رياضة

في الدوري الكروي الممتاز.. مربع الكبار مزدحم بالمنافسة .. الفرصة الأخيرة للكرامة وديربي بدمشق وآخر بالحمدانية

| ناصر النجار

تستأنف اليوم مباريات الأسبوع الحادي عشر من مرحلة الذهاب في ستة مواقع وتستكمل الأربعاء بلقاء وحيد على ملعب الجلاء.

كل مباريات هذا الأسبوع حماسية وتنافسية بعناوين عريضة ومثيرة من أجل تمكين مواقع الصدارة، والنجاة من مواقع المؤخرة.

ويتقابل في هذه المرحلة الأضداد، كديربي دمشق بين الشرطة والوحدة أو ديربي حلب بين الاتحاد وعفرين أو لقاء الهروب من المؤخرة الذي يجمع النواعير مع حطين.

المتقدمون لديهم مباريات متوسطة المستوى وهي ضمن السيطرة إن أحسنت الفرق المتنافسة على الصدارة الإدارة والأداء، فالوثبة سيواجه حرجلة بحمص، وتشرين يستقبل الكرامة، والجيش يلعب مع جبلة، ورابع الكبار الوحدة يواجه جاره الشرطة.

بكل المقاييس الموازين تميل للكبار وإن تحقق الفوز المتوقع لهذه الفرق فلن يكون أي تغيير في هذه المرحلة على صعيد الصدارة.

وهذا الأمر لا يجعلنا نستبعد المفاجآت في أي ملعب.

وكما نلاحظ فإن أغلب النتائج تنتهي بفارق هدف، وهذا يؤكد أنه لا تفوق ملحوظاً لفريق على آخر، حتى نتيجة 2/صفر التي تكررت يوم الجمعة مرتين لا تدل على التفوق الملحوظ وخصوصاً أن عفرين وحطين اللذين خسرا بهذه النتيجة وضعهما في أسوأ حالاته.

الأخطاء الكثيرة

الملاحظ في مباريات الجمعة وجود أخطاء كثيرة مرتكبة وخصوصاً من خط الدفاع والحراس، وهذه الأخطاء كانت ساذجة وأثمرت عن أهداف المباريات كلها، ولم نجد هدفاً ملعوباً أو ناتجاً عن جملة تكتيكية بل كل الأهداف تسبب بها الحراس والمدافعون.

ونعزي هذا الأمر لكثرة التوقفات، وهذا ما يحدث مللاً وفراغاً كبيرين في الفرق ويضعف الانسجام، فالتمارين اليومية والمباريات التجريبية الخفيفة لا تكشف الخلل بشكل واضح، ولا يمكن لأي فريق أن يصل إلى (الفورمة) إن لم يلعب مباريات رسمية متتابعة، لذلك لا غرابة إن شاهدنا أداء سيئاً وعكاً كروياً أو حماساً دون أي أسلوب لعب جماعي جميل، فهذه كلها من تداعيات التوقف وما فيها من آثار سلبية.

على المستوى الهجومي فإن الوضع ما زال ضبابياً وأغلب الفرق تفتقد للمهاجم الهداف، والتسجيل يتناوب عليه مجموعة من اللاعبين، فأهداف المرحلة السابقة توازعتها الخطوط الثلاثة، فسجل المدافعون خمسة أهداف ومثلهم لاعبو الوسط والهجوم، ولم نجد أي لاعب يسجل أكثر من هدف في المباراة الواحدة، وهذا الأمر يرسم أكثر من إشارة استفهام، والغريب أن أكثر من نصف أهداف المرحلة سجلها لاعبون جدد لم يسبق أن سجلوا أهدافاً في المراحل التسع الماضية، وهم: حسن أبو زنيب، مصطفى بيلونة (تشرين) محمد شريفة (حرجلة)، عماد الحموي (الكرامة)، أحمد حديد (جبلة) يوسف عرفة، معن الحسن (الشرطة) ميلاد حمد (الجيش) أما سعد أحمد (الوثبة) وفواز بوادقجي (الاتحاد)، وعبد الإله حفيان (جبلة) فرفعوا رصيدهم إلى هدفين، أيمن عكيل (الوحدة) محمد حمدكو (حرجلة) رفعا رصيدهما إلى ثلاثة أهداف، صبحي شوفان من الوثبة انضم إلى جوقة مسجلي الخمسة أهداف، وما زال محمد زينو (الفتوة) يلاحق محمد الواكد، فصار للزينو سبعة أهداف مقابل عشرة للواكد.

نشير إلى أن ثلاثة أهداف جاءت من جزاء، وأن ثلاث مباريات حسمت في الوقت بدل الضائع، فتعادل تشرين جاء في الدقيقة 95 وفوز الوحدة والجيش في الدقيقة 92.

الجد والإصرار

من يتابع مباريات الوثبة يجد أن عنوان الفريق الجد والإصرار على تحقيق الفوز، وهذا لمسناه في أغلب المباريات، ولم يتغير خط الفريق وربما كان أكثر الأندية صعوداً نحو الأمام فلم يتأثر كثيراً بالتوقفات، وهو من أفضل الفرق ولم يخسر إلا مع تشرين باللاذقية المنافس الرئيس على بطولة الدوري.

اللقاء مع حرجلة ليس بسهولة اللقاء مع حطين، لكن الأمور قد تكون بمصلحة الوثبة لأسباب عديدة، أولها: أن الوثبة يملك أقوى دفاع فلم يدخل مرماه إلا هدفان، وهذه الصلابة الدفاعية تجعل من مهمة حرجلة بالتسجيل أكثر من صعبة.

ثانيها: إن حرجلة يعاني من خلل دفاعي، ومباراة تشرين التي أضاع فيها فوزاً مستحقاً، انتهت إلى التعادل لمجمل هذه الأخطاء الدفاعية، من هنا ندرك صعوبة المباراة على حرجلة، لكننا مقتنعون أن الفريق يلعب بروح معنوية عالية، ويحتاج إلى الكثير من التوفيق ليعود من حمص بنتيجة طيبة.

في الموسم الماضي حقق حرجلة مفاجأة من العيار الثقيل بفوزه على الوثبة بحمص 3/صفر سجلها محمد حمدكو، وياسين سامية هدفين، وتعادلا في الإياب بلا أهداف.

العزيمة الكبيرة

البحارة يتجاوز كل آلامه ومتاعبه ويعلو فوق كل العقبات وخصوصاً المالية منها مجتهداً للوصول إلى اللقب الثالث على التوالي، والفريق لديه تشكيلة جيدة وإدارة داعمة، وفوق ذلك يملك استقراراً وانضباطاً وجمهوراً داعماً كبيراً ومحباً.

هذه العوامل يجب أن تصب في مصلحة تشرين وصولاً إلى اللقب قياساً على تواضع أداء الكثير من الفرق الأخرى، وما يلفت النظر إضاعته لبعض النقاط التي جاءت على غير ما يشتهي عشاقه كتعادلاته مع النواعير والشرطة وحرجلة وهذه الفرق غير محسوبة على الفرق المنافسة، من هذا الباب على أبناء البحارة أن يستوعبوا أن البطولة لم تعد تحتمل المزيد من هدر النقاط.

اللقاء مع الكرامة يدرج تحت بند اللقاءات الصعبة، والكرامة هذا الموسم يفكر ببلوغ مربع الكبار، لكنه أيضاً يضيع نقاطاً بلا أي طائل، ومباراته مع تشرين قد تكون الفرصة الأخيرة لتسوية أوضاعه، فإما أن يزحف نحو المقدمة، أو إنه سيرضى بمواقع الوسط.

في الموسم الماضي فاز تشرين بمباراة الذهاب بهدف نديم الصباغ، ورد الكرامة اعتباره ففاز في الإياب بحمص بهدفي علي زكريا ونصوح نكدلي، مقابل هدف محمد مرمور لتشرين.

النقاط المضاعفة

مباراة الجيش مع جبلة مثيرة وتنافسية حد الغليان وهي أقوى المباريات لأن الفريقين قريبان من بعضهما بعضاً، وجبلة بات يملك الطموح الكامل لبلوغ مربع الكبار، جبلة يملك 15 نقطة وله مباراة مؤجلة مع تشرين، والجيش له 18 نقطة لذلك هذا القرب يجعل الفريقين حريصين كل الحرص على نقاطها لتغيير الموازين.

الجيش من وجهة نظره يرى فرصته جيدة لاختصار المسافات مع المتصدرين الوثبة وتشرين، وهذا متوقف على الحظوظ العامة فعليه أن يفوز أولاً وأن يتعثر منافساه كضرورة تحيي المنافسة القوية.

الجيش أثقل بلاعبيه على أرض الملعب، إلا أن المفتاح سيكون بيد المدربين من خلال التشكيلة الأفضل واستثمار قدرات اللاعبين لتحقيق الفوز، هناك الكثير من الأوراق الرابحة التي يملكها صاحب الضيافة، أما جبلة فيمتاز بجماعية الأداء.

الحذر يكمن من مفاجآت غير محسومة ببطاقة حمراء هنا أو هناك تقلب كل الموازين في المباراة وفي الفريقين أكثر من لاعب عصبي!

المباراة تتطلب الهدوء والتركيز والانضباط داخل الملعب وعلى دكة الاحتياط فوز الجيش من خلال النظريات يبدو أقرب، في الموسم الماضي فاز الجيش ذهاباً في حماة بالمباراة المنقولة لعقوبة جبلة بهدف محمد الواكد، وفي الإياب فاز الجيش أيضاً 4/2 سجل للجيش محمد البري، محمد شريفة من جزاء، حسام بوادقجي وعمر سعد الدين وسجل لجبلة عمر نعنوع ومحمود البحر.

ديربي غير متكافئ

من وجهة النظر العامة فإن عشاق البرتقالي يتطلعون إلى فوز هو بمتناولهم بلقاء الجار العتيد الشرطة، هذا الكلام يأتي من حالة التفوق هذا الموسم، فالشرطة هارب من المؤخرة، والوحدة قادم نحو حظوظ المنافسة، وفضلاً عن ذلك فإن بجعبة الوحدة من اللاعبين الكثير الذين يمتازون عن جارهم، ومن هنا تبدو حلاوة مباريات الديربي لأن الجار يريد مقارعة جاره بل والتفوق عليه، مهما كانت المعطيات والنظريات وحجم الأوراق الرابحة.

الشرطة يلعب بشكل مغاير تماماً بمواجهة الوحدة ويستنفر كل قواه لهذه المباراة، ورغم أن فوز الشرطة على الوحدة في المواسم الستة الماضية لم يتحقق إلا مرة واحدة وكانت الغلبة في أغلب المباريات للوحدة، وأفضل النتائج حقق فيها الشرطة التعادل إلا أن هذا ليس بمقياس على الدوام، وتقرير ذلك سيعود إلى جاهزية فريق الوحدة واستعداده الذهني.

مباراة ذهاب الموسم تقدم الوحدة بهدفين نظيفين لمحمد زينو ومحمد الحلاق، لكن الشرطة قلب المعادلة وأدرك التعادل بهدفي سامر خانكان وحاتم النابلسي ولم تخل المباراة من الشحن العصبي فنال حارس الوحدة طه موسى البطاقة الحمراء بعد نهاية المباراة لاعتراضه.

مباراة الإياب تقدم الوحدة بهدف مؤيد عجان في الشوط الأول وأدرك الشرطة التعادل في الشوط الثاني عبر أحمد محيى.

الشرطة هذا الموسم قدّم مع الكبار مباريات قوية وحقق فيها نتائج جيدة كتعادله مع تشرين 1/1 باللاذقية، وقادر على الظهور بصورة طيبة بملعب الجلاء مع الوحدة وإن كانت الظروف تصب لمصلحة البرتقالي.

إثبات الذات

مباراة الفتوة مع الطليعة تسير على وتيرة التنافس لإثبات الذات وتحسين المواقع، الفريقان أكثرا من التعادل، ويتقدم الفتوة على الطليعة بفارق ثلاث نقاط، وهذا يؤكد أن أجواء المنافسة ظاهرة وواضحة من خلال الترتيب القريب، الفوارق بين الفريقين كبيرة، ففي الفتوة نجد الاستقرار الإداري والدعم المالي والزخم الجماهيري، بينما نجد مصاعب إدارية ومالية بفريق الطليعة مع غياب الجمهور لإقامة المباراة بدمشق.

لا تحتمل المباراة الكثير من الكلام، فهي معلقة على حجم الأخطاء المرتكبة، فريق الطليعة تارة يكون مرعباً، وتارة أخرى يكون خجولاً، وهذا الأمر متعلق بمزاجية اللاعبين وحسن تقديرهم للمواقف، الفتوة يلعب برجولة، لكنه يقع في بعض الأحيان فريسة أخطاء غير محسوبة العواقب إضافة لإضاعة لاعبين للكثير من الفرص السهلة، لذلك من المتوقع أن تكون المباراة متكافئة وسيتحكم بنتيجتها الفريق الأقل أخطاء على أرض الملعب.

المباراة تميل للفتوة، ومع ذلك فهذا التوقع ليس نهائياً لأن الطليعة قادر على أن يبصم بقوة.

في الموسم الماضي تعادلا في الذهاب 1/1 سجل للفتوة مازن سردار وللطليعة عبد القادر عدي، وفاز الطليعة بدمشق في الإياب بهدف محمد ميدو وخرج حسن بوظان من الطليعة في مباراة الذهاب بالبطاقة الحمراء.

فرصة ذهبية

مباراة الاتحاد مع جاره عفرين فرصة ذهبية لتعويض خسارته أمام جبلة وتصحيح مسار الفريق وتحسين موقعه بمنطقة الوسط، حتى الآن فإن الأوضاع الداخلية بفريق عفرين غير سارة، وما زال اللاعبون لا يبذلون الجهد المطلوب في الملعب لتقصير الإدارة (كما يزعمون) معهم مالياً، وهذه الفوضى يجب أن يستغلها الاتحاديون لتحقيق فوز مطلوب.

وقت المباراة لا ندري كيف ستكون الأجواء، فإن اصطلح حال عفرين واجتمع اللاعبون على قلب رجل واحد، فإن الاتحاد سيجد صعوبة في التعامل مع المباراة، وإلا فإن الفوز سيكون ممهداً له.

في موسم 2009- 2010 فاز الاتحاد مرتين، في الذهاب 4/1 وسجل له عمر حميدي هدفين وعبد الفتاح الآغا وأوتو بونغ، وسجل هدف عفرين قذافي عصمت، وفي الإياب فاز الاتحاد بهدف عمر حميدي.

المباراة شكلاً ومضموناً للاتحاد وغير ذلك مفاجأة كبيرة.

مأزق مزدوج

النواعير وحطين غارقان في المؤخرة يستنجدان بالنقاط من هنا وهناك في عملية هروب قد تستمر طويلاً، الفريقان يطمحان لتحقيق فوز يعتبر ذهبياً لكون نقاطه مضاعفة، قد يكون حال النواعير وهو يلعب على أرضه أفضل نوعاً ما، لكن حطين لن يسلم الرايات بسهولة وهو يعاني أوضاعاً أكثر من صعبة على كل الصعد.

ولأن المباراة متنفس للفريقين فقد ترتفع حرارتها وصولاً للأهداف المباحة، كفة النواعير على أرضه أرجح وحطين ليس بالخصم السهل، وكل الاحتمالات واردة.

في الموسم قبل الماضي فاز حطين مرتين في الذهاب 4/2، سجل لحطين حسين جويد ومرديك مردكيان من جزاء ورأفت مهتدي وخالد كوجلي، وسجل للنواعير رامي عامر وزاهر خليل وكلا الهدفين جاء من ركلتي جزاء.

في الإياب فاز حطين أيضاً بهدفي رأفت مهتدي ومرديك مردكيان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن