ثقافة وفن

عناصر الفن السوري حاضرة فناً وإبداعاً في الأعمال المشتركة … الممثل السوري يقدم أداء رفيع المستوى في جذب ذائقة المشاهد

| عبد الهادي الدعاس

رغم اختلاط العناصر والمكونات الدرامية في الأعمال المشتركة سواء اللبنانية أم المصرية من نواحي الإخراج والإنتاج والسيناريو والممثلين، إلا أن النكهة السورية دائماً تبقى المحور الرئيسي الذي تميز الأعمال المشتركة، لكونها تمتلك عناصر الإقناع والإبداع والتميز واللون الفريد، وكان هذا واضحاً منذ بدأت الأعمال الدرامية المشتركة بالظهور حتى اللحظة الراهنة.

في كل عمل يصنع الممثل السوري حضوراً لافتاً وأداءً رفيع المستوى في جذب ذائقة المشاهد، والذي ينطبق على جميع عناصر العمل عندما توجد عناصر من الفن السوري.

بارانويا

شُوهد مؤخراً في مسلسل «بارانويا» العمل ذو طابع الإثارة والتشويق، الذي عرض الشهر الماضي على منصة «شاهد» من إنتاج شركة الصباح، حيث تولى قيادة إخراجه وتأليفه المخرج السوري الشاب أسامة عبيد الناصر الذي وضع بصمته الخاصة والفريدة من نوعها في هذا العمل من ناحية عرض صورة تحاكي الخيال بطريقة التنقل والعرض وكأنه يأخذنا إلى عالم الخمسينيات، على حين لعب الفنان السوري قصي خولي دور البطولة فأطل على الجمهور بشكل مختلف عما قدم سابقاً، حيث كان هناك ارتياب من هذه الشخصية التي تتحدث عن شخصية «الوزير» الرجل المصاب بمرض الفصام في الشخصية، إنما بأدواته الرفيعة التي يمتلكها استطاع خولي أن يجذب المشاهدين بالشكل الذي ظهر فيه أولاً، وثانياً بكمية الإبداع والتشويق الموجودين في هذه الشخصية.

صالون زهرة

مسلسل «صالون زهرة» تأليف نادين جابر وإخراج جو بوعيد، الذي يتحدث عن العديد من القضايا التي يعاني منها المجتمع في لبنان، ويتخلله العديد من المشاهد والمواقف الكوميدية في صالون لتجميل السيدات، كان الأمر معتاداً بتولي بطولة هذا العمل لأحد الفنانين السوريين حيث كانت من نصيب الفنان معتصم النهار الذي ابتعد عن النمطية في شخصياته التي قدمت سابقاً، ووضع حضوراً فريداً بأدواته التي يمتلكها لإنجاح هذا العمل، بشخصية «أنس» الشاب الوسيم والتاجر في تهريب الممنوعات، ليصادفه موقف يجعله أمام حي مليء بالمشاكل ليسترجع ما أخذ منه، من جانبه كان هناك عنصر زاد من جمالية العمل عندما حضر أيضاً، وهو الفنان السوري «علي سكر» بشخصية تدعى «سمير» حيث قدم من خلالها شخصية الصعب الممتنع لما تحتويه من سهولة وصعوبة في آن معاً، لكون العنصر الكوميدي يحتاج إلى جهد كبير في عملية إقناع المشاهد.

ابن أصول

هذه النجومية لم تتوقف على الفنانين السوريين في الأعمال المشتركة اللبنانية إنما كانت في الأعمال المصرية المشتركة أيضا، فقد كانت الفنانة السورية سوزان نجم الدين حاضرة بقوة في شخصية «صولا» بمسلسل «ابن أصول» التي قدمتها بحرفية عالية لكونها فنانة تملك جميع الأدوات القادرة من خلالها على وضع بصمتها الخاصة التي ترسمها في كل شخصية تقدم لها، وكان ذلك واضحاً عندما تشاهدها وهي تقدم الشخصية بصدق وحقيقة، ما جعلها تتعرض في أحد مشاهد المواجهة لتعب كبير بسبب تقلص أمعائها لشدة صعوبة المشهد، وهذا يدل على الموهبة الكبيرة التي تمتلكها هذه النجمة السورية أمام الكاميرا بإقناع المشاهد.

خيانة عهد

وهكذا دائماً يبقى عناصر الفن السوري أصحاب بصمة خاصة وفريدة عند حضورهم ومشاركاتهم، ليبقى نجاح أي عمل مشترك مبنياً على حضور وأدوات ومهارة الفنان السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن