وذكرت أن إخراج تلك الدفعة جاء بعد تأكد الجهات المشرفة على «المخيم» من ثبوتيات الأشخاص، والتواصل مع «مجلس دير الزور المدني»، مشيرة إلى أن عدد الدفعات من أهالي شمال وشرق سورية التي غادرت المخيم قد وصلت إلى 49 دفعة، بين دفعات بكفالات وجهاء وشيوخ العشائر، وأخرى منذ صدور قرار «الإدارة الذاتية» في الـ10 من تشرين الأول 2020، بناء على الاجتماع الذي عقدته مع ما يسمى «مجلس سورية الديمقراطية- مسد» الذراع السياسي لـ«قسد» وما تسمى «هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل وهيئة الداخلية» التابعين للميليشيات، في الـ5 من تشرين الأول 2020.
ووصل عدد الدفعات الخاصة بأهالي دير الزور إلى 23 دفعة، حسبما أشار ما يسمى «مسؤول مكتب الخروج» في «مخيم الهول» منير محمد، الذي أشار إلى أن هذه الدفعة هي الأولى خلال العام الجاري.
بموزاة ذلك، عادت أغلبية المنظمات الإنسانية الدولية و«المحلية» باستثناء أقسام عديدة في منظمتي «المجلس النرويجي للاجئين» و«منظمة إنقاذ الطفل العالمية»، أمس، لاستئناف نشاطاتها في «مخيم الهول» في ظل إجراءات أمنية مشددة، وذلك عقب أن علقتها الأسبوع الماضي نتيجة مقتل مسعف تابع لـ«قسد» وإصابة طبيب من «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» على يد خلايا من تنظيم داعش الإرهابي داخل المخيم.
والأربعاء الماضي، أكد مصدران من «مخيم الهول»، أن مسعفاً فيما يسمى «الهلال الأحمر الكردي» التابع لميليشيات «قسد» يدعى باسم محمد محمد، قتل إثر إصابته بطلق ناري في الرأس داخل المخيم.
وأوضح المصدران أن اثنين من تنظيم داعش دخلا النقطة الطبية التابعة لـــ«لهلال» في المخيم، وانتحلا شخصية مرضى، وأطلقا الرصاص من سلاح مزود بكاتم للصوت، باتجاه الضحية.
وحسب المصدرين، فإن مركز «الهلال الأحمر الكردي» داخل المخيم أخلي من الطاقم الطبي.
وعلى خلفية مقتل المسعف علقت أغلبية «المنظمات الدولية» و«الجمعيات» التابعة لميليشيات «قسد « أنشطتها داخل المخيم باستثناء الأنشطة المنقذة للحياة من مياه وخبز وغيرها».
وفي وقت لاحق من اليوم ذاته، نقلت «هاوار» عن مصدر تأكيده، أن طبيباً في «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» يدعى آلاجي من الجنسية الإثيوبية، تعرض لهجوم بآلة حادة من خلية نائمة تابعة لتنظيم داعش داخل «مخيم الهول» بنية قتله.
وبعد الهجوم، سحبت اللجنة الدولية طاقمها من المخيم إلى مكان آخر، حسب الوكالة.
وبالأمس، وتعقيباً على مقتل «المسعف» على يد خلايا تابعة لداعش، نبّه مسؤول فيما تسمى «الإدارة الذاتية» يدعى شيخموس أحمد وفق وكالة «أ ف ب» من أن تهديد المنظمات الإنسانية العاملة في «مخيم الهول» يشكل «سابقة خطيرة».
وقال: «ثمة خلل أمني وتهديد جدّي في المخيم، حيث خلايا داعش ما زالت موجودة».
وأكّد أن «تهديد المنظمات الإنسانية والنقاط الطبية يشكّل سابقة خطيرة»، موضحاً أنها بعد الحادث الأخير «ستواصل تقديم الخدمات الإنسانية لكن ليس بالشكل المطلوب».
وتحتجز «قسد» في مخيماتها إضافة إلى نازحين سوريين وعراقيين، الآلاف من مسلحي تنظيم داعش وعائلاتهم بينهم الكثير من الأجانب الذين ترفض بلدانهم الأصلية استعادتهم خوفاً من أن يرتد عليها إرهابهم بعد أن قدموا الدعم لهم في سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن