رياضة

هزة المحاربين

| محمود قرقورا

بعيداً عن المنغصات التحكيمية في الكرنفال الإفريقي، وبعيداً عن الشح التهديفي الذي أرّق المشاهدين وجعل مرتادي الملاعب يندمون على دفع ثمن التذاكر، فإن سقوط الجزائر أمام غينيا الاستوائية يعد الحدث الأبرز في الكرنفال والمادة الدسمة لوسائل الإعلام وتوابعه كثيرة…

فمحاربو الصحراء كانوا يخوضون المباراة على أمل تجاوز البرازيل وإسبانيا من حيث عدد المباريات الدولية المتتالية من دون خسارة، ولكنهم ارتضوا الأمر الواقع، وهيهات هيهات القدرة على إمكانية كتابة تاريخ جديد مع المباريات الدولية والمتتالية الخالية من شوائب السقوط تتوازى مع هذا الرقم الإفريقي القياسي البالغ 35 مباراة.
حلم تجاوز إيطاليا التي ارتادت العالم بـ37 مباراة متتالية من دون خسارة بات بعيد المنال، ولسان حال الجزائريين يقول: الخسارة لا بد أنها ستحدث ولكن ليس أمام غينيا الاستوائية.

والرقم السلبي الذي ضرب كتيبة المدرب جمال بلماضي أن منتخب الجزائر أول منتخب بطل يخفق في هز الشباك خلال أول مباراتين في حملة الدفاع عن لقبه منذ الكاميرون 1990 مع فارق أن منتخب الأسود غير المروضة لم يشارك بالصف الأول في تلك النسخة يوم كان منهمكاً تحضيراً لنهائيات المونديال الإيطالي الذي بصم فيه بقوة.

والمصيبة الأكبر التي قد يدفع ثمنها المنتخب الجزائري عدم عبور دور المجموعات وانخفاض ترتيبه في تصنيف الفيفا، ما يهدد حظوظه للعودة إلى المونديال، لأن التصنيف الدولي سيكون له مفعول السحر في القرعة الحاسمة التي تمكّن صاحب التصنيف الأعلى من خوض مباراة التأهل الأخيرة بملعبه.

ما حصل هزة لم تكن متوقعة ولكن الكرة ما زالت في الملعب ولقاء الجزائر مع ساحل العاج سيكون حامي الوطيس مع أنها مباراة هامشية للأفيال، ولكن التوقيع على صك خروج الجزائر ودق المسمار الأخير في نعشها لاشك إنجاز يرنو إليه منتخب ساحل العاج.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن