عربي ودولي

بلينكن دعا إلى مسار دبلوماسي حول أوكرانيا وبيربوك أعلنت عن بدء مناقشة خطة مشتركة لحوار روسيا -الناتو … موسكو: ننتظر أجوبة من أميركا بشأن مطالبنا الأمنية ولا نقبل مطالب تتعلق بقواتنا على أراضينا

| وكالات

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الثلاثاء: إن موسكو تنتظر أجوبة من الولايات المتحدة بشأن مطالب أمنية واسعة قدمتها للغرب قبل أن تواصل المحادثات المتعلقة بأوكرانيا، في حين أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عن بدء مناقشة خطة مشتركة لحوار روسيا- الناتو، مشيرة إلى ضرورة وجود «قواعد مشتركة» لضمان الأمن في أوروبا، في وقت دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى نهج دبلوماسي لوضع حد للأزمة في أوكرانيا.
ونقلت وكالة «أ ف ب» عن لافروف قوله في مؤتمر صحفي في موسكو مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك: إن روسيا «تنتظر الآن أجوبة على هذه المقترحات، كما وُعدنا، من أجل مواصلة المفاوضات (…) نراهن على أن المحادثات ستتواصل».
ورفض لافروف مرة جديدة طلب الغربيين بدء سحب عشرات آلاف الجنود المنتشرين على حدود أوكرانيا، قائلاً: «لا يمكننا قبول مطالب تتعلق بقواتنا على أراضينا»، مؤكداً مرة أخرى أن هذه القوات لا تهدد أحداً.
من جهتها قالت بيربوك: إنها ترغب بأن يتواصل الحوار مع روسيا مع التشكيك في تطمينات لافروف.
وقالت: «في الأسابيع الماضية نشر أكثر من مئة ألف جندي روسي مع تجهيزات ودبابات قرب أوكرانيا من دون سبب، من الصعب عدم رؤية ذلك بمنزلة تهديد».
بدورها نقلت قناة «روسيا اليوم» عن بيربوك قولها، إنه لن يكون هناك أمن في أوروبا ما لم تكن هناك قواعد مشتركة يمكن للجميع الاعتماد عليها، وأضافت: بالنسبة لألمانيا هذه القواعد هي أساس الوجود.
وأشارت إلى أن برلين ترى إمكانات لتعزيز التعاون بين ألمانيا وروسيا، وقالت: نحن بحاجة إلى روسيا موثوقة بها، تزود أوروبا بالغاز الذي تحتاجه، مشددة على أن من المهم بذل جهود للعودة إلى المفاوضات في إطار «النورمندي» حول تسوية الأزمة الأوكرانية.
من جهته دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الثلاثاء إلى نهج دبلوماسي لوضع حد للأزمة في أوكرانيا، وذلك في اتصال مع لافروف.
ونقلت «أ ف ب» عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أن بلينكن «شدد على أهمية الاستمرار في مسار دبلوماسي لخفض التصعيد المحيط بتعزيزات عسكرية روسية مثيرة للقلق في أوكرانيا وقربها». وجاءت تصريحات نيد برايس قبيل توجه الوزير الأميركي إلى أوكرانيا.
في السياق ذكرت «أ ف ب» أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ دعا روسيا وحلفاء الناتو لإجراء مزيد من المناقشات بشأن أوكرانيا مع تكثيف الجهود الدبلوماسية في الأسابيع الأخيرة.
ونقلت الوكالة عن ستولتنبرغ قوله خلال مؤتمر صحفي في برلين مع المستشار الألماني أولاف شولتس أمس الثلاثاء: «لقد دعوت اليوم روسيا وجميع الحلفاء في الناتو للمشاركة في سلسلة من اجتماعات مجلس الناتو وروسيا في المستقبل القريب لمعالجة مخاوفنا، ولكن أيضاً للاستماع إلى مخاوف روسيا ومحاولة إيجاد حل للخروج من الأزمة».
إلى ذلك قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، يتعين على أعضاء الاتحاد الأوروبي الاتفاق فيما بينهم ومع الأميركيين على شكل الحوار مع روسيا حول الضمانات.
ونقلت «روسيا اليوم» أنه عندما طلب من بيسكوف التعليق على تصريح رئيس الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بضرورة مشاركة الاتحاد الأوروبي في المفاوضات بين موسكو وواشنطن حول الضمانات الأمنية لأنها تمس أمن أوروبا قال: «نحن طرحنا هذه المسائل في المقام الأول أمام الأميركيين. في المقام الأول تم تسليم مسودتي الوثيقتين إلى واشنطن، ولكن تم أيضاً تسليم هذه الوثائق نفسها إلى العواصم الأوروبية».
وتابع بيسكوف: «نعلم أيضاً أن الاتحاد الأوروبي يتحدث أكثر فأكثر عن ضرورة تطوير البعد المناسب لسياسة الدفاع والأمن. هذه أحاديث تجري منذ فترة بعيدة، ويجري اتخاذ خطوات معينة في هذا الصدد. ولكن هناك يتعين على الأوروبيين الاتفاق فيما بينهم ومع الأميركيين، لأن صياغتنا للموضوع مفهومة للغاية وواضحة للغاية. أما كيف يجب صياغة الإجابات، من خلال أي نوع من المشاورات – فهذا يعود لهم بالذات».
وشدد بيسكوف، على أن موسكو يهمها بشكل أساسي، استلام الرد، وليس مسألة مشاركة الاتحاد الأوروبي في مفاوضات الضمانات الأمنية.
وأشار بيسكوف إلى أن المعلومات المتعلقة بعمليات توريد أسلحة متنوعة إلى أوكرانيا، بما في ذلك منظومات دفاع جوي محمولة، تتماشى مع مخاوف روسيا فيما يتعلق بـ«استيعاب أراضي أوكرانيا من قبل مختلف موردي الأسلحة»، لافتاً إلى أن الحديث إذا ما دار حول منظومات الدفاع الجوي المحمولة، فسيكون ذلك «خطيراً للغاية».
وفي وقت سابق، صرح وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، بأن بلاده ستزود أوكرانيا بأسلحة دفاعية خفيفة مضادة للدبابات من أجل «الدفاع عن النفس».
من جانب آخر قال نائب وزير الدفاع الروسي الكسندر فومين، إن العسكريين في روسيا وبيلاروس، يدرسون الوضع عندما سيتطلب ضمان أمن دولة الاتحاد، الاستخدام الكامل لإمكانات المؤسسات العسكرية في الدولتين.
وأضاف فومين: «قد ينشأ وضع لا تكفي فيه القوى والوسائل المتوفرة لدى مجموعة القوات الإقليمية، لضمان أمن دولة الاتحاد، ويجب أن نكون مستعدين لتقويتها، لقد توصلنا مع الجانب البيلاروسي إلى تفاهم حول أنه من أجل الدفاع المشترك سيكون من الضروري استخدام كامل لإمكانات المؤسسات العسكرية في الدولتين».
وأوضح فومين أن روسيا سترسل للمشاركة في فعاليات التفتيش التي ستجري في قوات الرد السريع لدولة الاتحاد على أراضي بيلاروس في كانون الثاني من العام الجاري، بعض وحدات هيئات إدارة القوات من الدائرة العسكرية الشرقية.
وأشار فومين، إلى أنه سيتم خلال التفتيش المفاجئ، النظر في مختلف الخيارات للإجراءات المشتركة لتحييد التهديدات وفرض استقرار الوضع على حدود روسيا وبيلاروس.
وذكر فومين، أنه تم الاتفاق على التفتيش المفاجئ لقوات الرد السريع، بين الرئيسين فلاديمير بوتين وألكسندر لوكاشينكو في نهاية العام الماضي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن